وزير الخارجية الفرنسي في لبنان: محاولة "إنعاش" مبادرة وقف إطلاق النار

30 سبتمبر 2024
وزير الخارجية الفرنسي مع وزير الصحة اللبناني بعيد وصوله للبنان، 29 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان: يعقد جان نويل بارو لقاءات لبحث وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل ودعم الشعب اللبناني المتضرر من النزوح.
- المبادرة الفرنسية-الأمريكية: تهدف لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، نشر الجيش اللبناني واليونيفيل على الحدود، وعودة النازحين، لكنها تواجه معارضة إسرائيلية.
- الدعم الدولي والإنساني: تطالب لبنان بمساعدة دولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ودعم النازحين، وتؤكد فرنسا على قلقها من الوضع ومعارضتها لأي عملية برية إسرائيلية.

تحاول فرنسا إنعاش مبادرة وقف إطلاق النار الفوري مع تسارع التطورات

يؤكد لبنان دعمه الحل الدبلوماسي والوقف الفوري لإطلاق النار

وجّهت إسرائيل ضربة قوية لجميع مساعي التهدئة باغتيالها نصر الله

يعقد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الاثنين، سلسلة لقاءات في لبنان مع المسؤولين لبحث مساعي وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي وتقديم الدعم، ولا سيما الإنساني للشعب اللبناني، بعدما قارب عدد النازحين المليون، مع تقديراتٍ بارتفاع العدد في ظلّ توسعة إسرائيل ضرباتها على المناطق اللبنانية، وتكثيف مجازرها بحق المدنيين، ورفع مستوى تحذيراتها لهم بإخلاء منازلهم.

وأعلنت السفارة الفرنسية في بيروت عبر بيان، مساء الأحد، أنّ وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو سيعقد مؤتمراً صحافياً عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم في مقرّها بقصر الصنوبر في بيروت. وقادت فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وشركاء آخرين مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، إفساحاً في المجال أمام مفاوضاتٍ دبلوماسية تركز على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وقد نالت ترحيباً لبنانياً، إلّا أنها اصطدمت بمعارضة حكومة الاحتلال التي أعطى رئيسها بنيامين نتنياهو الأمر باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقادة آخرين، يوم الجمعة الماضي، بالتزامن مع وجوده في نيويورك.

وتحاول فرنسا إنعاش مبادرة وقف إطلاق النار الفوري مع تسارع التطورات وتلويح إسرائيل باستعدادها لتنفيذ اجتياح بري للبنان وسط ترقّب أيضاً لردّ فعل حزب الله على اغتيال أمينه العام، خصوصاً بعد التشييع، وتعيين خليفته، وإتمام الإجراءات التنظيمية داخل القيادة بعدما استهدف الاحتلال أعداداً كبيرة منها. وتدعو المبادرة الفرنسية – الأميركية، المدعومة دولياً وعربياً، إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يوماً، إفساحاً في المجال أمام المفاوضات الدبلوماسية، التي تركز على تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) على الحدود، ما يتيح عودة النازحين إلى منازلهم وقراهم، ووقف الطلعات الجوية والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وغيرها من النقاط التي ستؤسِّس لقيام حلٍّ طويل الأمد بين لبنان وإسرائيل.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع خطيرٌ جداً ومقلق، وعلى جميع الأطراف وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، وسنقوم بكل ما يلزم لأجل ذلك"، مشيراً إلى أنه "لا نزال نرى أنّ وقف إطلاق النار ممكن، ويمكن تفادي المزيد من الخسائر، ونتمنى على جميع الأطراف تلبية الدعوات الدولية العاجلة". وشدد المصدر على أن "لا حل للصراع إلا الحل الدبلوماسي، أما العسكري فسيودي بالمنطقة إلى كوارث وتداعيات كبرى".

تقارير عربية
التحديثات الحية

من جهتها، تقول أوساط حكومية لـ"العربي الجديد"، إنّ "لبنان سيؤكد دعمه الحل الدبلوماسي والوقف الفوري لإطلاق النار، كما كان موقفه في كلّ الاجتماعات والاتصالات التي حصلت خلال وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في نيويورك، وكذلك في الاتصالات التي يقوم بها رئيس البرلمان نبيه بري، كما سيطلب من فرنسا تكثيف العمل مع شركائها للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها وجرائمها على الأراضي اللبنانية، ووقف العدوان على غزة".

وتشير الأوساط إلى أنّ "الموقف اللبناني بات معروفاً بأنه مع تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، ولا سيما 1701، ونشر الجيش اللبناني على الحدود، مع ضرورة تأمين الدعم له لإتمام مهامه، وأبدى تعاوناً مع المبادرة الفرنسية - الأميركية، فهو يعتبر أن المسار الدبلوماسي والقرارات الدولية وحدها الطريق إلى الاستقرار، بيد أن إسرائيل هي التي تعرقل جميع المساعي، وتواصل تصعيدها وارتكاب المجازر بحق المدنيين والأطفال والمسعفين والنساء". وتلفت الأوساط إلى أنّ "ميقاتي سيطلب أيضاً من الخارج مساعدة لبنان ودعمه إنسانياً في ظلّ حركة النزوح التي تقدَّر بمليون نازح، والمرحلة الصعبة التي تمرّ بها البلاد".

وتأتي زيارة بارو بعد جولة أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع الماضي في بيروت، لم تؤد لأي نتيجة كحال الحراك الدولي المكثَّف بعدما وجّهت إسرائيل ضربة قوية لجميع مساعي التهدئة باغتيالها الأمين العام لحزب الله. وتحذّر فرنسا من خطورة الوضع في لبنان، مبديةً قلقها على سلامة الفرنسيين، خصوصاً بعدما استشهد عددٌ منهم بالقصف الإسرائيلي، مشددة على معارضتها أي عملية برية في البلاد.

واستهلّ وزير الخارجية الفرنسي زيارته إلى لبنان بلقاءٍ، مساء أمس الأحد، مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، الذي استقبله في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث أكد على وقوف فرنسا إلى جانب لبنان والتزامها بدعم وزارة الصحة العامة. وتسلّمت وزارة الصحة، مساء أمس، هبة فرنسية عبارة عن مساعدات تبلغ زنتها 11 طناً ونصف طن من شأنها تعزيز المخزون الطبي لمعالجة حالات الطوارئ، بحسب ما أكد الأبيض.

المساهمون