وزير خارجية اليابان يلتقي رئيسي في طهران: تطورات أفغانستان والاتفاق النووي

22 اغسطس 2021
وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي (Getty)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، اليوم الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة تستغرق يومين، تلبية لدعوة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

وأجرى وزير الخارجية الياباني بُعيد وصوله إلى طهران مباحثات مع نظيره الإيراني، تناولت "القضايا الثنائية والإقليمية والدولية"، كما التقى لاحقًا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وتباحثا العلاقات الثنائية وتطورات الاتفاق النووي وأوضاع أفغانستان وأمن الملاحة البحرية في الخليج. 

وعن العلاقات الثنائية بين طهران وطوكيو، وصفها رئيسي بأنها "جيدة وعلاقات صداقة"، مؤكدا على ضرورة تعزيزها في كافة المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية، وقال إن بلاده تولي "أهمية كبيرة لتعميق العلاقات مع اليابان". غير أنه انتقد تجميد أرصدة إيرانية في اليابان بسبب العقوبات الأميركية، مضيفا أنه "لا مبرر للتأخير في تحرير أرصدة إيران في البنوك اليابانية".

وعن تطورات الاتفاق النووي، دعا الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الأميركية إلى إلغاء العقوبات ضد بلاده، واعتبر أن لا مبرر لاستمرارها.  

وفي الرد على طلب الوزير الياباني حول ضرورة تنفيذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قال رئيسي إن "إيران نفذت جميع تعهداتها بالاتفاق والأميركيون هم الذين لم ينفذوا التزاماتهم، وانسحبوا منه بشكل أحادي وفرضوا العقوبات".

وانتقد الرئيس الإيراني، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، الموقف الأوروبي من تنفيذ الاتفاق النووي، متهما أوروبا بـ"التخلي عن تعهداتها بالاتفاق"، وداعيا العالم إلى توجيه الشكر لإيران لموقفها من الاتفاق وقال "بطبيعة الحال يجب أن يتم توجيه الشكر لبلد التزم بتعهداته وأن تلام دولة انسحبت منه ولم تنفذ التزاماتها"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأوضح أن "لا مشكلة لدى إيران في مبدأ التفاوض"

وحول تطورات أفغانستان الأخيرة بعد سيطرة "طالبان" عليها، رحب الرئيس الإيراني بالجهود اليابانية وبقية الدول في مساعدة أفغانستان لإرساء الاستقرار والسلام فيها، قائلا إن "الجمهورية الإسلامية لطالما دعمت استقرار أفغانستان".

وأكد أن "الأفغان هم الذين يجب أن يقرروا بشأن أفغانستان"، مشددا على أن "تدخل الأجانب وراء استمرار مشاكل أفغانستان ووجود الأميركيين في دول المنطقة لم يجلب الأمن بل شكل تهديدا وهم بعد عشرين عاما يعترفون بأن وجودهم في أفغانستان كان خاطئا".

وأضاف أنه "لا شك في أن أميركا ستعترف في مستقبل قريب بأن وجودها في بقية دول المنطقة والخليج كان خاطئا"، مؤكدا أن "تأمين أمن المياه الإقليمية والدولية يصب في مصلحة الجميع". 

وفي السياق، قال: "نرى أن أي محاولة لزعزعة أمن المنطقة أمر خطير ونعارض ذلك"، على حد تعبيره، مضيفا أن "التنمر الأميركي يهدد استقلال وحرية وهوية الشعوب"، وداعيا إلى أن "تواجه الدول السياسات الأحادية للقوى المتغطرسة".

من جهته، دعا وزير الخارجية الياباني إلى تعزيز العلاقات بين إيران واليابان، بعد تهنئته الرئيس الإيراني على بدء فترة رئاسته.  

وقال موتيجي، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، إن "طوكيو تدعم الاتفاق النووي كاتفاق دولي، وأعتقد أن إحياءه يصب في مصلحة الجميع ويمكن ذلك أن يساعد في حل المشاكل عبر الحوار والتفاوض".

وأعرب عن قلق اليابان من أوضاع أفغانستان، داعيا إلى "ضرورة وقف العنف والحفاظ على أرواح الناس"، ومعلنا عن ترحيب بلاده بالجهود الدبلوماسية لدول المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها، مع دعوته إلى حل المشاكل بطريقة سلمية.  

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن سعادته بالزيارة، قائلاً، في تغريدة على "تويتر"، إن "هذا اللقاء قد يكون الأخير الذي يجريه كوزير خارجية إيران"، مع الإشارة إلى أنه ناقش مع موتيجي "تعزيز العلاقات الثنائية وطريقة إحياء الاتفاق النووي والظروف الكارثية التي صنعتها الولايات المتحدة في أفغانستان".

يشار إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة على الأغلب ستتشكل هذا الأسبوع بعد بدء البرلمان أمس السبت مناقشة أهلية الوزراء المرشحين. ورشح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمير عبد اللهيان لوزارة الخارجية خلفاً لظريف.

ويتوقع أن ينال عبد اللهيان ثقة البرلمانيين الإيرانيين، إذ إن ترشيحه للمنصب جاء بعد موافقة المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي عادة يحصل الرئيس الإيراني على موافقته مسبقاً حول المرشحين للمناصب الوزارية السياسية، المرتبطة بالشؤون الأمنية والدفاعية والسياسة الخارجية، قبل عرض التشكيلة الوزارية على البرلمان.

وتكتسب زيارة موتيجي "أهمية كبيرة"، لكونها تأتي على أعتاب تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة، حسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الذي قال الأسبوع الماضي إن الزيارة تأتي رداً على زيارة مماثلة قام بها ظريف إلى طوكيو عام 2019.

وأضاف خطيب زادة أن "العلاقات الإيرانية اليابانية كقوتين مهمتين في غرب آسيا وشرقها تحظى بأهمية، وأن علاقات الصداقة ربطت بين البلدين على مدى 90 عاماً من العلاقات الدبلوماسية".

تاريخياً، تربط اليابان بإيران علاقات صداقة مستمرة، مضى عليها أكثر من 90 عاماً، لكن بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 تراجعت هذه العلاقات تدريجاً لعلاقات تحالفية أقوى بين اليابان والولايات المتحدة الأميركية التي انقطعت علاقاتها بإيران مع قيام ثورتها.

إلا أن اليابان حافظت في الوقت عينه، طوال هذه المدة، على لغة الصداقة في علاقاتها مع إيران، التي يغلب عليها الطابع الاقتصادي، وتراجعت متأثرة بالعقوبات الأميركية بشكل ملحوظ. فبعد أن كانت طوكيو من أبرز مشتري النفط الإيراني، وكانت في تسعينيات القرن الماضي تحصل على أكثر من 80 بالمئة من وارداتها النفطية من إيران، أوقفت نهائياً شراء النفط من إيران في إبريل/ نيسان 2019، قبل أن تفرض الإدارة الأميركية السابقة حظراً شاملاً على الصادرات النفطية الإيرانية، اعتباراً من الثاني من مايو/ أيار 2019.

ولعبت اليابان دور الوساطة خلال السنوات الماضية بين طهران وواشنطن بعد تصاعد الأزمة بينهما على خلفية الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وزار رئيس وزرائها السابق شينزو أبي طهران خلال يونيو/ حزيران 2019 بطلب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لنقل رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وكسب موافقته على إطلاق مفاوضات بين البلدين، لكن الأخير رفض، وقال إن رسالة ترامب "لا تستحق حتى الرد عليها".

المساهمون