وزير الصحة اللبناني لـ"العربي الجديد": نرفع الجهوزية لمواجهة أسوأ الاحتمالات

06 اغسطس 2024
وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مقابلة في 24 نوفمبر 2021 (حسام شبارو/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الاستعدادات الصحية في لبنان**: رفع لبنان الجهوزية الصحية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، حيث تسلم شحنة مساعدات طبية طارئة من منظمة الصحة العالمية زنة 32 طناً لمعالجة إصابات الحرب، مع توقع وصول دفعة جديدة قريباً.

- **تصاعد التوترات والتهديدات**: احتمالات نشوب حرب شاملة ارتفعت بعد تهديدات إسرائيلية واغتيالات لقيادات في حزب الله وحماس، ووزير الصحة أكد على ضرورة التحضير لكل السيناريوهات الممكنة.

- **الجهود الدبلوماسية والمخاوف المستقبلية**: لبنان حدد القطاعات الأكثر خطراً ضمن خطة الطوارئ، مع التركيز على الجنوب والبقاع، وأكد على أهمية الاستعداد لأسوأ الاحتمالات في ظل عدم احترام إسرائيل للقوانين الدولية.

رفع لبنان الجهوزية الصحية استعداداً لمواجهة أي تصعيدٍ محتمل في العدوان الإسرائيلي، وتسلّم إثر ذلك أمس الاثنين، شحنة مساعدات طبية طارئة من منظمة الصحة العالمية زنة 32 طناً، تحوي مستلزمات طبية وأدوية مخصّصة لمعالجة إصابات الحرب، على أن يتلقى دفعة جديدة يوم غد الأربعاء. ويشهد لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مواجهات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة بين حزب الله وجيش الاحتلال، أدت لغاية اليوم إلى استشهاد أكثر من 500 شخص، وتسجيل أكثر من ألفي إصابة بفعل القصف الإسرائيلي، ونزوح ما يزيد عن 100 ألف، بيد أنها كانت في غالبية الأحيان محصورة ضمن قواعد الاشتباك، قبل أن تتوسّع رقعتها.

وارتفعت احتمالات نشوب حرب شاملة في الأيام الماضية، ولا سيما بعد التهديدات الإسرائيلية التي تلت حادثة مجدل شمس، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر بعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، وما تبعه من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتوعّد كلّ من إيران والحزب بالردّ. في الإطار، يقول وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض لـ"العربي الجديد"، إنّ "المساعدات التي تلقاها لبنان هي بغالبيتها أدوية ومستلزمات طبية نحتاجها عادة أثناء الحروب، وهناك دفعة ثانية ستصل الأربعاء، فنحن في حالة حرب منذ نحو عشرة أشهر، ويجب أن نكون متحضّرين وجاهزين لكل السيناريوهات، على أمل طبعاً ألا يزيد العدوان".

ويشير وزير الصحة إلى أن لبنان، وضمن خطة الطوارئ، حدّد القطاعات والمناطق الأكثر خطراً أو الأكثر احتمالية للعدوان، وهي بالدرجة الأولى الجنوب وبعض مناطق البقاع، ونحن على مستوى عالٍ من الجهوزية من حيث التدريب وخطط الطوارئ في كل المستشفيات، لافتاً إلى أننا أمام العدو نفسه الذي يرتكب مجازر وحرب إبادة في غزة طاولت حتى المستشفيات، لذلك علينا أن نتوقع كل شيء منه فهو لا يحترم القوانين الدولية ولا المعاهدات الدولية، ولن يحترمها في لبنان.

ويردف الأبيض: "لا يمكن لأحد أن يتوقع حجم الاعتداءات، من هنا نحاول الاستعداد لأسوأ الاحتمالات، ورفع الدرجة الأقصى من حيث الجهوزية، ونتمنى ألا تحصل طبعاً الحرب الشاملة وأن نصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن واجبنا في القطاع الصحي أن نقوم بهذه التدابير والخطوات الاستباقية". ولا يخفي الخشية طبعاً من توسع رقعة الحرب، إذ يشير الأبيض إلى استهداف العدو مناطق جغرافية جديدة في الفترة الأخيرة، كما أن تصرفات حكومة الاحتلال تدلّ على أنها لا تريد الذهاب باتجاه التهدئة أو التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة، وربطاً بعدها في لبنان، حتى إن العمليات الأخيرة التي قامت بها لا تساعد على الوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار، وهذا ما عبّر عنه حتى الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويلفت أيضاً إلى أنّ هناك اتصالات دبلوماسية وجهوداً بهدف التهدئة، وجواب الدولة اللبنانية ووزير خارجيتها بات معروفاً بأن لبنان لا يريد الحرب، والغالبية العظمى من الاعتداءات ترتكبها إسرائيل بحق لبنان، من هنا يجب الذهاب إلى حكومة الاحتلال المعتدية لتوقف عدوانها وإطلاق النار، لكن حتى الساعة واضح أن العدو لا يريد اتفاق الهدنة، بل يحاول اختراع المشاكل ليزيد الأمور سوءاً، وفق الأبيض. ورداً على سؤال حول تلقي لبنان بفعل الحراك الدولي والاتصالات المكثفة دبلوماسياً أي تطمينات بعدم شنّ الاحتلال حرباً شاملة، يقول وزير الصحة اللبناني: "لا يمكن الحديث عن تطمينات، خصوصاً أننا نواجه عدواً يستمرّ في ارتكاب الجرائم والمجازر، كما أنه من الواضح أن الإسرائيلي لا يحترم حتى رغبات أكثر حلفائه قرباً أو دعماً له، فمن يمون على من، كي يعطي تطمينات كهذه؟".

المساهمون