التقارب بين ألمانيا والفيليبين يثير حفيظة الصين

06 اغسطس 2024
الرئيس الفيليبيني يستقبل وزير الدفاع الألماني/ مانيلا 5 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ألمانيا والفيليبين تعتزمان توقيع اتفاقية تعاون دفاعي هذا العام، مما أثار قلق الصين التي تعتبر التقارب مع الدول الغربية تهديداً لأمنها.
- وسائل الإعلام الصينية ترى أن زيارة وزير الدفاع الألماني لمانيلا تهدف لتعزيز نفوذ ألمانيا في آسيا والمحيط الهادئ، وتتماشى مع استراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء الصين.
- الصين تشكك في قدرة ألمانيا وحلفاء الولايات المتحدة على تقديم دعم حقيقي للفيليبين، مشيرة إلى انشغالهم بالصراع الروسي الأوكراني.

تعهدت ألمانيا والفيليبين بتوقيع اتفاقية تعاون دفاعي هذا العام، خلال لقاء جمع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في مانيلا، يوم الإثنين، بالرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور، ما أثار حفيظة بكين التي لطالما اعتبرت التقارب بين جيرانها ودول غربية تهديداً لأمنها ومصالحها في المنطقة.

واعتبرت وسائل إعلام صينية رسمية أن زيارة وزير الدفاع الألماني إلى مانيلا وإجراء مناقشات مع نظيره جيلبرتو تيودور بشأن اتفاقية أمنية، تشير إلى "النهج الانتهازي" لبرلين، وتهدف إلى تسليط الضوء على نفوذ ألمانيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فضلاً عن أنها تتماشى مع استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ الأميركية، لكنها لفتت إلى أنه في حين تكثف مانيلا جهودها لإشراك المزيد من الدول الخارجية في قضية بحر الصين الجنوبي لمواجهة بكين، فإن الولايات المتحدة أو ألمانيا أو أي دولة أخرى لن تحمي الفيليبين حقاً.

وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية، اليوم الثلاثاء، إن السبب الرئيسي وراء تعزيز ألمانيا التعاون العسكري مع الفيليبين، هو إظهار موقفها المتصلب تجاه الصين للولايات المتحدة، مضيفة أن سعي برلين لزيادة وجودها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ جزئياً، يهدف في المقام الأول إلى التوافق مع استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ الأميركية لاحتواء الصين. ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري تشانغ جون شي قوله إن "أحد المجالات الرئيسية للتعاون العسكري بين ألمانيا والفيليبين هو المعدات العسكرية، وقد تبيع ألمانيا طائرات وصواريخ وأنظمة تحكم ومعدات عسكرية أخرى لمانيلا في المستقبل".

ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك ألمانيا، غارقون حالياً في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وبالتالي فإن المدى الذي يمكنهم فيه تقديم مساعدة كبيرة للفيليبين أمر مشكوك فيه. وأضافت: "في حين ترحب مانيلا بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها بهدف استفزاز بكين في بحر الصين الجنوبي، يجب أن تعلم جيداً أن ألمانيا أو المملكة المتحدة أو فرنسا أو اليابان أو الولايات المتحدة لن تحميها حقاً".

هذا، وكانت الصين قد تابعت بقلق الترتيبات والتفاعلات الأمنية والعسكرية المتسارعة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي بقيادة الولايات المتحدة، إذ شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية حراكاً مكثفاً لمسؤولين أميركيين، أسفر عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات المشتركة مع حلفاء واشنطن في مجال الأمن والدفاع المشترك. وشملت هذه التفاعلات أيضاً مناورات عسكرية مشتركة بين الفيليبين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي. وقالت بكين في حينه إن واشنطن شددت قبضتها على مانيلا بعدما توصلت الأخيرة إلى ترتيب مؤقت معها بشأن إدارة الوضع في المنطقة. وأضافت أن هدف واشنطن هو قطع الطريق أمام أي تقارب بين الصين والفيليبين، وتجنّب الموقف الذي تنحرف فيه السياسات الفيليبينية بشأن بحر الصين الجنوبي عن استراتيجيات ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

المساهمون