قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، اليوم السبت، إن القوات المسلحة التركية اقتربت من تطهير منطقة الزاب في شمال العراق من مسلحي حزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن لا انسحاب للقوات التركية من سورية في الوقت الحالي.
تصريحات غولر جاءت في حوار مع قناة "A خبر" المقربة من الحكومة التركية، وأفاد فيها بأن جهود القوات التركية في منطقة عملية "المخلب القفل" في شمال العراق تسير بشكل مكثف وكبير وناجح، حيث تدرك القوات التركية كثافة وتحصينات مسلحي الكردستاني.
وأضاف أن عمليات الجيش التركي كشفت عن وجود شبكة من ملاجئ وحصون مرتبطة ببعضها البعض تابعة لمسلحي "الكردستاني" أكثر مما كنت تتوقعه أنقرة، مشيراً إلى أنها مليئة بالأسلحة والمواد الغذائية والمؤن، وتحتوي على شبكات اتصالات سلكية.
وشدد على أن "الأسلحة والمواد الغذائية المخزنة في المنطقة تكفي لمدة تتراوح بين 6-9 أشهر"، لافتاً إلى أن الحزب المصنف على لوائح الإرهاب في أنقرة "فخخ كل مكان بالمتفجرات والألغام".
وقال إن القوات المسلحة تمكّنت من "تطهير" قسم كبير من هذه المنطقة، وتواصل حالياً عمليات المسح والدخول للمخابئ جميعها واحداً تلو الآخر.
وكانت القوات التركية قد تلقت ضربة كبيرة بمقتل 6 جنود قبل أيام في إطلاق نار من قبل مسلحي الحزب خلال عمليات السيطرة على إحدى التلال في منطقة العمليات العسكرية.
وقال وزير الدفاع التركي: "مسلحو الكردستاني عندما يدركون أن لا مفر لهم يعملون على الهجمات وإطلاق النار، وهذا ما يؤدي لسقوط قتلى من الجيش، ويجري إطلاق النار على مصادرها فوراً، وحتى الآن جرى الرد على سقوط الشهداء، وسنواصل الرد مستقبلاً".
وأضاف: "شاركنا مشاهد استسلام مسلحي الكردستاني في المنطقة مؤخراً، ونقول دائماً إن طريق المسلحين هي العدالة التركية"، مضيفاً أن قيادات الحزب "أدركوا أن لا نهاية لما هم عليه".
وقال: "قبل 6-7 أشهر أعلن القيادي في الكردستاني مراد قره يلان على قناة موالية للحزب أنهم أخبروا الحلفاء الغربيين بترك كل شيء والاستسلام، ولكن في كل مرة يرد الحلفاء، قطعياً لا تفعلوا ذلك، وواصلو القتال وسنواصل دعمكم".
وفي 17 إبريل/ نيسان 2022، أطلقت تركيا عملية "المخلب القفل" ضد معاقل الكردستاني في مناطق متينا والزاب وأفشين- باسيان شمالي العراق.
وتنفذ تركيا عمليات لمكافحة الحزب الذي يستهدف قواتها ومواطنيها منذ عقود وينشط في دول عدة بالمنطقة، من بينها سورية والعراق وإيران، بحسب المسؤولين الأتراك.
ومن المتوقع أن تتصاعد المواجهات في المرحلة المقبلة بين القوات التركية ومسلحي الكردستاني، في ظل مواصلة المسيرات التركية ضرباتها شمالي العراق وسورية، فضلاً عن استمرار العمليات العسكرية، وإعلان الكردستاني بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، إنهاء وقف إطلاق النار المؤقت المعلن من طرفه فقط، إيذاناً ببدء القتال.
وتواصل القوات التركية سلسلة من العمليات العسكرية الانتقائية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، تتركز خصوصاً في سنجار وقنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً، واغتيالات طاولت قيادات بارزة في الحزب المعارض.
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقارّ وتحركات عناصر "الكردستاني" في مناطق عدة ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى قتل المئات من مسلحي "الكردستاني"، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.
لا انسحاب من سورية
الوزير التركي تطرق للملف السوري، مجدداً موقف بلاده الرافض للانسحاب. وقال: "نريد السلام في سورية، والرئيس أردوغان له جهود صادقة في هذا الصدد، ولهذا كانت هناك لقاءات على مستويات عدة، تركيا تريد السلام في سورية بصدق".
وأضاف: "لدينا حساسيات متعلقة بأمن الحدود والشعب، ودون تأمين ذلك لا يمكن التفكير بالمغادرة، ونؤمن بأن الرئيس السوري (رئيس النظام بشار الأسد) سيعمل في هذا الموضوع بالعقل السليم، وأهم ما سيجلب السلام في سورية هو مسألة كتابة الدستور الجديد في البلاد".
وقبل أيام، أطلق الأسد تصريحات شديدة اللهجة ضد تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان متهماً تركيا بأنها "مصدر الإرهاب في سورية"، رغم أن الطرفين بدءا مرحلة من التطبيع في العلاقات منذ أشهر.
علاقات إيجابية مع اليونان
وحول العلاقة مع اليونان، قال غولر: "دخلنا في مرحلة إيجابية بعد لقاء الرئيس التركي مع رئيس الوزراء اليوناني، وسنعمل بكل جهد من أجل إدامة ذلك".
وأضاف أن اليونان تبدي الحرص نفسه الذي تبديه تركيا، خاصة في مرحلة ما بعد الزلزال، مشيراً إلى اتفاق بين الطرفين على بدء نشاطات مشتركة للمدارس الرياضية الحربية العام المقبل، وفق تقديره.