وزير الدفاع الأميركي يدعو لمحاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر

07 اغسطس 2024
لويد أوستن خلال لقاء صحافي بالبنتاغون، 22 نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ألغى اتفاقًا كان يجنّب خالد شيخ محمد واثنين آخرين من المتهمين بهجمات 11 سبتمبر المحاكمة العسكرية، بعد انتقادات من عائلات الضحايا.
- خالد شيخ محمد، العقل المدبّر لهجمات 11 سبتمبر، اعترف بتورطه في عدة مخططات ضد الولايات المتحدة، واحتُجز في سجون سرية قبل نقله إلى غوانتانمو.
- المتهمان الآخران، وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، لهما أدوار مهمة في تنفيذ الهجمات واحتُجزا أيضًا في سجون سرية قبل نقلهما إلى غوانتانمو.

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، أنّ عائلات الضحايا ومواطني الولايات المتّحدة يستحقّون رؤية خالد شيخ محمد، "العقل المدبّر" لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، يحاكم مع متّهمين آخرين أمام القضاء العسكري بعدما ألغى البنتاغون اتّفاقاً يجنّبهم المحاكمة. وأثار الاتّفاق ثائرة العديد من أقارب ضحايا الاعتداءات البالغ عددهم ثلاثة آلاف قتيل كونه يجنّب المتّهمين الثلاثة المعتقلين حالياً في غوانتانمو، وهم خالد شيخ محمد ووليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، المحاكمة مقابل إقرارهم بذنبهم وحصولهم على عقوبة مخفّفة.

وإثر هذه الانتقادات الحادّة، أعلن أوستن في 31 يوليو/ تموز إلغاء هذا الاتفاق. والثلاثاء، أعلن أوستن في مؤتمر صحافي في أنابوليس قرب واشنطن أنّ "عائلات الضحايا وأفراد قواتنا المسلّحة والمواطنين الأميركيين يستحقّون أن يروا محاكمات عسكرية في هذه القضية". ولم يعلن البنتاغون عن تفاصيل الاتفاق، لكنّ صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت بأنّه بموجب هذا الاتفاق وافق المتّهمون الثلاثة على الاعتراف بذنبهم مقابل الحكم عليهم بالسجن مدى الحياة، بدلاً من خضوعهم لمحاكمة يمكن أن تؤدّي إلى إعدامهم.

وبقيت هذه القضايا الثلاث عالقة في مناورات ما قبل المحاكمة على مدى سنوات بينما يقبع المتهمون في قاعدة خليج غوانتانمو العسكرية في كوبا. ويركّز الجزء الأكبر من الجدل المرتبط بقضايا المتهمين على مسألة ما إذا كان حصولهم على محاكمة عادلة أمراً ممكناً بعدما تعرّضوا لتعذيب ممنهج على أيدي عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في السنوات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، وهي قضية شائكة تساعد اتفاقات الإقرار بالذنب في تجنّبها.

وكان شيخ محمد من بين مساعدي مؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن الأكثر ثقة وذكاء قبل إلقاء القبض عليه في باكستان في مارس/ آذار 2003. أمضى بعد ذلك ثلاث سنوات في سجون "سي آي إيه" السريّة قبل أن يصل إلى غوانتانمو عام 2006. والمهندس الذي يقول إنه كان العقل المدبّر لاعتداءات 11 سبتمبر تورّط "من الألف إلى الياء" في مجموعة من المخططات الكبرى ضد الولايات المتحدة، حيث درس المرحلة الجامعية.

وفضلاً عن تخطيطه للعملية الرامية لتدمير برجي مركز التجارة العالمي، قال شيخ محمد إنه هو الذي قطع رأس الصحافي الأميركي دانيال بيرل في العام 2002 بـ"يده اليمنى المباركة" وإنه ساعد في عملية التفجير ضد مركز التجارة العالمي عام 1993 والتي أوقعت ستة قتلى.

أما بن عطاش، وهو سعودي من أصل يمني، فيشتبه في أنه درّب اثنين من الخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، فيما أفاد المحققون الأميركيون الذين حققوا معه أيضا بأنه اعترف بشراء المتفجرات وتجنيد عناصر الفريق الذي قتل 17 بحّاراً في هجوم على المدمّرة الأميركية "يو إس إس كول". وفر إلى باكستان المجاورة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 وقبض عليه هناك في 2003. احتُجز بعد ذلك في شبكة من السجون السرية التابعة لـ"سي آي إيه".

أما الهوساوي، فيشتبه في أنه تولّى المسائل المرتبطة بتمويل اعتداءات 11 سبتمبر. أوقف في باكستان في الأول من مارس 2003 واحتُجز لاحقا في سجون سريّة قبل نقله إلى غوانتانمو في 2006. واستخدمت الولايات المتحدة غوانتانمو، وهي قاعدة بحرية معزولة، لاحتجاز العناصر الذين يتم القبض عليهم في إطار "الحرب على الإرهاب" التي أعقبت اعتداءات 11 سبتمبر في مسعى لمنع المتهمين من المطالبة بحقوق بموجب القانون الأميركي. واحتُجز 800 سجين في المنشأة في مرحلة ما، لكن تم تسليمهم على مراحل إلى بلدان أخرى. وتعهّد الرئيس جو بايدن قبل انتخابه بأنه سيحاول إغلاق غوانتانمو، لكنه ما زال مفتوحاً.

(فرانس برس، العربي الجديد)