وزير الخارجية الجزائري يكشف فحوى لقاء عاصف بين ماكرون وتبون

31 يوليو 2024
تبون وماكرون خلال اجتماع مجموعة السبع بإيطاليا، 14 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **لقاء تبون وماكرون وتحذيرات الجزائر**: في يونيو، حذر الرئيس الجزائري تبون نظيره الفرنسي ماكرون من الاعتراف بالخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، معتبراً أن هذا الموقف يغذي الانسداد السياسي.

- **ردود الفعل الجزائرية**: بعد دعم ماكرون للخطة المغربية، سحبت الجزائر سفيرها من باريس وخفضت تمثيلها الدبلوماسي، محذرة من تداعيات خطيرة ومؤكدة أن الموقف الفرنسي يقصي أي جهد لحل بديل.

- **مبادرة تجريم الاستعمار**: الجزائر تعمل على مبادرة لتجريم الاستعمار عبر الاتحاد الأفريقي، مع توقعات بمعالجة الموضوع في القمة المقبلة ورفعه إلى الأمم المتحدة.

كشف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اليوم الأربعاء، عن فحوى لقاء عاصف جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منتصف يونيو/حزيران الماضي على هامش اجتماع مجموعة السبع بإيطاليا، حيث وجه فيه تبون تحذيرات شديدة إلى ماكرون بشأن الإقدام على خطوة تخص الاعتراف بالخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء.

وقال عطاف خلال مؤتمر صحافي عقده، إن "الرئيس الفرنسي أطلع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون مسبقا على الخطوة الفرنسية إزاء الصحراء الغربية خلال اللقاء الذي جمعهما في 13 يونيو/حزيران الماضي، والرئيس تبون رد على نظيره الفرنسي بشكل صارم وحازم ودقيق للغاية، حيث اعتبر الموقف الفرنسي الجديد ليس مجرد استنساخ للمواقف السابقة المعلن عنها، بل يتجاوزها بالكثير، إذ يركز على حصرية خطة الحكم الذاتي كونها قاعدة لحل النزاع القائم في الصحراء الغربية".

وكشف عطاف أن "ماكرون برر الخطوة التي كان يُحضر لها بأنها تهدف للإسهام في إحياء المسار السياسي لتسوية النزاع في الصحراء الغربية وأنها فقط تذكير بموقف فرنسي يعود إلى سنة 2007 لدى تقديم خطة الحكم الذاتي من قبل المغرب، بينما رد الرئيس تبون على ماكرون بأن الموقف الفرنسي يعد اعترافا صريحا بما يسمى بمغربية الصحراء الغربية ويدرج بصريح العبارة حاضر ومستقبل الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة"، مضيفا أن "تبون أكد لماكرون أن الخطوة الفرنسية لا يمكن أن تسهم البتة في إحياء المسار السياسي وإنما جاءت لتغذي الانسداد الذي أدخلت فيه خطة الحكم الذاتي القضية الصحراوية منذ أكثر من 17 سنة".

وكانت الجزائر قد أعلنت، أمس الثلاثاء سحب سفيرها سعيد موسي من باريس وخفض تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال، مباشرة بعد إعلان الديوان الملكي المغربي أمس الثلاثاء، بأن الرئيس الفرنسي ماكرون وجه رسالة إلى الملك محمد السادس، أعلن فيها "دعم باريس لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007، واعتبار هذا المخطط يشكل من الآن فصاعدا الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه".

وأوضح الوزير الجزائري أن "السلطات الفرنسية أبلغتنا عبر سفيرنا بباريس بنص الرسالة التي اعتزم الرئيس الفرنسي أن يبعث بها إلى العاهل المغربي لا سيما ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، والسفير الجزائري لدى باريس عبّر للسلطات الفرنسية عن الموقف الجزائري من هذه الخطوة كما حذر من تداعياتها وعواقبها الخطيرة، وأنها لا تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، التي لا تتجه في الاتجاه نفسه لباريس"، مضيفا أن "اعتبار فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية حلا وحيدا وأوحد للقضية الصحراوية ، يعني إقصاء أي جهد للبحث عن حل بديل وفقا للقرارات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن التي شاركت باريس في صياغتها واعتمادها".

ولمح الوزير عطاف إلى أن الجزائر قد تتخذ مزيدا من خطوات الرد على الموقف الفرنسي، وقال: "سنستنتج كل الاستنتاجات الممكنة من الخطوة الفرنسية، الخطوة الأولى كانت سحب السفير وخفض التمثيل، وهي خطوة عالية في التعبير عن الاستنكار والاستياء، وسنقوم بالخطوات اللازمة"، مشيرا إلى أن "زيارة الدولة للرئيس تبون إلى باريس والتي كانت مبرمجة، ستدخل في اطار الاستنتاجات، ولن أفاجئ أحدا إذا قلت إن الخطوة الفرنسية لن تسهم في تحقيق هذه الزيارة". ولمح أيضا إلى وجود ابتزاز فرنسي مسبق للجزائر، وقال: "كل التحاليل الفرنسية تجمع على أن هناك مصالح اقتصادية وراء القرار الفرنسي، نعتقد أن هناك صفقة يقر بها المحللون الفرنسيون، هناك معطيات لا يمكن الكشف عنها، وسيأتي يوم سنتحدث عنها".

وفي السياق، كشف وزير الخارجية الجزائري عن وجود مبادرة قيد الصياغة لتجريم الاستعمار من قبل الاتحاد الأفريقي، حيث ستعالج -بحسبه- القمة المقبلة للاتحاد هذا الموضوع وستتخذ قرار بشأنه، قبل رفعه إلى الأمم المتحدة.

المساهمون