استمع إلى الملخص
- وصف وزير الخارجية الجزائري العلاقات مع تونس بالنموذجية، مشيراً إلى التوافق في تنمية المناطق الحدودية والتبادل التجاري، ودعا للاستثمار المشترك في الطاقة والأمن الغذائي.
- زار وزير الخارجية التونسي الجزائر للتحضير للقمة الثلاثية، مؤكداً على تطوير العلاقات وتعزيز الأمن، مع لقاء القادة في الجزائر نهاية الشهر الجاري.
بدأت الجزائر وتونس وليبيا التحضيرات العملية للقاء الثلاثي الذي سيجمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، في العاصمة الليبية طرابلس، في إطار ما عرف بـ"مسار قرطاج" الذي بدأ بين الدول الثلاث في إبريل/ نيسان الماضي.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي محمد علي النفطي، اليوم الأحد، إنه تم البدء في "التحضير للقمة الثلاثية المقبلة بين كل من الجزائر وتونس وليبيا، وهي القمة المنتظَر انعقادها بالعاصمة الليبية طرابلس في المستقبل القريب"، مضيفاً: "أكدنا التزامنا بتجسيد ما أفضت إليه قمة تونس من قرارات وتوصيات تهدف لإقامة مشاريع تعاون ثلاثية تتماهى مع ما تشترك فيه دولنَا الثلاث من اهتمامات وشواغل وأولويات"، مشيداً بانسجام الموقف بين الجزائر وتونس بشأن الأزمة في ليبيا، و"الدفاعَ عن حق أشقائنا الليبيين في إنهاء الأزمة التي ألمّت بهم، بعيداً عن أي تدخلات خارجية، والتوجه نحو انتخابات حرة ونزيهة تطوي صفحة الخلاف والانقسام بصفة نهائية وتضع ليبيا من جديد على درب الأمن".
ووصف عطاف العلاقات الجزائرية التونسية بـ"النموذجية"، بالنظر إلى التوافق في كل المجالات ذات الصلة "بتنمية المناطق الحدودية، وتكثيف التبادل التجاري، وتقوية الشراكة الاقتصادية، وإقامة مشاريع تنموية مشتركة في مجالات الطاقة، والأمن الغذائي"، ودعا في هذا السياق "المستثمرين في الجزائر وفي تونس على حد سواء للمساهمة بقوة في إنجاح هذه المساعي الرامية لاستغلال مقومات وفرص التعاون، ضمن مقاربة تضمن تحقيق التكامل الاستراتيجي والتنمية المندمجة بين بلدينا". وقال: "نحن نعتبر أنفسنا عائلة واحدة مع أشقائنا التونسيين، يسرنا ما يسرهم، ويسوؤنا ما يسوؤهم، أو يضر بهم".
وكان وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي قد وصل، مساء أمس، إلى الجزائر في أول زيارة له منذ تسلمه منصبه في أغسطس/ آب الماضي، لبحث قضايا التعاون والتنسيق السياسي بين البلدين، والتحضير للاستحقاقات المشتركة والمحطات الإقليمية، وعلى رأسها القمة الثلاثية المرتقبة بين قادة الجزائر وتونس وليبيا. واستُقبل النفطي في وقت لاحق اليوم الأحد من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وقال النفطي إنه ناقش خلال هذه الزيارة مسائل تخص "تطوير العلاقات على قاعدة المنافع المشتركة والمتبادلة وعلى قاعدة الحفاظ على أمننا القومي، وتعزيز أركان الأمن والاستقرار في منطقتنا، واستمرار المد التضامني الذي لطالما ميز العلاقات بين البلدين".
وتأتي هذه النقاشات الجزائرية التونسية تمهيداً لقمة طرابلس المرتقبة في غضون الفترة القليلة المقبلة، إذ كان تبون قد قال، الأربعاء الماضي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده برفقة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي زار الجزائر: "نحن على وشك الالتقاء بليبيا في إطار التشاور الثلاثي، ونحن في انتظار تحديد موعد من طرف الرئيس محمد المنفي"، فيما قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي بنفس المناسبة: "نريد لاجتماعاتنا الثلاثية أن تُستكمل وأن تبقى منهاج عمل، سواء على مستوى القمة أو مستوى اللجان".
ومن المقرر أن يلتقي كل من القادة الثلاثة؛ تبون والمنفي وسعيد، في الجزائر، نهاية الشهر الجاري، على هامش الاحتفالات المخلدة لثورة الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حيث وجه الرئيس الجزائري دعوة إلى كل من المنفي وسعيّد لحضور الاستعراض العسكري الذي سيقام بهذه المناسبة في العاصمة الجزائرية.