وزير الخارجية الجزائري: لا نتدخل في الشؤون الداخلية لتونس وعلاقاتنا بألف خير

10 يونيو 2022
سعيد خلال استقباله لعمامرة اليوم (الرئاسة التونسية)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الجمعة، أن بلاده "حريصة على نجاح تونس واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، وأنها "تحترم خيارات قيادتها، وتثق في قدرتها على خدمة مصلحة تونس في المرحلة القادمة".

وكان الوزير الجزائري محمّلا برسالة خطية موجّهة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وشدد لعمامرة على أن "هذه العلاقات الاستراتيجية ستظلّ وطيدة وثابتة، وسيتمّ تعزيزها في الفترة القادمة على عدّة مستويات".

وقال وزير الخارجية الجزائري، في تصريحه للصحافيين عقب لقائه الرئيس قيس سعيد، إن "العلاقة الجزائرية-التونسية بألف خير بفضل العزيمة الراسخة التي تحذو الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد لتجسيد الآفاق الواعدة للتعاون بين البلدين، وبناء علاقات نموذجية تترجم بحق العلاقة المتميزة والوجدانية بين الشعبين الشقيقين، اللذين يتأهبان للاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع الجزائر استقلالها الوطني، وما يحمله هذا العيد المشترك من قيم التضامن الفعال والأخوة الصادقة والكفاح المشترك".

وأضاف أن زيارته إلى تونس تحمل شقين، إذ "يتعلق الأول منها بالعلاقات الثنائية، حيث سمح اللقاء بالوقوف على التقدم المحرز في تنفيذ مختلف الاتفاقيات والتوافقات التي تمت خلال زيارة الرئيس تبون إلى تونس في 17 ديسمبر العام الماضي".

وأوضح أن "الشق الثاني للزيارة يتعلق بالمشاورات الثلاثية الجزائرية-التونسية-الليبية، والتي تأتي تكريسا لسنّة حميدة للتشاور والتنسيق بين وزراء خارجية الدول الثلاث حول الأوضاع في المنطقة، لا سيما في دولة ليبيا، ومختلف المستجدات على الصعيدين العربي والأفريقي، فضلا عن التداعيات التي تفرضها التوترات الراهنة على الساحة الدولية".

وبحسب بيان للرئاسة التونسية، فقد جرى، خلال اللقاء، التطرّق أيضا إلى "جملة من المواضيع المتصلة بالتعاون الثنائي، لا سيّما على مستوى تنقل الأشخاص بين البلدين، فضلا عن استعراض أهم الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدّمتها الملف الليبي، حيث تم التأكيد على تطابق وجهات النظر بين تونس والجزائر حول ضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي ليبي-ليبي دون تدخل خارجي، بما يحفظ وحدة هذا البلد الشقيق وأمنه، وبما يُعزّز الاستقرار في المنطقة".

وتأتي زيارة لعمامرة الى تونس، وهي الأولى له منذ شهر أغسطس/آب العام الماضي، بعد أيام من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن تونس، وصف فيها الأزمة في البلد الجار بـ"المأزق"، وأكد استعداد الجزائر لمساعدة تونس على "العودة إلى الطريق الديمقراطي".

كما تأتي بعد فترة جرى فيها الحديث عن برودة لافتة في العلاقات، بسبب الأزمة السياسية الداخلية في تونس، وقلق جزائري من بروز مؤشرات حضور بارز في تونس لما تصفه الجزائر بـ"محور التطبيع"، حيث توقفت زيارات المسؤولين الجزائريين إلى تونس منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، وماطلت الجزائر في فتح حدودها البرية مع تونس للسماح بدخول السياح، إضافة إلى تأخر الجزائر في الاستجابة لطلب تونسي بتقديم إمدادات إضافية من الغاز.

بدوره، دعا قيس سعيد، في إطار العلاقات بين البلدين، إلى التسريع بـ"عقد الاستحقاقات الثنائية، وفي مقدمتها اللجنة الكبرى المشتركة، لمواصلة تطوير مختلف مجالات التعاون التونسي الجزائري والارتقاء بالشراكة المتضامنة بين البلدين إلى أعلى المستويات".

وشارك لعمامرة، الجمعة، في اجتماع ثلاثي جمعه بوزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، وهو ثالث اجتماع ثلاثي مشترك بعد اجتماع أول عقد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في الجزائر، واجتماع ثاني عقد في ليبيا على هامش مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية.

قيس سعيّد يستقبل المنقوش

واستقبل سعيّد، كذلك الجمعة، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بدولة ليبيا، نجلاء منقوش.

وذكّر سعيد، خلال هذا اللقاء، بـ"موقف تونس الثابت من الأوضاع في ليبيا والقائم على دعم الحل السلمي الليبي-الليبي بعيدا عن التدخلات الخارجية والمتمسّك بوحدة هذا البلد"، مشيرا إلى أن "أمن ليبيا واستقرارها من أمن واستقرار تونس".

وأكّد أن "تونس ترفض أي محاولة لتقسيم ليبيا، وجدّد الإعراب عن استعداد بلادنا الدائم للوقوف إلى جانب الأشقاء في ليبيا لدعم جهودهم من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تمكّن الشعب الليبي الشقيق من التفرّغ لجهود التنمية والإعمار". 

وبيّن أن "تونس تحترم خيارات الشعب الليبي، وهي على ثقة بأنه يتوفر على كل الإمكانيات التي تمكّنه من النجاح في الخروج من هذا الوضع الدقيق الذي يمرّ به بالرغم من صعوبة الظرف الإقليمي والدولي وحدّة التحديات المطروحة وتعدّدها".

ومن جانبها، قدّمت المنقوش عرضا حول آخر التطورات في ليبيا، والجهود المبذولة من أجل "إرساء حوار حقيقي جامع يمهّد لخطوات سياسية قادمة ويحمي ليبيا من مخاطر التقسيم والتدخل الخارجي".

كما أعربت المنقوش، بحسب بيان للرئاسة التونسية، عن "امتنان ليبيا لموقف تونس الثابت ولدورها الفاعل في الدفع نحو تسوية سلمية تجسيدا لعلاقات الأخوة الصادقة القائمة بين البلدين وللقيم الحضارية والتاريخية المشتركة بين الشعبين الشقيقين".