"الشاباك": المخابرات الإيرانية تجنّد حريديم إسرائيليين للقيام بمهام

17 يوليو 2024
من احتجاج للحريديم بالقدس المحتلة ضد التجنيد، 30 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كشف الشاباك والوحدة القطرية للتحقيقات الدولية عن شبكة تجسس إيرانية تستهدف تجنيد أفراد من مجتمع الحريديم في إسرائيل، وتم تقديم لائحة اتهام ضد إيليميلخ شتيرن بتهمة التواصل مع عميل أجنبي.

- اعتقلت السلطات الإسرائيلية ثلاثة من الحريديم بشبهة القيام بعمليات أمنية بتوجيه من جهات إيرانية، وشتيرن وافق على تنفيذ المهام باستثناء القتل وحرق الأحراج، وقام بتجنيد آخرين مقابل أموال بعملة الكريبتو.

- أعرب مسؤولون أمنيون عن قلقهم من استهداف الحريديم للتجنيد الإيراني، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة جديدة وتأتي على خلفية أزمة قانون التجنيد الإسرائيلي، ودعوا إلى اليقظة.

كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، والوحدة القطرية للتحقيقات الدولية في الشرطة الإسرائيلية، عن شبكة قالا إنها تتبع لجهات استخباراتية إيرانية، وعملت في الأشهر الأخيرة على تجنيد حريديم إسرائيليين وتكليفهم بمهمّات مختلفة في إسرائيل.

وقُدّمت يوم أمس الثلاثاء، لائحة اتهام ضد إسرائيلي من مجتمع اليهود المتزمتين دينياً (الحريديم) يُدعى إيليميلخ شتيرن، تنسب إليه مخالفة التواصل مع عميل أجنبي، فيما الجهات الأمنية الإسرائيلية قلقة من أن "الحريديم" تحوّلوا إلى هدف بالنسبة للإيرانيين الذين يسعون لتجنيدهم.

واعتقلت السلطات الإسرائيلية في إطار هذه القضية ثلاثة من الـ"حريديم" في الأسبوعين الأخيرين، بشبهة القيام بعمليات أمنية في إسرائيل بتوجيه من جهات استخباراتية إيرانية. وذكرت السلطات أن شتيرن كان على تواصل من خلال تطبيق تليغرام مع بروفايل تحت اسم "آنا إيلانا"، طلب منه القيام بعمليات مختلفة في إسرائيل.

وبحسب السلطات الإسرائيلية، طُلب من شتيرن تعليق إعلانات، وبدفن أموال بمواقع مختلفة، ونقل رزم توجد في داخلها رؤوس حيوانات أو رؤوس دمى مقطوعة، إلى جانب سكين ورسائل تهديد، من أجل وضعها على أبواب مواطنين إسرائيليين، كما طُلب منه إحراق أحراج، وغيرها من المهام. وتبين في التحقيقات أن شتيرن وافق على تنفيذ المهام الموكلة إليه، باستثناء الإقدام على عمليات قتل وحرق حرج.

أما من أجل تعليق إعلانات ودفن أموال ونقل رزم، فقد جنّد شتيرن إسرائيليين آخرَين نفذا جزءً من المهام مقابل الحصول على أموال. وكان قد حصل على الأموال من "آنا إيلانا" بعملة الكريبتو.

وفيما وجهت لشتيرن لائحة اتهام، تم إطلاق سراح الإسرائيليين الآخرين اللذين جندهما بعد التحقيق معهما، وذلك إلى حين اتخاذ قرار بشأنهما.

وجاء في رسالة موجّهة إلى شتيرن خلال العمل على تجنيده، وفقاً للرواية الإسرائيلية: "أنا آنا إيلانا وأسكن في لندن. لدي مهام في إسرائيل وأحتاج إلى أشخاص شجعان فليس كل شخص قادر على القيام بها. ويراوح المقابل ما بين 100 دولار و100 ألف دولار. سأختبرك بمهمة بسيطة مقابل عشر دولارات. وفي حال أنجزتها على نحو جيد وأرسلت لي مقطع فيديو وصورة، سأكلّفك بمهمات لقاء مقابل أكبر. ولكي تثق بي سأحوّل لك خمسة دولارات من خلال بيتكوين".

وأرسل بروفايل "آنا" صورة وكتب: "لدي الآن مهمتان لك. عليك أن تشتري وعاء (غلن)، سعة 20 لتر مثل الظاهر بالصورة، وبعد ذلك أرسل لي الصور وصورة لإصبعك، ومن ثم توجه إلى محطة وقود واشتري وقوداً، وبعد ذلك سأرسل لك موقعاً لحرج سوف تصل إليه في الساعة 2:00 قبل الفجر وتضرم النار في سبع نقاط".

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، قلق مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار، لم تسمّهم، من أن أبناء المجتمع الحريدي باتوا هدفاً بالنسبة للإيرانيين من أجل تجنيدهم، وأن هذه ظاهرة جديدة ولم تكن موجودة من قبل.

وبحسب أقوالهم، فإن محاولة تجنيد "حريديم" تأتي على خلفية أزمة قانون التجنيد الإسرائيلي، كما أن الإيرانيين يقدّرون أن أبناء المجتمع الحريدي أقل معرفة بالمخاطر الموجودة على شبكة الإنترنت، أو أن ولاءهم جزئي، أو أنهم على استعداد للقيام بمخالفات أمنية من أجل المال أو مشاعر معيّنة.

ونقلت الصحيفة قول المسؤولين الأمنيين بشأن المعتقلين الثلاثة: "نحن ندرك أنهم رفضوا ارتكاب جرائم خطيرة، لكن الخطر في التجسس يكون في إمكانية استدراجهم إليه، وليس بالضرورة في المهام التي تم تنفيذها بالفعل".

وتخشى المؤسسة الأمنية من أن يكون هنالك المزيد من الأشخاص الذين تم تجنيدهم في مهام معيّنة، ولا يزالون غير معروفين للأجهزة الإسرائيلية، أو أن أولئك الأشخاص لا يعلمون بأنهم على اتصال مع جهات أجنبية معادية. وفي خطوة استثنائية، توجّه "الشباك" إلى الإسرائيليين وطالبهم بإبداء اليقظة.