ذكرت وكالة الأنباء السورية أن رئيس النظام بشار الأسد استقبل، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الذي وصل في وقت سابق من اليوم إلى دمشق.
وجرى خلال اللقاء، بحسب الوكالة، "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية، من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات".
وبحسب ما نشرت الوكالة، فقد نوه الأسد بـ"المواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات"، مشدداً على أن "الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري".
من جانبه، أكد بن زايد على "دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سورية"، معتبراً أن "ما حصل في سورية أثر على كل الدول العربية"، وفق ما نقلت "سانا".
ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، علّقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق، كما قطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق، بينها الإمارات، وتعد هذه أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع إلى دمشق منذ ذلك الحين.
وعلق الباحث في "مركز الحوار السوري" محمد سالم، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "زيارة وزير الخارجية الإماراتي تأتي كمحصلة واستمرار لجهود التطبيع مع النظام، والتي عملت عليها روسيا بالتعاون مع دول أخرى لفترة طويلة منذ بداية تدخلها العسكري في العام 2015"، مشيراً إلى أن "تلك الجهود لم تثمر وتمت إعاقتها بسبب تشدد الإدارة الأميركية السابقة (إدارة ترامب) مع إيران".
الزيارة قد تتضمن نقاشات حول الاستمرار في عملية التطبيع في مقابل تخفيف الوجود الإيراني، وهذا لب الصفقة العربية - المدعومة إسرائيلياً مع روسيا والنظام
ورأى أن الحال تغير "مع التراخي الأميركي بسبب قدوم الديمقراطيين الأكثر تساهلاً مع إيران، والذين يرى بعضهم عدم جدوى تطبيق العقوبات على الدول"، مضيفا أن "روسيا بدأت بالتعاون مع دول عربية، مثل الأردن والإمارات، لعودة جهود التطبيع بوجود غموض أميركي يترجم حتى الآن كعدم ممانعة لما يجري".
ويرى الباحث أن "الإمارات من أكثر الدول حماسة لعودة التطبيع مع الأسد، والزيارة تبدو رمزية بهدف كسر العزلة عن النظام وتحقيق نقاط جديدة في التطبيع معه"، مشيراً إلى أن "الزيارة قد تتضمن نقاشات حول الاستمرار في عملية التطبيع في مقابل تخفيف الوجود الإيراني، وهذا لب الصفقة العربية - المدعومة إسرائيلياً مع روسيا والنظام"
وكانت وزارة الاقتصاد الإماراتية قد أكدت، في الـ10 من أكتوبر/ تشرين الأول، أن "الإمارات وسورية اتفقتا على خطط لتعزيز التعاون الاقتصادي واسكتشاف قطاعات جديدة"، مضيفةً أن "هذا الاتفاق جاء خلال لقاء جمع وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري محمد سامر خليل".
وأعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق في نهاية ديسمبر/كانون الأول عام 2018، وذلك بعد مرور سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 عقب اندلاع الثورة السورية.