في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة عشية اقتراب بدء المفاوضات النووية مع إيران في فيينا؛ الإثنين المقبل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الجمعة، أنّ وزير خارجية الاحتلال، يئير لبيد، يعتزم الأحد، البدء بجولة أوروبية يزور خلالها كلاً من بريطانيا وفرنسا لحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تشديد مواقف بلديهما في المفاوضات مع إيران. كما سيستعرض لبيد مخاوف إسرائيل من التطورات المحتملة في المفاوضات وسيرها.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن مصادر مقرّبة من لبيد، أنّ الأخير يشكك في احتمالات نجاح المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جديد.
وأضافت هذه المصادر أنّ "الولايات المتحدة لا تعرف اتجاه المفاوضات، وهذا الوضع من عدم اليقين يحمل في طياته خطراً محتملاً، إذ من المحتمل جداً أن تتجه الدول العظمى لوضع جدول لتخفيف عقوبات عن إيران، مقابل وقف إيران لتخصيب اليورانيوم، وهو وضع غير مرغوب فيه من وجهة نظر إسرائيل".
وفي هذا السياق لفتت "معاريف" إلى تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الذي جاء فيه أنّ مصادر في إسرائيل حثّت البيت الأبيض على عدم التوقيع على اتفاق مرحلي أو مؤقت مع إيران؛ "لأنّ مثل هذا الاتفاق سيكون بمثابة مكافأة للنظام المتطرف الجديد في إيران". ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أنّ التشديد حالياً هو على إجراء اتصالات وخلق ضغط إعلامي، لكن بشكل معتدل، والحرص على عدم مهاجمة الإدارة الأميركية علناً.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، قد فاجأ الإدارة الأميركية، في خطاب له الثلاثاء، أمام مؤتمر لمركز الدراسات الاستراتيجية والسياسات التابع لمركز "هرتسليا" سابقاً، وجامعة "رايخمان" بحسب مسماها الجديد؛ عندما خرق التفاهمات مع إدارة بايدن بعدم مهاجمة الإدارة في كل ما يتعلق بالنووي الإيراني. وأعلن بينت أنه حتى في حال التوقيع على اتفاق نووي جديد؛ فإنه "لن يكون ملزماً لإسرائيل"، مضيفاً أنه "قد تنشأ خلافات مع أكثر الدول صداقة لإسرائيل"، في إشارة للولايات المتحدة.
وكرّر بينت، في خطابه، أنّ "إسرائيل ستحتفظ بحقها في حرية العمل"، مما اعتبر تلويحاً بخيار إسرائيلي عسكري ضد إيران. وجاء ذلك بعد أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الإثنين الماضي، أنّ الإدارة الأميركية حذرت إسرائيل من أنّ نشاطها ضد إيران قد يأتي في نهاية المطاف بنتائج عكسية، وقد يسرّع النشاط الإيراني باتجاه تطوير قدرات نووية.
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي سبق أن شغل منصب وزير الأمن في حكومة بنيامين نتنياهو الماضية، أنّ التقديرات المحافظة، تشير إلى أنّ إيران ستصل إلى القدرة النووية خلال خمس سنوات.
"معاريف": الجيش الإسرائيلي يوسع بنك أهدافه في إيران
وفي سياق متصل، قال موقع "معاريف" إنّ الجيش الإسرائيلي قرر توسيع "بنك أهدافه" للمواقع الإيرانية التي قد يقوم بضربها، في سياق معارضة إسرائيل للعودة للاتفاق النووي، وبما يتماشى مع تصريحات صدرت في الأسابيع الأخيرة، بشأن تسريع التدريبات والخطوات الإسرائيلية للإعداد لخيار عسكري إسرائيلي ضد إيران.
وأشار الموقع إلى أنّ التركيز في هذا المضمار هو على تطوير قدرات سلاح الجو الإسرائيلي، عبرتكثيف تدريبات لمواجهة سيناريوهات مختلفة، يتم بعضها خارج حدود الدولة، لكن التقديرات تشير إلى أنّ استكمال هذه الاستعدادات وتحويلها لقدرات عملياتية يحتاج لأكثر من عام.
ولفتت "معاريف" إلى أنه حتى في حال إكمال بناء هذه القوة؛ فإنّ تقديرات الجيش الإسرائيلي لا تشير بشكل قاطع إلى حجم الضرر الذي يمكن لهجمات إسرائيلية أن تسببه فعلاً للمشروع النووي الإيراني.
وتزامنت هذه التقديرات مع ما أشار إليه اليوم الجمعة، كل من ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت"، وعاموس هرئيل، من ضعف احتمالات تحرّك إسرائيل وتفعيل خيارها العسكري ضد إيران، على الرغم من تكرار مسؤولين إسرائيليين، ولا سيما في المستوى السياسي، الحديث عن أنّ إسرائيل ستحتفظ بحقها بالدفاع عن نفسها، وبحرية الحركة لجيشها.