وزيرا خارجية إيران والعراق يحذران من الهجوم المحتمل على جنوب لبنان

13 يونيو 2024
باقري وحسين خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد، 13 يونيو 2024 (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الوزير الإيراني بالإنابة، علي باقري، يزور العراق لأول مرة لمناقشة ملفات مشتركة ومذكرات تفاهم، مؤكدًا مع نظيره العراقي على أهمية الأمن والاستقرار بالمنطقة وضرورة وقف جرائم الحرب.
- باقري وحسين يشددان على تعزيز التعاون الثنائي في الجوانب الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية، مع التركيز على تهدئة التوترات في غزة وجنوب لبنان.
- باقري يخطط للقاء الرئاسات العراقية وزعامات الأحزاب الكردية، في إطار متابعة لزيارة متوقعة من الرئيس الإيراني الراحل لتوقيع اتفاقيات تشمل التنسيق الأمني والاقتصادي.

حذر وزيرا الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري والعراقي فؤاد حسين من اتساع رقعة الحرب بالمنطقة مع تصاعد الحديث عن هجوم محتمل على جنوب لبنان قد تشنه إسرائيل، وشددا على المسؤولية المشتركة لبلديهما بتعزيز الأمن والسلام وترسيخ الاستقرار، وضرورة وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة.

ووصل باقري إلى بغداد صباح اليوم الخميس، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى العراق منذ توليه مهامه، وقد أكدت مصادر عراقية أن الزيارة تأتي لمتابعة إيران عددا من الملفات المشتركة ومذكرات التفاهم. وعقد باقري فور وصوله إلى بغداد، اجتماعا مع نظيره العراقي فؤاد حسين، وأكد في مؤتمر صحافي مشترك، أن بلاده "والعراق ركيزتان أساسيتان في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة"، داعيا الدول الإسلامية والعربية إلى "استخدام طاقاتها وامكاناتها لإيقاف الحرب في قطاع غزة".

وأضاف باقري أن زيارته "تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون الشامل مع العراق. لا يوجد أي تلكؤ وتقاعس في هذا المجال، ولدينا الإرادة والعزيمة في إيران بأعلى المستويات، وهذا ما نشهده في العراق أيضا، وأن العلاقات بين إيران والعراق قوية ورصينة وشاملة وعميقة، قد أكدنا أن هناك نقاطا وقواسم مشتركة كبيرة فيما بيننا"، مبينا "إذا ما أردنا أن نبحث عن الخلافات فيما بيننا، فيجب أن نستخدم المكبر لإيجادها (في إشارة الى أنها لا ترى بالعين المجردة)".

وشدد "لدينا مسؤولية مشتركة في تعزيز سبل الأمن والسلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة"، مضيفا "أكدنا ضرورة وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، ونحن والعراق متفقان في هذا الشأن ونحاول أن نستخدم طاقتنا وإمكاناتنا في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم". وأشار إلى أن "الصهاينة من الممكن أن يرتبكوا خطأ آخر بتوسيع دائرة الحرب في المنطقة (في إشارة إلى الهجوم على جنوبي لبنان)"، مشددا على ضرورة وقف جرائم الحرب التي تشنها إسرائيل بدون قيد أو شرط وبأسرع وقت ممكن.

حسين: ناقشت مع باقري تقوية وتطوير العلاقات

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي، خلال المؤتمر، إن باقري سيجري جولة مباحثات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والمسؤولين العراقيين الآخرين، مضيفا أنه تحدث مع باقري عن "تقوية وتطوير العلاقات"، مشيرًا إلى أنها "علاقات كبيرة وواسعة، ونحن لا نتحدث عن العلاقات التاريخية والجغرافية، وإنما نتحدث عن العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية".

كما أكد أن المباحثات بينهما تطرقت إلى الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى أن الأوضاع حساسة حساسة فيما هناك تشنجات وتوترات وحروب، وهو ما يحتاج إلى إجراء مشاورات ولقاءات متواصلة لتهدئة الأوضاع. وعن الحرب على غزة، قال وزير الخارجية العراقي إنه تطرق لهذه القضية مع الضيف الإيراني خلال مباحثاتهما، مضيفا "نحن مع وقف إطلاق النار بشكل دائم، وليس مرحليا فقط".

وعن الحرب على الحدود اللبنانية الجنوبية، قال الوزير العراقي "تطرقنا إلى الإشارات الخطيرة التي نتلقاها من احتمال الهجوم على جنوب لبنان، وتوسيع رقعة الحرب"، محذرا أنه "إذا حدث هجوم على جنوب لبنان، فإن هذا سيؤثر على عموم المنطقة".

ومن المفترض أن يجري باقري اجتماعات مع الرئاسات العراقية الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بالوكالة)، فضلا عن رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، قبل أن ينتقل الى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، للقاء زعامات الحزب الديموقراطي الكردستاني، ومن ثم الى السليمانية للقاء زعامات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

وكان من المرتقب أن يزور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي العراق، في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، لتوقيع جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الأمنية والسياسية والاقتصادية بين البلدين، بما فيها قرار رفع التأشيرات وإلغاء الازدواج الضريبي، والتنسيق في مجال حقول النفط المشتركة بين البلدين والتي ما زالت غير مستثمَرة حتى الآن.