أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن الوزيرين في مجلس الحرب الإسرائيلي، وزير الأمن يوآف غالانت والوزير بني غانتس، رفضا دعوة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للمشاركة في مؤتمر صحافي مشترك مساء اليوم.
ومن المنتظر أن يعقد نتنياهو مؤتمراً، في وقت لاحق اليوم، يدلي خلاله بتصريحات متعلقة بالحرب على قطاع غزة وتطورات أخرى.
وبحسب القناة، فإن الوزيرين رفضا دعوة نتنياهو دون أي تنسيق بينهما، كما أشارت إلى أن سبب رفضهما يعود الى عدة أمور، من بينها النقاش بشأن "اليوم التالي" للحرب، وغضب الوزيرين الشديد من أنه لا تقدّم في هذه المسألة ولا جلسات بشأنها، وكذلك خشية استغلال نتنياهو للمؤتمر لتمرير رسائل سياسية، على غرار ما فعله في المؤتمرات الصحافية الأخيرة.
ونقلت القناة عن مصادر مقرّبة من غانتس، لم تسمّها، قولها إن "غانتس يكون الأول في الوقوف والمبادرة إلى تصريحات مشتركة، حول أحداث رئيسية في الحرب، لكن لا نرى في هذا المساء أي سبب لعقد مؤتمر صحافي، يتطلب الوقوف بجانب رئيس الحكومة".
بالمقابل، لم يعقّب مكتب غالانت على الموضوع.
وألغى نتنياهو، الخميس الماضي، مناقشة "كابنيت الحرب"، تصورات بشأن "اليوم التالي"، على الرغم من تأكيد أوساط إسرائيلية واسعة على أهمية ذلك، من المنظور الإسرائيلي، عدا عن الضغوطات الأميركية أيضاً.
وجاء إلغاء الجلسة عقب ضغوطات مارسها شركاء في الائتلاف الحكومي، على رأسهم الوزيران بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، ومطالبتهما بمناقشة الموضوع في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية، أي "الكابنيت" الأوسع، وأن لا صلاحية لدى مجلس الحرب لمناقشة الموضوع.ولا تتوقف الخلافات في "كابنيت الحرب" الإسرائيلي عند هذا الحد، إذ ذكرت القناة 12 العبرية يوم أمس الجمعة، أن نتنياهو منع رئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" ديفيد برنيع ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، من لقاء الوزير غالانت لمناقشة مسألة عملياتية، في جلسة كان سيشارك فيها أيضاً رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي.
وأشارت القناة إلى التوتر الحاصل بين نتنياهو وغالانت بسبب ذلك، مضيفة أن المسائل التي كانت ستُناقش في الجلسة المتعلقة بالحرب، كانت ستطرح لاحقاً للتصديق عليها من قبل رئيس الحكومة.
وعقّب مكتب نتنياهو على النشر بأن "نتنياهو لا يقيّد رئيس الموساد. يمكنه الوصول إلى كل جلسة بناء على وقته. كابنيت إدارة الحرب وحده هو الإطار الذي يحدد السياسات ويقرر بشأن الأسرى والمفقودين".
ولم يتطرق تعقيب نتنياهو لما أوردته القناة بشأن منع رئيس "الشاباك" أيضاً. كما أضافت القناة أن "مكتب رئيس الحكومة تعامل مع الجلسة وكأنها جلسة بشأن صفقة مختطفين، ولكن في هذه الحالة الحديث عن مناقشات عملياتية في وقت الحرب".وكانت ذات القناة قد نشرت في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، أن نتنياهو منع وزير الأمن من عقد مناقشات في قضية المحتجزين والمفقودين الإسرائيليين، بحضور رئيس الموساد برنيع.
ونقلت القناة، عن مصادر لم تسمّها، أن نتنياهو لا يمكنه منع مناقشات داخلية بين وزير الأمن ورئيس هيئة الأركان والجنرال نيتسان ألون المسؤول عن ملف الأسرى، لكنه رفض مشاركة رئيس الموساد بها.وتظاهر اليوم في تل أبيب مئات الأشخاص للمطالبة بإجراء انتخابات فورية وعودة جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، اعتبر أن نتنياهو يقاتل في غزة على مستقبله الشخصي، مشدداً على أن "هزيمة حركة حماس" ما زالت بعيدة المنال وليست سهلة.
وكتب أولمرت، في مقال نشره في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، أن "احتمالات تحقيق القضاء التام على حركة حماس كانت معدومة، منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن ذلك هو الهدف الرئيسي للحرب".
وأضاف: "حتى في ذلك الوقت كان واضحاً لكل من فكر في الأمر أن التدمير الكامل للمنظمة مجرد أُمنيات غير قابلة للتطبيق عسكرياً، حتى في ظل ظروف غير تلك الموجودة في قطاع غزة".
وأوضح أولمرت أن "المعلومات الاستخبارية، التي ثبت منذ ذلك الحين أنها محدودة للغاية، والتي كانت لدى إسرائيل قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كانت كافية لكي ندرك أن شبكة أنفاق متطورة منتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة"، معتبراً أن الأنفاق "من شأنها أن تحول دون القيام بعملية عسكرية سريعة وحاسمة يمكن (من خلالها) القضاء على حماس، حتى في ظل ظروف أفضل".