وزيران عراقيان يزوران السعودية خلال أقل من 24 ساعة

22 فبراير 2021
الزيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة لم يكشف عنها مسبقاً، وذلك بعد ساعات من زيارة مماثلة لوزير الداخلية العراقي، عثمان الغانمي، إلى السعودية على رأس وفد أمني.
وقال بيان للخارجية العراقية إن حسين وصل إلى المملكة العربية السعودية، تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من نظيره السعودي فيصل بن فرحان.
ونقل البيان عن المتحدث باسم وزارة الخارجيّة، أحمد الصحاف، في بيان مقتضب، قوله إن "الجانبين سيبحثان أهم التطوّرات على صعيد العلاقات الثنائيّة ومتابعة أهم مخرجات اجتماعات لجنة التنسيق العُليا بين الجانبين، وسُبُل الدفع لاستكمال تفعيل مذكرات التفاهم التي أُبرمت بين بغداد والرياض".
وتابع "سيتطرّق الوزيران لأهمية اعتماد الجهود المتبادلة في تعزيز الأمن والسلم في المنطقة، فضلاً عن بحثهما لمجمل الأحداث الإقليميّة والدوليّة وانعكاساتها على المصالح المشتركة".
ومساء أمس الأحد أعلنت الداخلية العراقية وصول الغانمي إلى السعودية، في زيارة مفاجئة لم يكشف عنها مسبقاً.
وقال بيان للمكتب الإعلامي لوزير الداخلية العراقي إن الغانمي وصل اليوم (أمس الأحد) إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من قادة الوزارة"، ولم يفصح البيان عن هدف الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها، أو عن مدتها مسبقاً. 
واعتذر مكتب رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عن الإدلاء بأي معلومات حيال سبب توجه الوزيرين بالتعاقب إلى العاصمة السعودية، موضحاً على لسان مسؤول فيه بأنها تندرج ضمن أشغال اللجنة العراقية السعودية التنسيقية التي أقرت في وقت سابق من العام الماضي لتعزيز العلاقات بين البلدين.
لكن نائباً في البرلمان العراقي ضمن لجنة الأمن والدفاع تحدثت عبر الهاتف مع "العربي الجديد" عن أن الزيارتين لوزير الداخلية ومن بعده وزير الخارجية سبقتهما اتصالات سعودية تتعلق بملف الحدود بين البلدين.
ووفقاً للنائب نفسه، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، فإن مباحثات الوزيرين العراقيين تتعلّق بملف تأمين الحدود مع الجانب السعودي، خاصة بعد تقارير تحدثت عن أنشطة لفصائل مسلحة على الجانب العراقي من الحدود وما أثير حول تبني أحدها نشاطاً عدائياً على الرياض انطلاقاً من العراق.

السعودية لديها مخاوف كبيرة ومتصاعدة من نحو 800 كيلو متر حدودية مع العراق

 

وفي الرابع والعشرين من الشهر الماضي، تبنت منصات إعلامية تابعة لفصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، بياناً أصدرته مليشيا أطلقت على نفسها اسم "ألوية الوعد الصادق"، وأعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض في الثالث والعشرين من الشهر نفسه وأعلنت السلطات السعودية إحباط الهجوم، في الوقت الذي نفت فيه جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) مسؤوليتها عنه.
من جانبه وصف الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني، الملف الأمني بين العراق والسعودية بغير الواضح من كلا الطرفين.
وأضاف الحمداني، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن السعودية لديها مخاوف كبيرة ومتصاعدة من نحو 800 كيلومتر حدودية مع العراق، خاصة أن فصائل مسلحة حليفة لإيران تنتشر في تلك المناطق.

 

وأوضح أنه "بالمقابل هناك ضعف أو عدم سيطرة من قبل الحكومة العراقية، لكن السلطات السعودية تتجنّب إثارة هذه الورقة حتى على مستوى وسائل الإعلام كما تعمدت تجاهل تهديدات مليشيات عراقية لها".
وأشار الحمداني إلى أن "زيارة الوزيرين العراقيين إلى السعودية إذا كانت لبحث ملف الحدود أو أي ملف أمني آخر تبقى اتفاقات أو تفاهمات مهددة من قبل القوى السياسية والمسلحة الحليفة لإيران الموجودة في بغداد والتي تعارض بطبيعة الحال أي تقارب أو تفاهم مع السعودية".

المساهمون