استمع إلى الملخص
- تسعى القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي إلى تهجير السكان من شمال القطاع إلى الجنوب، مع التركيز على قتل المسلحين وتدمير البنية التحتية لحماس.
- يواجه سكان شمال قطاع غزة ضغوطاً عسكرية وحصاراً مشدداً، مع عمليات دهم وتفتيش وقصف مدفعي مكثف، مما يعيق عمل الطواقم الطبية والصحافيين.
تهدف عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي الراهنة في شماليّ قطاع غزة إلى احتلال المنطقة، على أمل محاصرة مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتدمير بنيتها التحتية، ووقف إطلاق الصواريخ، ومنع تكرار الوصول إلى السياج العازل، وفق ما ذكر موقع والاه اليوم الأربعاء.
وبذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بدأ جيش الاحتلال، الأحد، عملية عسكرية بمناطق بشمال قطاع غزة، لا سيما بلدة جباليا ومخيمها، وارتكب خلالها مجازر أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.
وقال موقع "والاه" الإخباري: "تخطط القيادة الجنوبية للجيش منذ فترة طويلة لعملية واسعة للفرقة 162، بقيادة العميد إيتسيك كوهين، في شمال قطاع غزة، مع التركيز على المناورة البرية (التوغل) في جباليا". وأضاف أن العملية تهدف إلى "نقل (تهجير) عدد كبير من السكان من شمال قطاع غزّة إلى منطقة الإيواء الإنساني في جنوب قطاع غزّة، بالإضافة إلى قتل المسلحين (المقاومين)، وتدمير البنية التحتية التي أخفتها حماس واستعادتها بعد توغلات الجيش الإسرائيلي السابقة".
واعتبر أنه "إذا تمت هذه الخطوة، فسيكون الجيش قادرا بسهولة أكبر على مهاجمة نشطاء حماس الذين يختفون بين السكان، بالإضافة إلى السيطرة على (احتلال) منطقة واسعة من قطاع غزة".
والاثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي مجددا الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة جباليا ومخيمها وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، شمال القطاع، والتوجه جنوبا عبر "ممر آمن" مزعوم، فيما حذرت وزارة الداخلية في غزة المواطنين من الاستجابة له، معتبرة ما يحدث "خداعا وكذبا".
ومرارا أنذر الجيش الإسرائيلي فلسطينيين بإخلاء مساكنهم والتوجه عبر ممرات محددة إلى ما زعم أنها "مناطق آمنة"، لكن كثيرين منهم تعرضوا لقصف إسرائيلي في الطريق أو في تلك المناطق، ما أودى بحياة الآلاف وأصاب آخرين.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري لم يسمه قوله إن "السيطرة على (احتلال) شمال قطاع غزة سيمكّن أيضا من منع إطلاق الصواريخ ومحاولات الوصول إلى السياج (الفاصل) بين غزة وإسرائيل".
وأردف الموقع: "يبدو أن التوغل في شمال قطاع غزة سيتوسع، وسيتحرك أيضا سكان بيت حانون وبيت لاهيا جنوبا". وإلى جانب الفرقة 162، "يعمل فريقا القتال من اللواءين 460 و401 في المنطقة ضد البنية التحتية والمسلحين ولفرض السيطرة العملياتية"، وفق الموقع.
وباتت واضحة من السلوك الإسرائيلي الممارس على الأرض نية الاحتلال تنفيذ "خطة الجنرالات" القاضية بتفريغ شمالي القطاع من سكانه وإجبارهم على النزوح جنوباً ومن ثم إعادة احتلال المنطقة الشمالية بما فيها مدينة غزة، والتي تمثل نحو ثلث مساحة قطاع غزة تقريباً. ولم يتوقف القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر طوال الأيام الماضية، وشاركت طائرات "كواد كابتر" المُسيرة في استهداف الفلسطينيين المتحركين في المناطق المستهدفة بالرصاص الحيّ، في ظل صعوبات تعترض عمل الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني والصحافيين الذين باتوا أقلية في المنطقة.
وبينما يعيش سكان المناطق تحت ضغط عسكري وحصار مطبق، وضع جيش الاحتلال سواتر ترابية لمنع الحركة إلى الغرب من مخيم جباليا في منطقة دوار أبو شرخ في مسعى لتحريك الفلسطينيين شرقاً باتجاه منطقة الإدارة المدنية، حيث قال مواطنون إنّ الجيش وضع فيها ممرات للمراقبة وكاميرات وأجهزة تصوير لمراقبة النازحين المتوقعين والتدقيق في هوياتهم.
وداخل مخيم جباليا، ووفق شهادات متعددة حصل عليها "العربي الجديد"، فإنّ جيش الاحتلال ينفذ عمليات دهم وتفتيش وتدمير ونسف في مناطق الترنس ومدارس الإيواء ومناطق غرب المخيم، التوام وبئر النعجة وأبو شرخ والعطاطرة، مع زيادة الضغط العسكري من جهة الشمال على بيت لاهيا لإكمال إطباق الحصار.
وفي بيت لاهيا، وهي المنطقة الشمالية من مخيم جباليا، بدأ جيش الاحتلال في التقدم أكثر فأكثر، فيما يبدو أنه يحاول الضغط على المناطق المحاصرة من خلال تعزيز قواته وآلياته، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على مناطق توغله الجديدة، وفق ناشط ميداني تحدث لـ"العربي الجديد".
(الأناضول، العربي الجديد)