أعلن البنتاغون الخميس أنه سيرسل نحو ثلاثة آلاف جندي إلى أفغانستان فورا لإجلاء موظفين في السفارة الأميركية بشكل آمن في ظل تنامي تهديد حركة "طالبان".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي إن "الدفعة الأولى ستتألف من ثلاث كتائب مشاة موجودة حاليا في منطقة مسؤولية القيادة المركزية. وستنتقل إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول في غضون الـ24 إلى الـ48 ساعة المقبلة".
وسيتقلص عديد الموظفين في السفارة في ظل تقدّم حركة طالبان، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أنّ واشنطن ستسرع في إجلاء المترجمين والمساعدين الأفغان الآخرين للجيش الأميركي في ضوء احتمال تعرضهم لخطر الانتقام إذا ما استولت طالبان على السلطة.
وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت العمل على تقليص الوجود الأميركي المدني في كابول، كما أكدت أنها ستقلص الوجود الدبلوماسي في الأسابيع المقبلة.
وقالت الخارجية الأميركية، إن هناك بيانًا سيصدر من الدوحة يتضمن اتفاقا دوليا بشأن أهمية تسريع عملية السلام بأفغانستان.
ويعتقد أن هناك نحو 1400 موظف ما زالوا في السفارة الأميركية في كابول.
وكانت السفارة الأميركية في كابول قد حثت الخميس رعاياها على مغادرة أفغانستان على الفور باستخدام خيارات الرحلات الجوية المتاحة، وسط زحف طالبان المتسارع في أنحاء البلاد.
واستولى مقاتلو حركة طالبان على مدينة غزنة الاستراتيجية يوم الخميس وأصبحوا على بعد 150 كيلومترا فقط من العاصمة كابول.
600 جندي بريطاني
وبالتوازي مع الإعلان الأميركي، أعلنت الحكومة البريطانية، يوم الخميس، نشر نحو 600 جندي بشكل موقت في أفغانستان لمساعدة موظفي سفارتها في كابول على المغادرة.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في بيان نقلته "فرانس برس": "لقد أعطيت الإذن بنشر جنود إضافيين لدعم الوجود الدبلوماسي في كابول ومساعدة الرعايا البريطانيين على المغادرة وتعزيز نقل أفغان خاطروا بحياتهم سابقا خلال خدمتهم إلى جانبنا".
وأضاف أن "أمن الرعايا والعسكريين البريطانيين والموظفين الأفغان السابقين هو على رأس أولوياتنا. يجب أن نبذل ما بوسعنا لضمان سلامتهم".
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن العسكريين سينتشرون في أفغانستان لمدة "قصيرة المدى" بسبب "العنف المتزايد والبيئة الأمنية المتدهورة بسرعة".
وأشارت إلى أنه تم تقليص عدد الموظفين العاملين في السفارة البريطانية في كابول، حيث يركز الفريق الصغير المتبقي على تقديم الخدمات القنصلية والتأشيرات لأولئك الذين يحتاجون إليها لمغادرة البلاد بسرعة.
وستعمل القوة البريطانية أيضا على تسريع برنامج إعادة توطين الأفغان الذين ساندوا الجنود البريطانيين في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين. وصرحت الوزارة: "هذا سيساعدنا على ضمان أن المترجمين وموظفين أفغاناً آخرين خاطروا بحياتهم للعمل إلى جانب القوات البريطانية في أفغانستان يمكن نقلهم إلى بريطانيا في أسرع وقت ممكن".
ألمانيا تحث مواطنيها على المغادرة
من جهتها، حثت ألمانيا مواطنيها يوم الخميس على مغادرة أفغانستان جواً بأسرع ما يمكن بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني: "نحث المواطنين الألمان على الأراضي (الأفغانية) على انتهاز الفرصة ومغادرة البلاد على متن رحلات جوية مقررة بأسرع ما يمكن".
وكان مسؤول دفاعي أميركي قد قال أمس الأربعاء، مستشهدا بتقييم للمخابرات إن حركة "طالبان" قد تعزل العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوما وربما تسيطر عليها في غضون 90 يوما.
وحتى الشهر الماضي، كانت تقييمات المخابرات الأميركية تحذر من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط خلال وقت قصير، ربما ستة أشهر.
وقال المسؤول الأميركي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن التقييم الجديد يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها "طالبان" في أنحاء البلاد، لكنه أكد أن النتيجة ليست حتمية بعد، مضيفًا أن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة للحركة.
(رويترز، فرانس برس)