نشرت الولايات المتحدة غواصة مسلحة نووياً في كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ أربعة عقود.
وحذرت الدولتان الحليفتان كوريا الشمالية بأن أي استخدام لأسلحة نووية في القتال سيؤدي إلى "نهاية نظامها".
الزيارات الدورية للغواصات الأميركية، القادرة على حمل صواريخ باليستية نووية، إلى كوريا الجنوبية تأتي ضمن عدة اتفاقيات توصل إليها رئيسا البلدين في إبريل/نيسان الماضي رداً على التهديد النووي الكوري الشمالي المتزايد.
كما اتفق الزعيمان على إنشاء مجموعة استشارية نووية ثنائية، وتوسيع نطاق المناورات العسكرية بين البلدين.
وعقد البلدان في سيول، اليوم الثلاثاء، أول اجتماع للمجموعة الاستشارية النووية (إن جي جي) التي تهدف إلى تحسين التنسيق النووي بين الحليفين وتعزيز استعداداتهما العسكرية في مواجهة كوريا الشمالية.
وقال منسّق البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كورت كامبل للصحافيين بعد الاجتماع، إنّه "فيما نحن نتحدّث ترسو غواصة أميركية نووية في بوسان، في أول زيارة لغواصة نووية أميركية منذ عقود".
وقال كيم تاي هيو مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي الذي شارك مع كامبل في ترؤس اجتماع المجموعة الاستشارية النووية إنّ "الجانب الأميركي أظهر تصميمه الراسخ على أن تتمّ مواجهة كوريا الشمالية بإجراءات مضادّة فورية وحاسمة تؤدّي إلى سقوط نظامها، في حال مهاجمتها الجنوب بأسلحة نووية".
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أن الغواصة (يو أس أس كنتاكي) وصلت إلى ميناء بوسان الكوري الجنوبي بعد ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
وأضافت أن هذه الزيارة هي الأولى التي تقوم بها غواصة أميركية مسلحة نووياً إلى كوريا الجنوبية، منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ووصف وزير الدفاع، لي جونغ سوب، تواجد الغواصة في بلاده بأنه دليل على عزم الولايات المتحدة تنفيذ التزامها "بالردع الموسع"، وتعهد واشنطن باستخدام قدراتها العسكرية الكاملة -بما في ذلك الأسلحة النووية- لحماية حلفائها، بحسب ما ذكرته الوزارة في بيان.
وقال لي: "زيارة الغواصة الأميركية تظهر القدرة الهائلة للحليفين، وموقفهما الصارم من كوريا الشمالية".
وتمرّ العلاقات بين الكوريّتين حالياً بأسوأ أحوالها على الإطلاق، في وقت يدعو الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لتطوير مزيد من الأسلحة، بما في ذلك أسلحة نووية تكتيكية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نددت كوريا الشمالية، بسعي الولايات المتحدة لجلب غواصة صواريخ باليستية تعمل بالطاقة النووية إلى مياه قريبة من شبه الجزيرة الكورية.
وقالت إنّ هذا يؤدي إلى وضع يجعل الصراع النووي أقرب إلى الواقع.
وقالت واشنطن في نيسان/إبريل إنّ إحدى غواصاتها القادرة على إطلاق صواريخ باليستية محمّلة رؤوساً نووية سترسو في ميناء بكوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ عقود، من دون تحديد موعد لذلك.
وجاء الإعلان بينما كان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في زيارة رسمية للولايات المتحدة.
وقامت غواصات أميركية تحمل صواريخ باليستية مسلحة نوويا بزيارات متكررة إلى كوريا الجنوبية خلال الحرب الباردة أواخر سبعينيات القرن الماضي، وجرى ذلك مرتين أو ثلاث مرات شهرياً.
ونشرت الولايات المتحدة في تلك الفترة مئات الرؤوس الحربية النووية في كوريا الجنوبية.
وسحبت الولايات المتحدة جميع أسلحتها النووية من شبه الجزيرة الكورية عام 1991.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)