واشنطن تناقش سراً منح مادورو العفو مقابل تنحيه عن السلطة

11 اغسطس 2024
مادورو مخاطباً أنصاره خارج القصر الرئاسي في كاراكاس، 7 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تسعى لإقناع مادورو بالتنحي مقابل عفو وضمانات بعدم الترحيل، مع مكافأة 15 مليون دولار لمعلومات تؤدي لاعتقاله.
- المعارضة الفنزويلية أعلنت فوز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا، بينما لجأ مادورو للمحكمة العليا لتأكيد فوزه، مما أدى لاضطرابات ومقتل 24 شخصًا.
- المحادثات تعتمد على نتائج الانتخابات الأميركية؛ عودة ترامب قد تنهيها بسبب سياساته المتشددة، رغم رفع إدارة بايدن معظم العقوبات الاقتصادية.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة الأميركية بصدد اتخاذ خطوة جريئة من أجل دفع رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو إلى التنحي عن السلطة مقابل منحه عفواً، في ظل ظهور أدلة كثيرة على خسارته في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي. وأشارت في تقرير اليوم، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على ما يجري داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى أن واشنطن ناقشت منح العفو لفائدة مادورو وكبار معاونيه الذين يواجهون لوائح اتهام صادرة عن وزارة العدل الأميركية.

وقال أحد هؤلاء المصادر لـ"وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة الأميركية وضعت "كل شيء فوق الطاولة" من أجل إقناع مادورو بترك الحكم قبل انتهاء ولايته في يناير/ كانون الثاني القادم. وأضاف مصدر ثان مطلع على المحادثات السرية أن واشنطن منفتحة على توفير ضمانات بعدم متابعة رموز النظام المتابعين بالترحيل، فيما استحضرت الصحيفة أن أميركا كانت قد رصدت مكافئة بقيمة 15 مليون دولار مقابل أي معلومات تقود إلى اعتقال مادورو بتهمة التآمر مع شركائه من أجل إغراق الولايات المتحدة بمخدر الكوكايين.

واعتبرت الصحيفة أن المحادثات تمثل بصيص أمل بالنسبة للمعارضة في فنزويلا التي جمعت بحرص شديد قوائم نتائج التصويت، التي أظهرت أن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي جرت في 28 يوليو/ تموز الماضي. واستبعد مادورو، الجمعة، أيّ "تفاوض" مع مُعارضيه بشأن نتيجة الانتخابات، وذلك في أثناء مغادرته المحكمة العليا التي لجأ إليها لتأكيد فوزه، داعياً زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو إلى تسليم نفسها للقضاء.

وقالت رئيسة المحكمة كاريسليا رودريغيز، الاثنين، إنّ المحكمة أمامها "15 يوماً قابلة للتمديد لإصدار قرارها". وقال مادورو بعد جلسة الاستماع: "ما تقوله محكمة العدل العليا في فنزويلا سيكون قانون الجمهوريّة، وسيكون حكماً مقدساً". وصدّق المجلس الوطني للانتخابات الجمعة 2 أغسطس/ آب على فوز مادورو بنسبة 52% من الأصوات، من دون أن يُعلن العدد الدقيق للأصوات وبيانات التصويت في مراكز الاقتراع، زاعماً أنّه تعرّض لقرصنة معلوماتيّة. وأطلقت المعارضة من جهتها موقعاً على الإنترنت نشرت فيه نسخ 84% من الأصوات التي أُدليَ بها وتُظهر فوز أوروتيا بفارق كبير. لكنّ الحكومة تشدّد على أنّ تلك النسخ مُزوّرة.

وتعتقد المعارضة وعدد من المراقبين أنّ رواية القرصنة المعلوماتيّة لفّقتها الحكومة لتجنّب الاضطرار إلى نشر بيانات مراكز الاقتراع. ويُعتبَر كلّ من المجلس الوطني للانتخابات والمحكمة العليا خاضعاً لأوامر السلطة. وأدت الاضطرابات التي أعقبت إعلان فوز مادورو إلى مقتل 24 شخصاً، وفق منظّمات معنيّة بالدفاع عن حقوق الإنسان. وأعلن الرئيس المنتهية ولايته من جهته مقتل اثنين من أفراد الحرس الوطني وتوقيف أكثر من 2200 شخص.

في الأثناء، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن واشنطن أمامها خمسة أشهر من أجل إبرام اتفاق قبل تنصيب الرئيس الفنزويلي، لكنها أشارت إلى أن ذلك يعتمد على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، والتي قد تقود إلى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في حال فوزه على كامالا هاريس. وقالت إن عودة ترامب إلى المنصب الرئاسي من شأنه إنهاء المحادثات في حال قرر العودة إلى السياسات المتشددة نفسها التي تعامل من خلالها مع مادورو منذ 2019، حينما أقرت إدارته عقوبات على قطاع النفط ودعمت حكومة ظل في فنزويلا من أجل إطاحة النظام. ومع ذلك، قالت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادرها إن مادورو لا يثق أبداً بواشنطن، بغض النظر عن ساكن البيت الأبيض، حتى إدارة بايدن التي رفعت معظم العقوبات الاقتصادية أملاً منها في رؤية انتخابات حرة وعادلة في يوليو الماضي.