استمع إلى الملخص
- المجموعة لها صلات بمستوطنين يهود وجنود احتياط في الجيش الإسرائيلي، وتعتبر منع المساعدات وسيلة ضغط على الفلسطينيين، مما دفع الخارجية الأمريكية للتأكيد على أهمية توفير المساعدات لغزة.
- العقوبات جزء من جهود أمريكية أوسع للتصدي للعنف في الضفة الغربية ودعم السلام، مع التزام بمواصلة المساءلة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
أعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات على المجموعة الإسرائيلية المتطرفة "تساف 9" اتهمتها بعرقلة القوافل ونهب وحرق الشاحنات التي تؤمّن وصول مساعدات غزة إلى داخل القطاع.
وتعتبر "تساف 9"، وهي كلمة عبرية تعني الأمر 9 في إشارة إلى أوامر استدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، أن منع وصول أي مساعدات إلى غزة وسيلة ضغط إضافية على الفلسطينيين ما دام هناك محتجزون إسرائيليون في قطاع غزة. كما أن لمجموعة "تساف 9" صلات بمجموعات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك بجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان "سعى أفراد من تساف 9 مرارا وتكرارا إلى عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك من طريق إغلاق الطرق، وأحيانا باستخدام العنف". وأضافت أن عناصرها "ألحقوا أضرارا أيضا بشاحنات مساعدات وألقوا مساعدات إنسانية منقذة للحياة على الطريق". ولفتت الخارجية الأميركية إلى أنه في 13 أيار/مايو، قام أعضاء "تساف 9" بنهب وإشعال النار في شاحنتين في الضفة الغربية المحتلة تحملان مساعدات إنسانية إلى غزة. وشددت على أن "توفير المساعدات الإنسانية أمر حيوي لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة ولتخفيف خطر المجاعة". وتابعت "لن نتسامح مع أعمال التخريب والعنف التي تستهدف هذه المساعدات الإنسانية الأساسية".
وكان مسؤولون أميركيون قد صرّحوا لـ"رويترز" في وقت سابق من اليوم إن واشنطن ستفرض عقوبات على مجموعة إسرائيلية، اليوم الجمعة، لمهاجمتها قوافل مساعدات غزة، كانت متجهة إلى المدنيين الذين يتضورون جوعا فيها، في أحدث خطوة تستهدف جهات تعتقد واشنطن أنها تهدد فرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتواجه إسرائيل اتهامات، تنفيها، بمنع المساعدات. لكنها المسؤولة المباشرة على إغلاق معبر رفح البري منذ السادس من مايو/أيار الماضي، مما أحدث شللاً في حركة دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، وتزامن ذلك مع تعطل إدخال المساعدات عبر الرصيف البحري الذي دمرته الأمواج، وتحديد منفذ بري واحد لإدخالها يخضع للرقابة الإسرائيلية، ما يجعل كمية المساعدات التي تدخل يومياً غير كافية على الإطلاق.
ويعارض المنتمون لتيار اليمين في الحكومة الإسرائيلية ممن لهم صلات بحركة الاستيطان، جهود الرئيس الأميركي جو بايدن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بهدف إنهاء حرب غزة. وسبق للإدارة الأميركية أن فرضت عقوبات في فبراير/شباط الماضي تعلّقت بأعمال العنف في الضفة الغربية، كما اُستخدم سابقا لفرض قيود مالية على مستوطنين يهود متورطين في هجمات على الفلسطينيين. وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جيك سوليفان، في حينها، إن أمر بايدن ينشئ نظاماً لفرض عقوبات مالية وقيود على التأشيرات بحق الأفراد الذين يتبين أنهم هاجموا أو أرهبوا الفلسطينيين أو استولوا على ممتلكاتهم.
وقال مدير مكتب وزارة الخارجية لسياسة العقوبات وتنفيذها، آرون فورسبرغ: "نستخدم السلطة لفرض عقوبات على مجموعة متزايدة باستمرار من أطراف وتستهدف الأفراد والكيانات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الموقع". وقال فورسبرغ "سنواصل استخدام كل ما في أيدينا من أدوات لتعزيز مساءلة الذين يحاولون تنفيذ أو يرتكبون مثل هذه الأعمال الشنيعة... أثرنا هذا الأمر على جميع مستويات الحكومة الإسرائيلية ونتوقع من السلطات الإسرائيلية فعل الشيء نفسه".
وفي 13 مايو/ أيار الفائت، استولى أعضاء من مجموعة "تساف 9" على شاحنتين للمساعدات ثم أشعلوا النيران فيهما بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقالت تساف 9 بعد الواقعة إنها تحركت لمنع وصول الإمدادات إلى حركة حماس واتهمت الحكومة الإسرائيلية بتقديم "هدايا" للحركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان اطلعت عليه "رويترز": "على مدى أشهر، دأب أفراد من تساف 9 على السعي لعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك إغلاق الطرق، أحيانا باستخدام العنف، على طول الطريق من الأردن إلى غزة، وأيضا في أثناء عبورها الضفة الغربية". وأضاف ميلر "أتلفوا أيضا شاحنات مساعدات وألقوا بالمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على الطريق". وتجمد هذه الخطوة أي أصول خاضعة للولاية القضائية الأميركية تمتلكها المجموعة وتمنع الأميركيين من التعامل معها.
ودعت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي"، وهي مجموعة حقوقية مقرها الولايات المتحدة، هذا الأسبوع إلى فرض عقوبات أميركية على تساف 9 وقالت إن المجموعة تجمع أموالا من شركات إسرائيلية ومنظمات إسرائيلية وأميركية غير ربحية. وقالت المنظمة الحقوقية في بيان إن مثل هذه الجماعات الأهلية تتمتع بحصانة من السلطات الإسرائيلية.
ولطالما اتهم الفلسطينيون وجماعات لحقوق الإنسان الجيش والشرطة الإسرائيليين بالتقاعس عمدا عن التدخل حين يهاجم مستوطنون الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقال محامون إن إسرائيل قبضت على أربعة من الضالعين في هجوم 13 مايو/ أيار، من بينهم قاصر.
وكثيرا ما حذّر بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين مراراً من أنه يتعيّن على الاحتلال الإسرائيلي التحرك لوقف العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وتصاعدت الهجمات هناك منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، رداً على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، الذي يغضّ الطرف عن ممارسات المستوطنين.
وفي 19 إبريل/ نيسان الفائت، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على كيانين قالت إنهما ساعدا في جمع عشرات الآلاف من الدولارات لصالح اثنين من المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية مستهدَفَين بالفعل بعقوبات أميركية. في حين فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أربعة مستوطنين وجماعتين متطرّفتين بسبب أعمال العنف ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)