- برلين وبراغ أعلنتا عن تعرضهما لهجمات استهدفت أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ومؤسسات تشيكية، متهمتين الاستخبارات الروسية واستدعاء القائم بالأعمال الروسي في برلين.
- الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي دانا الهجمات السيبرانية المنسوبة إلى روسيا، معلنين تضامنهم مع الدول المتضررة والتأكيد على اتخاذ تدابير لمنع وردع السلوك الروسي الخبيث في الفضاء الإلكتروني.
وجهت الولايات المتحدة الجمعة أصابع الاتهام إلى روسيا في سلسلة من الهجمات السيبرانية في أوروبا من بينها ما تعرضت له ألمانيا وجمهورية التشيك، واصفة إياها بـ"الخبيثة"، في حين اتهمت برلين وبراغ أجهزة الاستخبارات الروسية بالوقوف وراء الهجمات. في المقابل، نفت موسكو الاتهامات الموجهة إليها، معتبرة أنها "من دون أدلة ولا أساس لها من الصحة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان "تدين الولايات المتحدة بشدة النشاط السيبراني الخبيث الذي تقوم به الاستخبارات العسكرية الروسية ضد ألمانيا والتشيك وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد"، وأضافت واشنطن أن الهجوم نفذته المجموعة المعروفة باسم إيه بي تي 28 وهي "جهة فاعلة خطيرة ومعروفة، ولها تاريخ طويل من التورط في ممارسات خبيثة وضارة ومزعزعة للاستقرار وتخريبية".
وأشارت وزارة الخارجية إلى قرارها فرض عقوبات بسبب أنشطة المجموعة خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 واستهداف الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. ولفت بيانها إلى أن السلطات الأميركية تعاونت مع ألمانيا لحظر نقاط الشبكة التي استخدمها المهاجمون في الهجمات الإلكترونية الأخيرة في أوروبا.
برلين وبراغ تتهمان موسكو
في غضون ذلك، اتهمت برلين وبراغ الجمعة أجهزة الاستخبارات الروسية بالوقوف وراء هجمات سيبرانية استهدفت أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بزعامة المستشار أولاف شولتز و"مؤسسات تشيكية". ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، باتت الدول الغربية في حال تأهب قصوى إزاء خطر الهجمات المعلوماتية الروسية وعمليات التضليل التي تقف خلفها موسكو.
وأعلنت برلين وبراغ الجمعة أحدث هذه الهجمات، ونسبتها إلى مجموعة تعرف باسم إيه بي تي 28. ووفق وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور سيدني، فهذه المجموعة "تديرها أجهزة الاستخبارات الروسية". وأضافت "بعبارة أخرى، كان هذا هجوماً سيبرانياً مدعوماً من روسيا ضد ألمانيا وهو أمر غير مقبول على الإطلاق". وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية استدعاء القائم بالأعمال الروسي. وأكد متحدث باسم الوزارة أن ذلك تمّ بهدف "التوضيح للحكومة الروسية أننا لا نقبل بهذه التصرفات" ومن ثم إرسال "إشارة دبلوماسية واضحة".
ثغرة بريد إلكتروني
والهجوم السيبراني الذي تتهم به موسكو، استهدف العام الماضي على وجه الخصوص عناوين بريد الكترونية تابعة لمسؤولين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بزعامة شولتز. وأوضحت الحكومة الألمانية أن الهجوم لم يستهدف الحزب فحسب، بل طاول أيضاً "خدمات حكومية وشركات في مجالات الخدمات اللوجستية والتسليح والفضاء ومؤسسات وجمعيات عديدة" في البلاد. وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن "تحقيقا مشتركاً" بين برلين وبراغ التي تزورها الجمعة، أتاح كشف هذه الهجمات.
بدورها، أعلنت الخارجية التشيكية أن هجمات سيبرانية تقف وراءها مجموعة مرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية استهدفتها مراراً. وقالت في بيان "كانت بعض المؤسسات التشيكية هدفاً لهجمات سيبرانية استغلت ثغرة لم تكن معروفة سابقاً في برنامج مايكروسوفت أوتلوك (للبريد الالكتروني) اعتباراً من العام 2023". واتهمت الخارجية التشيكية المجموعة الروسية "ايه بي تي28"، "نظراً إلى "طريقة تنفيذ هذه الهجمات وأهدافها".
وأكد وزير الداخلية التشيكي فيت راكوسان تسجيل البنى التحتية في بلاده "عشرات" الهجمات من هذا النوع. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية "هذه الهجمات دبّرتها روسيا الاتحادية وجهاز الاستخبارات التابع لها"، مضيفاً أن بلاده تشكل هدفاً... وتعتبرها روسيا دولة معادية". وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي لوكالة فرانس برس إن "توجيه أصابع الاتهام علانية إلى مهاجم محدد مهم لحماية المصالح الوطنية".
نفي روسي وإدانة أوروبية
ونفت موسكو الاتهامات الموجهة إليها. وقالت البعثة الدبلوماسية الروسية في برلين عبر تطبيق تلغرام إن القائم بالأعمال "نفى الاتهامات بضلوع هيئات تابعة للدولة الروسية في المسألة المطروحة، ونشاطات مجموعة آي بي تي 28 عامة"، معتبراً أنها "من دون أدلة ولا أساس لها من الصحة". في المقابل، دان الاتحاد الأوروبي الهجمات السيبرانية المنسوبة إلى موسكو.
وأعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة أن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "تدين بشدة" الحملة ضد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني والمؤسسات التشيكية. وأضاف في بيان أن التكتل الذي فرض في العام 2020 على أفراد وكيانات مرتبطة بمجموعة إيه بي تي 28، عازم على "اتخاذ مجموعة من التدابير لمنع سلوك روسيا الخبيث وردعه في الفضاء الإلكتروني والرد عليه".
وكان حلف شمال الأطلسي دان الخميس "الأنشطة الخبيثة" التي تقوم بها روسيا على أراضيه، متحدثاً عن ممارسات مثل التضليل والتخريب والعنف والتدخّل الإلكتروني تهدّد أمن دوله. وتُتّهم مجموعة إيه بي تي 28 المعروفة أيضاً باسم Fancy Bear (الدب الفاخر)، بشن عشرات الهجمات السيبرانية حول العالم.
وتحدّثت وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني في 2023 عن معلومات لدى وسائل إعلام ألمانية تشير إلى تعرّض مسؤول في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لهجوم سيبراني "ربما أدى إلى الكشف عن بيانات". وأفادت هذه المعلومات بوجود "علامات ملموسة" تشير إلى أن مصدر الهجوم روسي، بحسب الوكالة.
(فرانس برس، العربي الجديد)