واشنطن تحّذر تل أبيب من توسيع الحرب على الجبهة اللبنانية

11 سبتمبر 2024
جنود إسرائيليون يعدون ذخائر قرب الحدود اللبنانية، 11 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحذيرات أميركية لإسرائيل:** الإدارة الأميركية تحذر إسرائيل من شن حرب واسعة على الجبهة اللبنانية، معربة عن قلقها من تدهور الأوضاع وفشل الاتصالات مع حماس، وتعارض تصعيد الهجمات.

- **مخاوف أميركية من التورط:** الولايات المتحدة تخشى التورط في حرب شاملة وتضرر قواتها، وتؤكد على ضرورة إعادة المختطفين من غزة وتجنب تدهور الوضع في الضفة الغربية.

- **التوترات الانتخابية والاقتصادية:** المخاوف الأميركية تشمل تأثير الحرب على الانتخابات الأميركية وأسعار النفط، مع تشاؤم حول التوصل إلى صفقة في غزة وتعقيد المفاوضات مع حماس.

هآرتس: واشنطن قلقة من إقدام إسرائيل على خطوة حربية واسعة في لبنان

واشنطن على علم بتخصيص إسرائيل موارد عسكرية لصالح جبهة الشمال

مسؤولون أميركيون: حجم الضرر الذي سينجم عن الحرب سيكون كبيراً جداً

وجّهت الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة تحذيراً لإسرائيل من مغبة الشروع في حرب واسعة على الجبهة اللبنانية معربة عن قلقها المتزايد من تدهور الأوضاع، كما وجّهت رسائل واضحة بشأن معارضتها شن إسرائيل عمليات عسكرية قد تؤدي إلى اتساع رقعة الحرب. وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، التي أوردت الخبر اليوم الأربعاء، أن الإدارة الأميركية قلقة من احتمال فشل الاتصالات المتعلّقة بالتقدّم نحو صفقة بين إسرائيل وحركة حماس، ما قد يدفع إسرائيل للإقدام على خطوة حربية واسعة أمام حزب الله، الذي يواصل بدوره إطلاق الصواريخ والمسيّرات يومياً، نحو المستوطنات الإسرائيلية في الشمال.

وتابعت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية تواصل التزامها مساعدة إسرائيل في حال نشوب حرب كهذه، ولكن تواصل بموازاة ذلك، التعبير عن معارضتها لأن تكون إسرائيل هي الطرف الذي يصعّد وتيرة الهجمات وحجمها، على نحو يقود إلى نتيجة من هذا النوع. ويبدي مسؤولون في الإدارة الأميركية قلقهم من قيام مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية بالدفع نحو حرب على الجبهة اللبنانية. ويعتقد هؤلاء بأن حجم الضرر الذي سينجم عنها سيكون كبيراً جداً كما ستتسبب بأضرار كبيرة في الجبهة الإسرائيلية، خاصة إن انضمت إلى الحرب جهات من قبيل إيران ووكلائها من دول أخرى.

وتخشى الولايات المتحدة انجرارها إلى المواجهة في حال حدوث سيناريو من هذا النوع، وتضرر قواتها في المنطقة. ونقلت "هآرتس" عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تحدث إليها دون أن تسميه، قوله إن "إسرائيل لا تزال تحارب في غزة وهناك عشرات المختطفين (أي المحتجزين الإسرائيليين في القطاع) والذين تجب إعادتهم أحياء وفي موازاة ذلك فنحن نرى تدهوراً أمنياً خطيراً في الضفة الغربية".

وأضاف المسؤول الأميركي: "نتفهم الإحباط الكبير في إسرائيل من استمرار إطلاق حزب الله النار على شمال إسرائيل، وندعم العمليات التي تنفّذها إسرائيل ضد حزب الله والتي تهدف إلى إحباط إطلاق النار هذا، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار العواقب الواسعة أكثر لحرب شاملة. يجب التفكير كيف يؤثر ذلك على الوضع في الضفة الغربية. ممنوع اتخاذ قرار مهم من هذا النوع دون أخذ كافة الاحتمالات بعين الاعتبار".

وذكرت الصحيفة أن مستوى القلق في الإدارة الأميركية إزاء احتمال تدهور الأوضاع إلى حرب شاملة كان قد تراجع في الأسبوع الماضي، بعد أن بلغ التوتر بين إسرائيل وحزب الله ذروته الشهر الماضي، عندما حاول الأخير إطلاق صواريخ نحو مواقع عسكرية إسرائيلية في المنطقة الوسطى رداً على اغتيال إسرائيل القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، في شهر أغسطس/ آب الماضي، فيما أحبطت إسرائيل الهجوم بعملية استباقية من الجو.

وواصل الطرفان تبادل إطلاق النار المكثّف على مدار اليوم، قبل العودة إلى إطار حدودها المعهود منذ بداية الحرب. وحتى بعد عودة الطرفين إلى حدود المعارك السابقة واصلت الإدارة الأميركية التحذير، من أن هناك حاجة لإبرام صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة وإنهاء الحرب على قطاع غزة، من أجل التخلّص من خطر نشوب حرب كاملة على الجبهة اللبنانية. وقال المسؤول الأميركي الرفيع للصحيفة العبرية: "على مدار معظم شهر أغسطس/ آب، شعرنا أن خطر اندلاع حرب واسعة مرتفع جداً، وحاولنا الدفع نحو إبرام صفقة مختطفين أيضاً من أجل منع ذلك".

ووصف المسؤول مستوى القلق الحالي بأنه "قريب" من ذلك الذي ساد أوساط الإدارة الأميركية في الأسابيع التي أعقبت اغتيال شكر، فيما تواصل الإدارة الأميركية اعتقادها بأنه لا يمكن إبرام اتفاق منفصل بين إسرائيل وحزب الله يمنع حرباً كاملة بمعزل عن صفقة في غزة. وتابعت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية على علم بأن إسرائيل خصصت في الأسابيع الأخيرة موارد عسكرية لصالح الجبهة الشمالية على حساب القتال المتواصل في قطاع غزة، وتراقب التصريحات العلنية لسياسيين ومسؤولين عسكريين كبار في إسرائيل، والتي تؤشّر على حرب في لبنان.

أسباب القلق الأميركي

كما ترتبط المخاوف الأميركية أيضاً بالمعركة الانتخابية في الولايات المتحدة، والتي ستدخل قريباً مرحلتها الأخيرة، فيما أن حرباً كهذه قد تضر من الناحية السياسية بالمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، كما يمكن أن تؤثر على قضايا اقتصادية عالمية، منها مثلاً أسعار النفط. وفي هذا الصدد، قال المسؤول الأميركي ذاته: "لدينا أسباب كثيرة للقلق من حرب كهذه ولكن لدى إسرائيل ولبنان أسباب أكثر (للقلق). نحن نواصل محاولاتنا للتوصل إلى اتفاق في غزة يتيح لنا جميعاً منع الأضرار الفظيعة التي يمكن أن تتسبب بها حرب كهذه للمنطقة".

وعلى الرغم من التصريحات الأميركية المتعلقة بالرغبة في التوصّل إلى صفقة في غزة، يسود التشاؤم أوساط الإدارة الأميركية. ونقلت "هآرتس" عن دبلوماسي غربي لم تسمّه، أشارت إلى أن حكومة بلاده ليست مرتبطة بشكل مباشر بالمحادثات المتعلّقة بالصفقة، لكن تم اطلاعها على الاتصالات، قوله إنه "بعد رفض رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلاديلفي) في إطار صفقة، فإن حركة حماس شددت مواقفها في قضايا أخرى بما في ذلك طلب زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتوجّب على إسرائيل إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة". وتابع المسؤول ذاته: "هذه قضايا فنية يمكن حلها من خلال المفاوضات ولكن في الوقت الحالي لا يوجد بتاتاً مفاوضات، ونحن نخشى أن إسرائيل لا تريد ذلك حقاً، وتستعد بدلاً من ذلك لحرب كبيرة أمام حزب الله".

 عين إسرائيل على الجبهة اللبنانية

في سياق متصل، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في نهاية تمرين يحاكي القتال البري في الأراضي اللبنانية، أمس الثلاثاء: "نقوم بنقل مركز الثقل نحو الشمال عشية استكمال المهام في الجنوب (قطاع غزة). رأيت الكثير من الجنود الذين ظنوا أننا كنا نتحدث فقط، وبعد أسبوع التقيتهم في الميدان. نحن نعرف متى نقوم بتفعيل

وأضاف غالانت أمام جنود من "اللواء 9": "نحن نقترب من استكمال مهامنا في الجنوب، ولكن أمامنا هنا (على الجبهة اللبنانية) مهمة لم تُنفّذ، وهي تغيير الوضع الأمني في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم. عليكم أن تكونوا مستعدين وجاهزين لتنفيذ هذه المهمة".

وقال غالانت: "نحن ننهي تدريب القوات بأكملها، من السرايا حتى القيادة، على العمليات البرية بجميع جوانبها. هذا الشيء عبارة عن سهم مُجهز وجاهز للعمل، وسنعرف متى نقوم بتفعيله. وسوف تقومون بكل ما يجب القيام به. استغلوا الوقت كما يجب، لأنه بمجرد وصول ذلك، سيحدث الأمر". وتابع: "كونوا مستعدين، هذا لا يشبه أي شيء آخر. لديكم القدرة الكاملة لتنفيذ المهام، بناء على ما تتدربون عليه".