كشف مدّعون فيدراليّون أميركيون عن تهم بحق ستّة ضباط استخبارات روس، لتورّطهم في بعض أكثر الهجمات الإلكترونية تدميراً في السنوات الأخيرة، بما فيها عمليات دمّرت شبكة الطاقة الأوكرانيّة، وأخرى فضحت حزب الرئيس الفرنسي وألحقت الضرر بالنظم العالمية، في هجوم "نوتبيتيا" المكلف عام 2017.
ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاثنين، إلى أن العديد من الهجمات السيبرانية نُسبَت سابقاً إلى الحكومة الروسية، لكن لوائح الاتهام التي كُشف عنها الاثنين، تُعدّ أول تهم جنائيّة أميركيّة تُربَط بمسؤولي استخبارات روس محدّدين. وأشارت إلى أن التهم تشمل التآمر، اختراق الكمبيوتر، الاحتيال عبر الهاتف، وسرقة الهويات.
وأوضحت الصحيفة أن وحدة القرصنة التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، المعروفة باسم "جي آر يو"، ربطتها سابقاً الولايات المتحدة الأميركية بعمليات التدخل السيبراني خلال انتخابات عام 2016، وأن أحد الأفراد الستّة اتّهمته الولايات المتحدة بالارتباط بمحاولات القرصنة الروسية لأنظمة الانتخابات الأميركية.
ويقول المدعون والمحللون إن لوائح الاتهام التي تشمل الأنشطة المزعومة بين عامَي 2015 و2019، تعكس كيف أصبحت روسيا أكثر عدائية في استخدام مجموعة من الأسلحة السيبرانية لتحقيق غاياتها الجيوسياسية، ومحاولة زعزعة استقرار بعض منافسيها.
The U.S. indicted six Russian intelligence officers in a series of cyberattacks, including one that damaged computers world-wide in 2017 https://t.co/MkgfpbIDDF
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 19, 2020
واستبعدت الصحيفة تسليم المتهمين للولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُعتقد أن جميعهم من سكان روسيا. وتحدثت عن أنهم وُضعوا على قائمة أكثر الأشخاص المطلوبين، التابعة لمكتب التحقيق الفيدرالي "أف بي آي". ولفتت إلى أن أحد المتهمين، ويُدعى أناتولي سيرغييفيتش كوفاليف، اتهمه المحقق الخاص روبرت مولر، لارتباطه بمحاولات القرصنة الروسية التي طاولت أنظمة الاقتراع الأميركية قبيل انتخابات عام 2016.
وتأتي هذه الاتهامات قبل 15 يوماً على الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي حذّر مسؤولو الاستخبارات الأميركية مراراً من أنها مستهدفة من قبل موسكو، التي نفت الاتهامات الغربية بأنها تشارك في عمليات إلكترونية مدمّرة ضد دول أخرى.
وفي هذا السياق، يقول مسؤول شؤون الأمن القومي في وزارة العدل الأميركية جون ديمرز، إن أي دولة لم تستخدم قدراتها الإلكترونية بشكل خبيث أو غير مسؤول كروسيا، ما سبّب بنحو متعمّد ضرراً لا مثيل له لتحقيق منافع تكتيكية صغيرة، وإرضاء نوبات حقدها.
تنديد روسي
وندّد الكرملين، اليوم الثلاثاء، بما أسماه "المشاعر المعادية لروسيا" في الولايات المتحدة بعد إعلان القضاء الأميركي اتهام ستة عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ هجمات إلكترونية على مستوى العالم، من بينها اختراق حزب إيمانويل ماكرون قبل انتخابات فرنسا عام 2017.
وقال المتحدث باسم الكرملين للصحافيين ديمتري بيسكوف، إن هذه الاتهامات جزء من "المشاعر المحمومة المعادية لروسيا التي ليس لها بشكل بديهي أي علاقة بالواقع"، مستنكراً "الاتجاه إلى إلقاء كل الذنوب على كاهل روسيا والأجهزة الروسية الخاصة".
وكانت السفارة الروسية في واشنطن قد أكدت، اليوم الثلاثاء، أن اتهام وزارة العدل الأميركية 6 مواطنين روس، بشنّ هجمات سيبرانية على البنية التحتية في عدة دول، منها الولايات المتحدة، لا أساس لها.
وقالت متحدثة باسم السفارة لوكالة "سبوتنيك": "من الواضح تماماً أن مثل هذه القصص الإخبارية لا علاقة لها بالواقع". وأضافت: "إنها تهدف فقط إلى تدفئة المشاعر المعادية للروس في المجتمع الأميركي، وإطلاق حملة مطاردة السحرة وهوس التجسس. يعتبر هذا علامة مميزة للحياة السياسية لواشنطن لعدة سنوات".
وتابعت: "السلطات الأميركية تعمل باستمرار على تدمير العلاقات الروسية الأميركية التي كانت ذات يوم براغماتية، وتفرض بشكل مصطنع على سكانها تصوراً ساماً عن روسيا وكل ما يتعلق بها".