استمع إلى الملخص
- ردود الفعل الأميركية والإسرائيلية على اغتيال نصر الله: الرئيس بايدن يعتبر اغتيال نصر الله تحقيقاً للعدالة، بينما تعلن وزارة الدفاع الأميركية تعزيز الدفاع الجوي في المنطقة.
- ردود الفعل الإيرانية والدعوات للثأر: إيران تشهد غضباً ودعوات للثأر، مع إعلان الحداد العام خمسة أيام واتهام الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل.
المسؤولون الأميركيون أكدوا صعوبة التنبؤ بما سيتبع اغتيال نصر الله
المسؤولون لم يكونوا على علم بالغارة التي استهدفت نصر الله
خامنئي أعلن الحداد العام على اغتيال نصر الله خمسة أيام
وجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بتعزيز وجود الجيش الأميركي في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي "دفاعية"، ووضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية، فيما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الأحد، عن مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قولهم إنهم ما زالوا يقيّمون الوضع في لبنان وخطواتهم التالية، محذرين من أنه من الصعب التنبؤ بما قد يتبع اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) باتريك رايدر في بيان: "رفع (أوستن) استعداد المزيد من القوات الأميركية للانتشار، مما يعزز استعدادنا للاستجابة لمختلف حالات الطوارئ". ولم يذكر البيان تفاصيل عن الطائرات الجديدة التي سيتم نشرها في المنطقة. وأضاف رايدر، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز": "أوضح الوزير أوستن أنه إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذه اللحظة لاستهداف أفراد أو مصالح أميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مواطنيها".
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين كانوا يتدافعون بعد الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن اغتيال نصر الله، حيث استعدوا لمجموعة من الإجراءات الانتقامية المحتملة من جانب إيران رداً على الهجوم الذي فاجأ البعض. وفي بيان صدر أمس السبت، قال جو بايدن إن حسن نصر الله وحزب الله مسؤولان عن "قتل مئات الأميركيين على مدى أربعة عقود من حكم الإرهاب، وموته في غارة جوية إسرائيلية هو إجراء لتحقيق العدالة لضحاياه الكثيرين، بما في ذلك الآلاف من الأميركيين والإسرائيليين والمدنيين اللبنانيين"، على حد تعبيره.
لكن الضربة الأخيرة أثارت المزيد من التساؤلات حول الاتصالات بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل. وقال مسؤولون أميركيون إنهم "لم يكونوا على علم بأن إسرائيل ستشن غارة جوية لمحاولة قتل نصر الله، وإنهم فوجئوا أيضاً بعملية إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر قامت فيها بتفجير أجهزة الاستدعاء وأجهزة الراديو المحمولة التي يستخدمها أعضاء حزب الله".
في السياق، نقلت "رويترز" عن وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون"، اليوم الأحد، أن واشنطن ستعزز "قدرات الدفاع الجوي" في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، مضيفة أن وزير الدفاع لويد أوستن وضع المزيد من القوات على درجة عالية من الاستعداد للانتشار.
دعوات إيرانية إلى الثأر لدماء حسن نصر الله
واليوم الأحد، نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسوؤل كبير في الإدارة الأميركية ومسؤول آخر قولهما إن الولايات المتحدة ترى إمكانية حدوث توغل بري محدود في لبنان، بينما تقوم إسرائيل بنقل قواتها إلى حدودها الشمالية، لكن المسؤولين أكدوا أنه لا يبدو أن إسرائيل قد اتخذت قراراً بشأن تنفيذ توغل بري. ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك "خسارة" حزب الله.
وتخيّم أجواء الصدمة والغضب في إيران لاغتيال حسن نصر الله الذي يعد أهم حليف فكري وسياسي وميداني لها. وفي وقت تتصاعد فيه الدعوات من أوساط سياسية وشعبية وعسكرية إلى الثأر لدمائه، تتوالى رسائل النعي والتعزية من القادة والمسؤولين الإيرانيين، العسكريين والسياسيين، وكذلك من الأحزاب والمجموعات السياسية من المحافظين والإصلاحيين.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي في مقدمة من نعى نصر الله في إيران، أمس السبت، في رسالة كانت تشبه إصدار فتوى الجهاد، حيث قال فيها إنه "يجب على جميع المسلمين الوقوف بكل قدراتهم وإمكاناتهم إلى جانب شعب لبنان وحزب الله في المواجهة مع الكيان الغاصب الظالم"، وأعلن خامنئي الحداد العام خمسة أيام اعتباراً من اليوم الأحد.
كذلك، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن المجتمع الدولي لن ينسى أن أمر اغتيال نصر الله صدر من نيويورك، متهماً واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل. وأشار بزشكيان، في بيان نشره أمس السبت، إلى أن حسن نصر الله "بذل جهوداً في مقاومة إسرائيل"، وأن "الهجوم الإرهابي الصهيوني سيجعل أسرة المقاومة أقوى من أي وقت مضى". ووجه الرئيس الإيراني أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة في ما يتعلق بالهجوم نظراً إلى دعمها العلني لإسرائيل. وأضاف: "المجتمع الدولي لن ينسى أن الأمر بتنفيذ هذا الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك، ولن يتمكن الأميركيون المتواطئون مع الصهاينة من تبرئة أنفسهم".