واشنطن تبلغ الأمم المتحدة اعترافها بمغربية الصحراء

16 ديسمبر 2020
كيلي كرافت سلمت رسالة الاعتراف بمغربية الصحراء إلى الأمم المتحدة (Getty)
+ الخط -

دخل اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء منعطفا جديدا، بعد أن وجهت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى منظمة الأمم المتحدة، كيلي نايت كرافت، رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للمنظمة الأممية، تخبره فيها بالإعلان الرئاسي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.

وقالت كرافت، في الرسالة التي وجهتها أمس الثلاثاء، إن "الولايات المتحدة الأميركية تتشرف بإبلاغكم بنصّ الإعلان، المرفق، حول الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية"، مشيرة إلى أنه "في 10 ديسمبر 2020، أصدر الرئيس دونالد ترامب هذا الإعلان الذي يعترف بأنّ "كامل أراضي الصحراء الغربية جزء من المملكة المغربية"، ويعلن أنّ مقترح المغرب للحكم الذاتي هو "الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للخلاف حول منطقة الصحراء الغربية".

وطلبت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية، في الرسالة التي اطلع "العربي الجديد" على نسخة منها، من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعميم هذه المراسلة والوثيقة المرفقة لها (خريطة المغرب) كوثيقة رسمية لدى مجلس الأمن، كما وجهت نسخة طبق الأصل إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة.

واستبقت واشنطن خطوة إخبار الأمم المتحدة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، بالإقدام، يوم أمس، على نشر المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس دونالد ترمب، في السجل الفيدرالي.

وكان ترامب قد أصدر، الخميس الماضي، مرسوما رئاسيا، يقضي باعتراف بلاده، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء.

وجاء في المرسوم أن الولايات المتحدة "تؤكد، كما ذكرت الإدارات السابقة، دعمها اقتراح المغرب للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية".

وأضاف المرسوم الرئاسي: "لذلك، اعتبارا من اليوم، تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء الغربية، وتعيد تأكيد دعمها لمقترح المغرب الجاد والموثوق به والواقعي للحكم الذاتي، كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية".

وقال المرسوم إن "الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارًا واقعيًا لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن".

وحثت واشنطن "الطرفين على الانخراط في مناقشات دون تأخير، انطلاقا من مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، كإطار العمل الوحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين". ولتسهيل التقدم نحو هذا الهدف "ستشجع الولايات المتحدة الأميركية التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في أراضي الصحراء الغربية، ولهذا الغرض ستفتح قنصلية في أراضي الصحراء الغربية، في الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية في المنطقة".

وبحسب الباحث في الشؤون الصحراوية، نوفل البوعمري، فإن الرسالة التي وجهتها واشنطن  إلى الأمم المتحدة هي بمثابة إشعار بالموقف القانوني والسياسي الجديد الذي عبّر عنه المرسوم الرئاسي، مشيرا إلى أنه بالنظر لارتباط الاعتراف بنزاع معروض على مجلس الأمن والأمم المتحدة، فقد كان مهما من الناحيتين القانونية والسياسية أن يتم إشعار الأمم المتحدة بهذا الموقف الجديد الذي ستأخذه المنظمة الأممية بعين الاعتبار، وهي تنظر في النزاع لأن الأمر يتعلق بدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي صاحبة القلم الذي يصوغ مسودة قرار مجلس الأمن حول الصحراء.

واعتبر البوعمري أن الاعتراف الأميركي له وزنه السياسي في النزاع وتأثيره في مسلسل التسوية السياسية، إذ من شأنه أن يدعم الحل التفاوضي الذي اقترحه المغرب على الأمم المتحدة لإنهاء النزاع، لافتا إلى أن مبادرة الحكم الذاتي ستحظى من خلال هذا الاعتراف بدعم سياسي واسع من مختلف الدول خاصة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي.

المساهمون