واشنطن بوست: أميركا طلبت من أوكرانيا عدم استهداف مصافي النفط الروسية

15 ابريل 2024
عامل يتفقد محطة الكهرباء في خاركيف بعد هجوم روسي، 11 إبريل (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية تثير قلق الولايات المتحدة بسبب مخاوف من ارتفاع أسعار الطاقة، بينما تعتبر كييف الهجمات ضرورية لزيادة تكلفة الحرب على روسيا.
- نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس طالبت بوقف الهجمات، مما أثار غضب الرئيس الأوكراني زيلينسكي ومساعديه الذين يرون في الغارات فرصة لمواجهة العدو.
- الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لديهم وجهات نظر مختلفة حول الهجمات، حيث تشدد الإدارة الأميركية على أهمية الحفاظ على إمدادات الطاقة، بينما يدعم حلفاء أوروبيون حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الاثنين، إن سلسلة الهجمات التي تشنها أوكرانيا ضد مصافي النفط الروسية تفاقم التوترات مع واشنطن التي تتخوف من أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، في وقت تعتبر كييف أن الهجمات ضرورية لرفع تكلفة الحرب الروسية. وبحسب ما تنقله الصحيفة عن مسؤولين مطلعين، فإن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس طالبت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال لقائه على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير/ شباط الماضي، بضرورة وقف الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية.

وذكرت الصحيفة أن الطلب الأميركي أثار غضب زيلينسكي وكبار مساعديه الذين يعتقدون أن سلسلة الغارات التي تشنها المسيّرات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، تشكل "بارقة أمل نادرة في حرب طاحنة مع عدو أكبر وأفضل تجهيزًا". ورغم المطالب الأميركية، ضاعفت أوكرانيا، كما تقول "واشنطن بوست"، استراتيجية ضرب منشآت الطاقة، إذ شنّت سلسلة هجمات طاولت اثنتي عشرة مصفاة نفط منذ يناير/ كانون الثاني، بما في ذلك هجوم 2 إبريل/ نيسان الذي طاول ثالث أكبر مصفاة في روسيا، وأدت هذه الهجمات إلى تعطيل 10 بالمائة من قدرة مصافي النفط الروسية.

وقد ساهمت هذه الأحداث في تفاقم التوترات بين واشنطن وكييف، في وقت تنتظر أوكرانيا موافقة الكونغرس على حزمة مساعدات متوقفة من فترة طويلة بقيمة 60 مليار دولار، ويكثف الرئيس جو بايدن حملته لإعادة انتخابه مع وصول أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر.

وفيما يتهم المدافعون عن استراتيجية أوكرانيا البيت الأبيض بإعطاء الأولوية للسياسة الداخلية على حساب أهداف كييف العسكرية، يقول مسؤولون أميركيون للصحيفة إن الأساس المنطقي وراء التحذيرات بعدم ضرب منشآت الطاقة الروسية أكثر دقة ممّا يقوله المنتقدون، إلا أنهم يعترفون في الوقت ذاته بأن الحفاظ على إمدادات أسواق الطاقة العالمية وخفض التضخم يمثلان أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية. وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين الأميركيين، إن زيادة أسعار الطاقة يهدد بإضعاف الدعم الأوروبي للمساعدات في أوكرانيا.

أما عن جدوى تلك الضربات، فيقول المسؤولون الأميركيون إن القيمة العسكرية لمثل تلك الضربات مشكوك فيها، ولا تؤدي إلى تقليص قدرات روسيا القتالية، بل على العكس من ذلك، دفعت موسكو إلى الرد بهجوم مضاد استهدف شبكة الكهرباء الأوكرانية، وهو ما ألحق ضررًا بأوكرانيا أكثر بكثير من الهجمات على مصافي النفط. واستهدفت روسيا في الأسابيع الأخيرة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بالمسيّرات والصواريخ المتفجرة، مما أدى إلى حرمان الملايين من الكهرباء، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات جاءت ردا مباشرا على ضربات الطائرات بدون طيار على مصافي التكرير وغيرها.

في المقابل، ينظر المسؤولون الأوكرانيون إلى الهجمات باعتبارها لعبة عادلة في ظل مواصلة الحرب على أراضيهم، ويعتقدون أنها تزيد الضغط على المجتمع الروسي الذي "لن يكون آمنا حتى تنتهي الحرب"، وفقًا لقولهم، كما يعتقدون أنها ضرورية لتقليص إمداداتهم المدفعية اللازمة للتصدي للقوات الروسية على الخطوط الأمامية.

ورغم عدم تأييد الولايات المتحدة للضربات الأوكرانية في الأراضي الروسية، كما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن عندما سُئل عن الضربات التي استهدفت مصفاة نفط روسية، إلا أن حلفاء واشنطن في أوروبا يبدون ترحيبًا بها، إذ قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عندما سُئل أيضًا عن الضربات، إن الشعب الأوكراني يدافع عن نفسه، فيما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، مدافعًا عن الضربات، إن روسيا لا تقتصر ضرباتها على الأهداف العسكرية أو في الجبهة.

المساهمون