دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، اليوم السبت، إلى وحدة ساحات وجبهات المقاومة، وعدم السماح للاحتلال الإسرائيلي بأن يرسم المشهد المقبل، رافضاً محاولات دمجه في تحالفات عسكرية بالمنطقة.
وجاءت دعوة هنية، خلال كلمته في المؤتمر القومي الإسلامي الذي ينعقد في بيروت اليوم وغداً، طالب خلالها بدعم المقاومة كخيار استراتيجي في فلسطين والمنطقة، وكذلك استعادة عناصر الوحدة بين الأمة، وخاصة بين تياراتها المختلفة في المنطقة لتحقيق المصالحات داخل الدولة الواحدة أو بين مكونات الأمة.
وقال هنية، في كلمته التي نشرها الموقع الإلكتروني للحركة، إن "التحديات اليوم أمام فلسطين والمنطقة أخطر بكثير من تلك المرحلة التي انطلق بها المؤتمر، ونحن أحوج ما نكون إلى تجديد الحياة لهذا المؤتمر ولكل التيارات التي ترفض الهيمنة الإسرائيلية والمشروع الصهيوني"، معتبراً أن "ما يدفع إلى ذلك ثلاثة أبعاد مهمة، هي: الخطر المحدق بقضية فلسطين والقدس، ومشاريع الاحتلال التي تستهدف الأقصى، إلى جانب التهويد والاستيطان وحصار غزة والمعاناة المتصاعدة لأهلنا في الـ48 إلى جانب محاولة إسقاط حق العودة".
وأشار إلى أن البعد الثاني هو "ما يجري من إعادة ترتيب المنطقة وفق المنظور الأميركي الصهيوني، الذي يتجاوز موضوع التطبيع المدان، والذي يخدم العدو الصهيوني إلى محاولة دمج الكيان الصهيوني دمجاً كاملاً عبر التحالفات العسكرية والأمنية لمواجهة تيار المقاومة في فلسطين والمنطقة".
ولفت إلى أنّ "الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا تشكل البعد الثالث، والتي سوف يترتب عنها نتائج تنعكس على الخريطة السياسية للعالم ومستقبل نظام القطب الواحد".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، قد قال، منتصف يونيو/حزيران الحالي، إنّ على الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية التي تشاركها المخاوف بشأن إيران أن تعزز قدراتها العسكرية تحت رعاية واشنطن، وذلك قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة.
وسيزور بايدن الأراضي الفلسطينية المحتلة في 13 و14 يوليو/ تموز المقبل، ثم يتوجه إلى السعودية في 15 و16 منه، وتتضمن زيارته مشاركته في قمة خليجية يحضرها قادة ثلاث دول عربية.
من ناحيته، هاجم الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، بعض الأنظمة العربية، وقال إنّ "إسرائيل تهرب إلى الأمام، وتستقوي علينا بأنظمتنا، وقادة دولنا الذين لا يرون فينا إلا إرهابيين، ويطاردوننا في كل مكان، ويحاصروننا من أجل إرضاء أميركا وإسرائيل".
وفي كلمته بالمؤتمر، التي نشرها الموقع الإلكتروني لحركته، تساءل النخالة: "أي زعماء هؤلاء وقادة في منطقتنا، يقودون أمتنا إلى التبعية، وميادين استغلال الدول الكبرى، مرة باسم القانون والعرف الدوليين، ومرة باسم الحفاظ على السلام والاستقرار، ويريدون لنا أن نتنازل عن حقوقنا التاريخية والدينية في فلسطين، ونستسلم، ونعيش عبيداً وخدماً لإسرائيل، ونترك فلسطين، ونترك القدس، للقتلة والمجرمين".
وشدد النخالة على أنّ "فلسطين تمثل نقطة التقاء لكل التيارات، ولكل الأحزاب والقوى في عالمنا العربي والإسلامي، مهما كانت ألوانها، ومهما كانت خلفياتها، فهي نقطة إدراك، ونقطة مكاشفة، لكل الذين يريدون الحرية والحياة الكريمة في أوطانهم، ولكل الذين يريدون سلاماً حقيقيّاً لشعوبهم".
ولفت النخالة إلى أنّ "العدو الصهيوني لم يستطع أن يكسر إرادة شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين، فقام بعملية التفاف كبرى لمحاصرته من الخارج، وقطع شرايين التواصل عنه مع شعوب أمتنا العربية والإسلامية، وللأسف فإنه يحقق إنجازات كبرى في ذلك".