ودعا هنية خلال المؤتمر الشعبي الوطني لمواجهة "صفقة القرن" ورفض "ورشة المنامة"، مساء اليوم، بمدينة غزة، لعقد الإطار القيادي المؤقت الذي يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس: "آن الأوان لعقد الإطار القيادي المؤقت فإذا لم يجتمع هذا الإطار الآن فمتى سيجتمع، فالقدس تهود والضفة تنهب والمستوطنات غول يلتهم الأرض وغزة تحاصر واللاجئون في المنافي والشتات قضيتهم اليوم على مذبح السياسة".
وطالب هنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة وترعى الشعب الفلسطيني وتبدأ التحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، داعياً إلى ضرورة العمل على بناء منظمة التحرير بحيث تشمل كل الفصائل الإسلامية والوطنية.
وشدد على أن غزة لن تتمدّد جغرافياً سواء باتجاه الأراضي الفلسطينية فقط أو غيرها، فالأردن هو
الأردن ومصر هي مصر، مؤكداً في الوقت ذاته على أن الشعب الفلسطيني لم يفوض أحداً بالتنازل والتفريط عن حقوقه فمؤتمر البحرين سياسي بغطاء اقتصادي ومالي.
واعتبر أن المؤتمر يمهّد لتصفية القضية الفلسطينية ولإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال ليبسط سيطرته على الضفة الغربية، ولفتح باب التطبيع بين العرب والاحتلال وإعادة ترتيبات مصفوفات الأعداء في المنطقة على قاعدة دمج الاحتلال في المنطقة العربية وتنصيب عدو من داخل الأمة.
من جهته، قال الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة إن "وقوف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وقفةً واحدة لمواجهة صفقة القرن هو مشهد مفقود منذ سنوات"، مشيراً إلى أن "صفقة القرن تحمل ملامح عدة أبرزها عدم وجود دولة فلسطينية".
وأضاف النخالة أن صفقة القرن تعتبر القدس عاصمةً للاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب ضم ما تبقى مِن الضفة الغربية وضمّ هضبة الجولان المحتلة وإنهاء القضية الفلسطينية كقضية للأمة العربية وللمسلمين وتهجير أكبر عدد ممكن مِن الفلسطينيينَ مِنَ الضفةِ الغربية.
وتابع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي": "الحركة الصهيونية وحلفاؤها من الدول الغربيةِ خططت وأوصلت جزءاً منا للاعتراف بالعدو والتسليمِ بأنَّ الجزء الأكبر من فلسطين أصبح "إسرائيل" والمشروع الصهيونيّ قامَ على أساسِ أنَّ الدولةَ اليهوديةَ أساسُها ومركزها الضفة الغربية".
وأشار إلى أن مواجهة صفقة القرن تتطلب الوقوف أمام الحقيقة بدون أوهامٍ، فلا دولة ولا سلام، مؤكداً أن هناك فرصة تاريخية لإعادة الحسابات من جديد، وفتح آفاق أمام الشعب الفلسطيني والأجيال المقبلة.
ولفت إلى ضرورة إعلان الوحدة الوطنية شعاراً قابلاً للتطبيق في مواجهة إسرائيل، ومواجهة العدوانِ، مضيفاً: "إن كنا نريدُ أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعبِ الفلسطينيّ علينا إعادة الاعتبار لها وسحب الاعتراف بالعدو الإسرائيلي".
ودعا النخالة إلى الحفاظ على السلاح والمقاومة مهما كانت المغريات، في ظل عدم وجود خيارات أخرى كون خيار السلام كان عقيماً وأصبح حالياً استسلاماً.
إلى ذلك، أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" فايز أبو عيطة، أن صفقة القرن لن تمر، كون القضية الفلسطينية ليست قضية اقتصادية بل هي قضية سياسية، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية مصدومة من البحرين والدول العربية التي شاركت في المؤتمر.
وقال أبو عيطة في كلمته إنه إذا اعتقد المؤتمرون في البحرين أن الشعب الفلسطيني يمر في حالة من الضعف والوهن والانقسام فهذا غير صحيح، كون الشعب الفلسطيني عند المنعطفات الخطيرة والمهمة يقف موحداً من أجل المواجهة.
وأشار القيادي في حركة "فتح" إلى أن السلطة الفلسطينية أوقفت علاقتها مع الإدارة الأميركية عندما استشعرت مخاطر صفقة القرن، مؤكداً على أن هناك حاجة لحل واضح وصريح يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
وأضاف: "من يريد أن يحافظ على كرسي حكمه أو عرشه فهذا لن يكون على حساب الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية لن تخذل الشعب الفلسطيني رغم تخاذل حكام العرب المشاركين"، داعياً إلى الوحدة الوطنية وتطبيق اتفاق 2017 من أجل إنهاء الانقسام.