هنية: التطبيع خنجر في ظهرنا.. وأسرى الاحتلال لن يروا الشمس حتى يراها أسرانا

24 ديسمبر 2021
"حماس" منفتحة على الجميع من دون أن تعطي شرعية لأي خطوة تطبيعية (Getty)
+ الخط -

طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الدول العربية بوقف مسار التطبيع الجاري مع دول الاحتلال، وأكد أن "حماس" مستعدة لمفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى جديد مع الاحتلال.

وعبّر هنية عن أمله في عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في الجزائر قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية، المقررة في شهر مارس/آذار المقبل في الجزائر.
وقال هنية، في حوار لقناة محلية في الجزائر (الشروق)، إن "حماس مستعدة لمفاوضات غير مباشرة برعاية مصرية، لنصل إلى اتفاق تبادل أسرى جديد، لكنْ هناك تلكؤ من الاحتلال وعدم استجابة لمطالب المقاومة"، و"أسرى الاحتلال الموجودون لدى كتائب القسام لن يروا الشمس إلا إذا رآها أسرانا، وأذرع المقاومة ستتحرك في أي مكان وبأي طريقة من أجل أسر المزيد للإفراج عن أسرانا".

هنية: كل من يعتقد بأن التطبيع يمكن أن يكون منطلقا لتكريس شرعيته أو تعزيز نفوذه فهو خاطئ

وأكد هنية، أن "حماس" ليس لديها أي شروط مسبقة لحضور الندوة الجامعة الفلسطينية في الجزائر، ومستعدة لحضور الندوة الجزائرية الجامعة للفصائل الفلسطينية، سواء قبل عقد القمة العربية أو بعدها"، ولمّح إلى إمكانية أن يكون هو نفسه على رأس وفد الحركة في الاجتماع الفلسطيني في الجزائر، مشيرا إلى أن الحركة تأمل بأن تُعقد الندوة الجامعة للفصائل الفلسطينية قبل عقد القمة العربية، لكي يكون الموقف الفلسطيني موحدا خلال انعقاد القمة المقررة في مارس المقبل، وأن أي لقاء فلسطيني في العاصمة الجزائرية له أهمية استثنائية، لما لها من دور في دعم القضية، ورأى في دعوة الرئيس الجزائري لعقد لقاء جامع للفصائل الفلسطينية تعبيراً عن الاهتمام الجزائري بالقضية الفلسطينية.

وتابع هنية مبينا، أن ندوة الفصائل في الجزائر يجب أن تناقش كيفية إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، والاتفاق على استراتيجية نضالية تدير المواجهة مع الاحتلال، وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني، وقال "يجب أن نتفق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، ومن ثم الاتفاق على قيادة وطنية موحدة وبرنامج نضالي موحد، ولقاء الجزائر فرصة، يجب ألا نضيعها".
وثمّن هنية موقف الجزائر الذي وصفه " بالثابت والصريح والواضح برفض التطبيع هو أكبر دعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة"، وأعلن رفضه كل اتفاق تطبيع تعقده دول عربية مع الاحتلال، خاصة بعد الاتفاق الأخير بين المغرب وإسرائيل، وقال" نحن ضد أي اتفاق مع الاحتلال، سواء كان سياسيا أو أمنيا، ونرفض وندين أي اتفاقات أمنية أو سياسية أو اقتصادية مع الاحتلال الصهيوني"، وطالب هنية الحكومات العربية بضرورة التوقف عن هذا الطريق، وقال" نرى أن التطبيع خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني، وممر لأن يتمدد الكيان في المنطقة، وكل من يعتقد بأن التطبيع يمكن أن يكون منطلقا لتكريس شرعيته أو تعزيز نفوذه فهو خاطئ".
وردا على سؤال حول زيارته إلى المغرب بعد التوقيع على اتفاق التطبيع العام الماضي، أجاب بأن حركة حماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على الجميع من دون أي تنازل عن الثوابت، ومن دون أن تعطي شرعية لأي خطوة تطبيعية، ولا نعطي شرعية لأي تطبيع مع الاحتلال، بل نطالب بكل وضوح بالتراجع عن هذه الاتفاقيات"، مشيرا إلى أن تراجع علاقات "حماس" مع بعض الدول الخليجية مرتبط بتغييرات حصلت من قبل بعض الدول وليس من طرف الحركة، وعبّر عن أمله في أن تخرج القمة العربية بقرار ملزم بوقف التطبيع، والالتزام بموقف عربي موحد، ونتطلع من القمة العربية لقرار يساند القدس ويواجه المخططات الصهيونية.

هنية: يجب أن تناقش ندوة الفصائل في الجزائر كيفية إنهاء الانقسام وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، والاتفاق على استراتيجية نضالية تدير المواجهة مع الاحتلال

وبشأن العلاقة بين "حماس" وطهران، أكد هنية أن الحركة "منفتحة على كل الدول، وعلاقتنا مع إيران تشكل ركنا قويا في دعم المقاومة الفلسطينية التي هي بحاجة إلى دول الجوار لتحتضنها وتدعمها حتى تستطيع أن تنجز التحرير"، وكشف هنية أن حماس طالبت السلطة الوطنية بوقف التنسيق الأمني مع المحتل، واعتبر أن مسار "أوسلو" وصل إلى طريق مسدود وهو "متخبط وطنيا حصيلته صفرية، وفي ظله استطاع الاحتلال أن يمرر الكثير من مخططاته ومشاريعه، وهناك إجماع فلسطيني على أن أوسلو أصبح خلف ظهورنا، بينما مشروع المقاومة الذي تحتضنه الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، مشروع أنجز على الأرض من خلال تحرير قطاع غزة، والإفراج عن أكثر من ألف أسير وأسيرة، وحافظ على القضية الفلسطينية، ورفض الاعتراف بإسرائيل".