هنغبي يعترف باستحالة القضاء على حماس ويفضّل الحل الدبلوماسي مع لبنان

25 يونيو 2024
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي (حسابه في إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تساحي هنغبي يعترف بأن القضاء على حركة حماس كفكرة غير ممكن، مؤكدًا على ضرورة البحث عن فكرة بديلة تقودها القيادة الفلسطينية بدعم دولي وعربي، مما يعكس تحولًا في النهج الإسرائيلي تجاه حماس وغزة.
- خلال مؤتمر بجامعة رايخمان، واجه هنغبي احتجاجات بسبب قضية المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ما يسلط الضوء على الضغوطات الداخلية والتحديات السياسية والأمنية التي تواجه إسرائيل.
- حماس ترفض تصريحات هنغبي وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بينما يشير هنغبي إلى جهود إسرائيل للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مع لبنان، معبرًا عن استراتيجية إسرائيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

هنغبي: لا يمكن القضاء على حماس فهي فكرة ونحن بحاجة إلى فكرة بديلة

أشار المستشار إلى تفضيل الحل الدبلوماسي مع لبنان والسعي لتسوية

تصريح هنغبي لافت لكونه مقرّباً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، اليوم الثلاثاء، إنه لا يمكن القضاء على حركة حماس فكرةً، لينضم بذلك إلى تصريحات مشابهة أطلقها الناطق بلسان جيش الاحتلال دانيال هاغاري أخيراً، وهو ما سبّب هجوماً قوياً عليه من  مسؤولين إسرائيليين. ولكن الاعتراف يأتي هذه المرة من شخص مقرّب من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

ولمّح هنغبي في حديثه إلى شكل ما يُسمى "اليوم التالي" لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، والأفكار التي تناقشها إسرائيل مع الولايات المتحدة، وأخذ دول عربية وأوروبية دوراً في إدارة القطاع. وأوضح في مشاركته اليوم في حوارية، ضمن مؤتمر هرتسليا في جامعة رايخمان، أنه "لا يمكن القضاء على حماس، فهي فكرة، لذلك نحن بحاجة إلى فكرة بديلة، وليس فقط تدمير قدراتها العسكرية". وقال: "يجب أن تكون إسرائيل هي التي توفر الظروف الملائمة لتطهير المنطقة، ولكن الذي سيقودها قيادة فلسطينية محلية بدعم من دول عربية. الفكرة التي نناقشها مع الأميركيين أن يكون دور جماعي لدول عربية معتدلة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وقبل بدء الحوار معه في إطار المؤتمر، صرخ حضورٌ على مقاعد الجمهور باتجاهه، محتجين على عدم إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة حتى هذه اللحظة، وهو ما سبّب تأخير الحوار، كذلك قاطعوه مراراً، ما دفعه إلى التهديد بالمغادرة. وصرخ مشاركون باتجاه هنغبي: "كيف تجلس هنا فيما هناك 120 شخصاً في غزّة. أصواتهم لا تُسمع وعائلاتهم محطّمة". وقال داني ألغيرت، وهو شقيق أحد المحتجزين: "هناك ثلاثة أهداف في غزّة، ليس لأي منها أولوية، وليس هناك هدف أهم أو أقدس من الآخر. الأهداف الثلاثة مهمّة، لكن قضية المختطفين تأتي أولاً"، وذلك رداً على كلام هنغبي أنّ هدف إعادة المحتجزين "لا يقلّ قدسيةً" عن الأهداف الأخرى للحرب.

وليست هذه المواجهة المتوتّرة الأولى بين هنغبي وعائلات محتجزين إسرائيليين. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أفراد عائلات شاركوا في اجتماع معه الشهر الماضي، قولهم إنه وبّخهم وأهانهم، كما اعترف أمامهم قائلاً: "لا أعتقد أن هذه الحكومة ستكون قادرة على إتمام الصفقة".

"حماس": الشعب الفلسطيني يقرر مصيره

قالت حركة حماس إن حديث "الإرهابي" تساحي هنغبي، حول اليوم التالي للحرب والمستقبل السياسي للشعب الفلسطيني، "هو إصرار من هذه الحكومة الفاشية على سلوك مسار الفشل والخيبة. هذه الخطط الخبيثة لن تجد طريقاً للتنفيذ، أمام صمود وإرادة شعبنا، وبطولة وبسالة مقاومته". وأضافت في تصريح صحافي اليوم الثلاثاء، أن "مصير شعبنا الفلسطيني، ومستقبل قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الإجرامي، يقرره شعبنا الفلسطيني، ولا أحد سواه، وهو لن يسمح لأيٍّ كان بالتدخل فيه، وأن مقاومته الباسلة ستقطع أي يدٍ للاحتلال تحاول العبث في مصير شعبنا ومستقبله".

هنغبي: سنركّز جهودنا على تسوية بشأن لبنان

وفي ردّه على سؤال بشأن إمكانية التوصّل إلى تسوية على الجبهة اللبنانية، قال هنغبي إن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي في الوقت الراهن، وستركّز جهودها في الأسابيع المقبلة للتوصّل إلى تسوية كهذه، وأوضح أنه "من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، المطلوب واقع مختلف عن الواقع الذي كان قائماً في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ومن يقود الجهود هي الإدارة الأميركية بقيادة المبعوث الخاص عاموس هوكشتاين، الموجود على اتصال وثيق معنا ومع المسؤولين الحكوميين في لبنان. هو متفائل، ويعتقد أن التغيير الذي سيحدث بعد انتهاء العملية (العسكرية) المكثّفة في رفح والانتقال إلى مرحلة تعميق الإنجاز، سيسمح لحزب الله بالتخلي عن التضامن اليومي (مع القطاع) الذي أظهره خلال الحرب في غزة".

وأضاف هنغبي: "نحن نؤمن بهذه التسوية. هناك من هم متشككون أكثر منا، ولكننا سنخصّص أسابيع عديدة للوصول إلى هذه التسوية. وإذا لم يجرِ التوصل إلى تسوية بالسبل الدبلوماسية، فسنتوصل إليها بطرق أخرى، لكننا نفضل حالياً التركيز على المسار الدبلوماسي".

المساهمون