هل أرسلت موسكو تطمينات إلى الجزائر بشأن نقل قواتها من سورية إلى ليبيا؟

19 ديسمبر 2024
من لقاء بوتين وتبون في موسكو، يونيو 2023 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أرسل الرئيس الروسي بوتين وفداً سياسياً وعسكرياً إلى الجزائر لطمأنة الجزائر بشأن نقل القوات الروسية من سوريا إلى ليبيا، في ظل قلق الجزائر من وجود قوات أجنبية قرب حدودها.
- ناقش الوفد الروسي مع الرئيس الجزائري تبون ووزير الخارجية عطاف التطورات في منطقة الساحل وليبيا، وأكدوا على أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في مجال التسليح.
- تعزز العلاقات الجزائرية-الروسية باتفاقيات شراكة استراتيجية، رغم قلق الجزائر من تمركز قوات "فاغنر" في شمال مالي وجنوب ليبيا.

أوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، مسؤولاً سياسياً وقائداً عسكرياً إلى الجزائر للقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين، لمناقشة قضايا لها صلة على ما يبدو بالتطورات في منطقة الساحل وليبيا في علاقة بوجود مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية في هذه المناطق، وتطمينات متصلة بنقل عتاد وقوات روسية من سورية إلى ليبيا بعد إسقاط نظام بشار الأسد.

واستقبل تبون نائب وزير الشؤون الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الدفاع الروسي إيونوس بيك إيفيكوروف، وحضر اللقاء نائب وزير الدفاع وقائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، ما يعزز الاعتقاد بأن تكون موسكو قد بادرت إلى إرسال تطمينات إلى الجزائر التي ترفض وجود أي قوات أجنبية قرب حدودها.

وكانت روسيا قد بدأت نقل قدرات ومجموعات عسكرية من سورية إلى ليبيا بعد فرار بشار الأسد إلى موسكو، ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني متمركز خارج قاعدة حميميم باللاذقية السورية تأكيده مغادرة طائرات شحن روسية من سورية إلى ليبيا بعد تهاوي نظام الأسد. ووفقا للوكالة، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية الجمعة نقل روسيا معدات عسكرية من القاعدة، إضافة إلى ظهور طائرتي شحن من طراز "أنتونوف"، قامتا برحلات متناوبة بين روسيا وشرق ليبيا، وعلى وجه التحديد قاعدة الخادم الجوية الواقعة شرق بنغازي.

وقال محلل الشؤون الأمنية حساين أغ عيسى، لـ"العربي الجديد"، إن "وضع هذه الزيارة في سياق التطورات الراهنة، وطبيعة الوفد الروسي المشكل من سياسيين وعسكريين، يؤكدان أن موسكو ترغب في طمأنة الجزائر بمستوى وطبيعة حضورها في ليبيا". وأضاف: "أعتقد أن روسيا، وبفعل وقائع سابقة، باتت تدرك مدى حساسية وجود قوات فاغنر أو أية قوات أجنبية في مناطق قريبة من الحدود الجزائرية، وتتفهم الموقف والقلق الجزائري، وهذا ما يفرض عليها وضع الجانب الجزائري في صورة أي تطور يخص تمركز قوات تتبع روسيا".

وتابع: "نقل روسيا لقوات وعتاد من سورية وإعادة تمركزها في القواعد الروسية في ليبيا، من المؤكد أن يكونا من بين القضايا التي تسعى موسكو لتوضيحها للجانب الجزائري، خاصة أن الجزائر تتبنى موقفاً رافضاً لأي وجود أجنبي وللمرتزقة في ليبيا". وقبل لقائه الرئيس الجزائري، كان بوغدانوف قد التقى وزير الخارجية أحمد عطاف لـ"تبادل الرؤى والتحاليل حول تطورات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي خاصة"، بحسب بيان الخارجية الجزائرية.

وأكد البيان ذاته أنه تمت مناقشة تجسيد القرارات التي جرى اتخاذها خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الجزائري إلى روسيا في يونيو/حزيران 2023، وأشرف عطاف وبوغدانوف على الدورة الرابعة للمشاورات السياسية الجزائرية-الروسية، والتي تمثل إطاراً للتشاور والحوار السياسي بين البلدين، حول القضايا الثنائية والإقليمية. وترتبط الجزائر بعلاقات استراتيجية مع موسكو، خاصة في مجال التسليح العسكري، ووقع البلدان اتفاق تعميق الشراكة الاستراتيجية خلال الزيارة التي قام بها تبون إلى موسكو، لكن نكسة عدم انضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس، وتمركز قوات "فاغنر" في شمال مالي، وفي جنوب ليبيا، قرب الحدود الجزائرية، يخلفان قلقاً لدى الجانب الجزائري، الذي لا يبدي ارتياحاً لذلك، ويعتبره تهديدا للأمن القومي.

المساهمون