استمع إلى الملخص
- تصريحات القادة الإيرانيين: نعى الرئيس الإيراني ووزير الخارجية نصر الله، مشيرين إلى أن استشهاده سيجعل المقاومة أكثر صلابة، وأعلن إلغاء جميع رحلات الطيران إلى بيروت.
- الرد العسكري والتصعيد: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال نصر الله، وأكد الجنرال محمد باقري أن مسيرة نصر الله ستستمر أقوى، ودعا خامنئي إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي.
المرشد الإيراني: مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة
اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن الإيراني عُقد في منزل خامنئي أمس
توالت ردود الفعل في الأوساط الإيرانية، اليوم السبت، على استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله في الغارات المدمرة التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مقر للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء أمس الجمعة. وركزت تصريحات القادة الإيرانيين على تأكيد قوة المقاومة وعدم تأثير الاغتيال على تماسكها.
وفي أول تعليق له، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن نصر الله "استشهد بينما كان مشغولاً بالتخطيط للدفاع عن الشعب اللبناني الأعزل في ضاحية بيروت والبيوت المدمرة وانتقاماً لأعزائه الشهداء"، معلناً حداداً عاماً في إيران لمدة خمسة أيام.
وأضاف خامنئي أن "العالم الإسلامي وجبهة المقاومة وحزب الله فقدوا شخصية عظيمة وعلماً بارزاً وقائداً قلَّ نظيره. ومضى قائلاً في رسالة نعي: "لن يضيع ثمار حكمة وجهاد نصر الله على مدى عشرات السنوات.. ما بناه نصر الله في لبنان وبقية معاقل المقاومة لن يضيع، بل سيزداد قوة". وهدد: "ضربات محور المقاومة على الجسد المتهالك للكيان الصهيوني ستصبح أقوى".
وفي وقت سابق اليوم قبل تأكيد حزب الله استشهاد أمينه العام، قال المرشد الإيراني في بيان، إن "المجرمين الصهاينة عليهم أن يعلموا أنهم أصغر من أن يوجهوا ضربة مهمة للبنية القومية لحزب الله"، مضيفاً أن "جميع قوى المقاومة في المنطقة بجانب حزب الله"، وقائلاً إن "مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، على رأسها حزب الله".
وتابع خامنئي، في بيان أذاعه التلفزيون الإيراني أن "الشعب اللبناني لم ينسَ أن حزب الله كان من قطع أقدام الصهاينة العسكريين عندما قدموا إلى بيروت ورفع رأس لبنان"، مشدداً على أن "لبنان اليوم سيجعل العدو المعتدي الخبيث نادماً" على عدوانه، مشيراً إلى أنه "يجب على جميع المسلمين الوقوف بكل قدراتهم وإمكاناتهم إلى جانب شعب لبنان وحزب الله في المواجهة مع الكيان الغاصب الظالم".
وأضاف المرشد الإيراني أن المجازر بحق الشعب اللبناني العزل "أظهرت مرّة أخرى للجميع الطبيعة الوحشية للصهاينة، وأثبتت قصر نظر قادة الكيان الصهيوني"، لافتاً إلى أن "العصابة المجرمة الحاكمة في الكيان لم تستخلص الدرس من غزّة، ولم تفهم أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لن يؤثر في البنية القوية للمقاومة ولن يهزمها، واليوم أيضاً تكرر السياسة الحمقاء نفسها في لبنان".
بزشكيان: استشهاد نصر الله سيجعل شجرة المقاومة أكثر صلابة
من جانبه، نعى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان زعيم حزب الله، قائلاً إنه نال أمنيته، مضيفاً أن استشهاد نصر الله "سيجعل شجرة المقاومة أكثر صلابة وقوة". وأشار إلى أن "المجتمع الدولي لن ينسى أن الأوامر بتنفيذ هذا الهجوم الإرهابي قد صدر من نيويورك والأميركيون لن يستطيعوا تبرئة أنفسهم من الضلوع مع الصهاينة" في هذا الاغتيال.
من جهته، نعى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، نصر الله، قائلاً إن "شجرة المقاومة لن تتوقف عن النمو"، وأضاف أن "على الكيان الصهيوني أن يتفرج مرعوباً على تأثير دماء نصر الله في تطوير المقاومة وتوسيعها أكثر من قبل"، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي "يغتال فيها الكيان الصهيوني قادة حزب الله".
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الطيران الإيراني حسام قربانعلي، إلغاء جميع رحلات الطيران الإيراني إلى بيروت حتى إشعار آخر.
من جانبه، قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري في بيان إن مسيرة نصر الله ستستمر أقوى من قبل، متأملاً أن يتقرر مصير المنطقة وفلسطين في المستقبل القريب بـ"الإرادة الفولاذية للمقاومين". وأكد باقري أن "جريمة اغتيال نصر الله وقادة آخرين في حزب الله تعكس الهزيمة التاريخية والمحقرة للكيان الصهيوني في غزة"، مضيفاً "لن يحدث أي خلل في عزيمة وإرادة المقاومة في خلق منعطف جديد ومشرف في جبهة المعركة ضد الصهاينة".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد ذكرت، أمس الجمعة، عن مسؤولين إيرانيين قولهم، إنّ المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، دعا إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي في منزله، لبحث الرد على الضربة الإسرائيلية في بيروت التي استهدفت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رسمياً، اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقادة آخرين، من بينهم علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية بالحزب، في الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس، بينما لم يصدر حتى الساعة أي بيان رسمي عن حزب الله بشأن مصير نصر الله أو تعليق على الإعلان الإسرائيلي. وقال جيش الاحتلال، في بيان اليوم السبت، إن "طائرات سلاح الجو نفذت غاراتها بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات والمؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية"، مشيراً إلى أن الغارات نفذت "في الوقت الذي كانت قيادة حزب الله داخل المقر".