"نيويورك تايمز": هكذا روّج بولسونارو لـ"خرافة" تزوير الانتخابات في البرازيل

26 أكتوبر 2022
بولسونارو يسوق مزاعم بشأن "عيوب" تشوب عملية التصويت ونتائجها، من دون أن يقدم أدلة (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنّ مسؤولي الانتخابات البرازيليين ووكالات تقصّي الحقائق وخبراء أمن الانتخابات المستقلين يؤكدون أنّ ادعاءات الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو حول تزوير الانتخابات الرئاسية "لا أساس لها من الصحة".

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أمس الثلاثاء، أنّ بولسونارو اعتاد على الترويج لادعاءات مختلفة حول تزوير الانتخابات، لافتة إلى أنه غالباً ما يسوّق مزاعمه بشأن "عيوب" تشوب عملية التصويت ونتائجها، من دون أن يقدم أدلة حقيقية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ مزاعم بولسونارو تم تضخيهما من قبل عدد من أعضاء الكونغرس البرازيلي ومن مناصري الرئيس ومروّجي المعلومات المضللة. 

وأضافت الصحيفة "لم يكن هناك دليل على وجود تزوير في آليات التصويت الإلكترونية منذ أن بدأت البرازيل استخدامها في عام 1996، وفقاً لخبراء مستقلين ومسؤولي الانتخابات البرازيليين وعدد من الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الحكومة الأميركية".

وذكرت "نيويورك تايمز" أنها أجرت مراجعة لعدد كبير من مقابلات وخطابات ومنشورات بولسونارو ومساعيه على مدى ثمانية أعوام لانتقاد نظام الانتخابات، لافتة إلى أنّ النتائج تظهر أنّ بولسونارو قدّم سرديات حول تزوير الانتخابات بناء على معلومات وتقارير غير دقيقة، ونظريات مؤامرة وأكاذيب واضحة.

وذكرت الصحيفة أن بولسونارو بدأ بانتقاد آليات التصويت عندما كان لا يزال عضواً في الكونغرس بعد الانتخابات الرئاسية عام 2014. وفي عام 2015، ساعد في قيادة الكونغرس لتمرير إجراء يطلب نسخاً ورقية احتياطية، لكن المحكمة العليا استخدمت حق النقض ضد التغيير، قائلة إنه ينتهك حق المواطنين في الحفاظ على سرية أصواتهم. وادّعى بولسونارو وقتها أن القرار أظهر أن المؤسسة السياسية كانت تحمي نظاماً هشاً لمساعدة اليساريين على التلاعب بالانتخابات المقبلة.

في تلك الانتخابات التي جرت في عام 2018، ترشح بولسونارو للرئاسة، وقد تحدّث وقتها عن أنه لا يمكن الوثوق بنتائج الانتخابات بسبب آليات التصويت، ثمّ فاز بها.

في يوليو/تموز 2021، أعلن بولسونارو أنه سيُظهر بشكل نهائي دليلاً على أن النظام كان مليئاً بالاحتيال. وبدلاً من ذلك قام مجدداً، في بث لمدة ساعتين على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإشارة إلى سلسلة من "الانحرافات الجلية".

ولفتت الصحيفة إلى أنه أظهر نشرة إخبارية محلية من عام 2008، تحدثت عن أن بعض الناخبين في منطقة ريفية زعموا أن أصواتهم لم تُحتسب بشكل صحيح، وهي ادعاءات حققت فيها الشرطة الفيدرالية، وفق "نيويورك تايمز"، ونفت أن يكون هناك احتيال.

كذلك، أظهر بولسونارو شريط فيديو لمبرمج ادّعى أنه يوضح كيفية اختراق آلات التصويت في عام 2018. وقد قال خبراء ومدققو الحقائق إنه مليء بالأخطاء، بما فيها سوء فهم أساسي لكيفية عمل نظام التصويت.

كما عرض الرئيس البرازيلي شريطاً لمجموعة من الناس تشتكي من أن الآلات لا تسمح لهم بالتصويت، وقد قال مسؤولو الانتخابات إن الآلات المعطلة يتم استبدالها بسرعة، وأنه في العديد من الحالات، فإن القضية عبارة عن خطأ تقني من قبل الناخب.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أنّ حملة الرئيس المستمرة ضد نظام الانتخابات في البلاد، "قوّضت ثقة الملايين من البرازيليين في نظام الانتخابات، في واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم"، مشيرة إلى أنّ ثلاثة من كل أربعة من أنصار بولسونارو أصبحوا لا يثقون بآليات التصويت في البرازيل.

وأضافت "بينما ظل بولسونارو يحذّر لسنوات من التزوير، إلا أنه لم يخسر أي انتخابات منذ ثلاثة عقود، لكنه قد يخسر المنافسة يوم الأحد. وقد لمّح إلى أنه لن يقبل الخسارة".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ هناك قلقاً داخل البرازيل وخارجها من أنّ بولسونارو قد يزعم أنّ الانتخابات زُوّرت في حال خسارته، وسيدعو مؤيديه إلى النزول إلى الشارع للمطالبة ببقائه في السلطة.

وذكّرت الصحيفة بأنّ الرئيس البرزايلي كان قد طلب في تجمّع حاشد، هذا الشهر، من أنصاره، التوجّه إلى مراكز الاقتراع عند إعلان النتائج، وأخبرهم بأنه "لا توجد طريقة يمكن لخصمه أن يفوز بها".

وأظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الأربعاء الماضي، أنّ سباق الرئاسة البرازيلية احتدم بعد تقلّص الفارق إلى أربع نقاط مئوية بين المتصدر اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الحالي المنتمي لليمين المتطرف جايير بولسونارو.

وقال معهد داتافولها لاستطلاعات الرأي إنّ لولا يتمتع الآن بتأييد 49% من الناخبين مقابل 45% لبولسونارو، قبل أقل من أسبوعين على الجولة الثانية المقررة في 30 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مقارنة مع 49 و44% على التوالي في الاستطلاع السابق قبل خمسة أيام.

المساهمون