هفوة أخرى.. بايدن يقدّم زيلينسكي على أنه "الرئيس بوتين"

12 يوليو 2024
هفوات جديدة في رصيد بايدن.. زيلينسكي أصبح بوتين
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال قمة حلف شمال الأطلسي، أخطأ الرئيس بايدن بتقديم زيلينسكي على أنه بوتين، مما أثار انتقادات حول صحته الذهنية وزاد الضغوط عليه للانسحاب من السباق الرئاسي.
- بايدن دافع عن نفسه في مؤتمر صحافي، مؤكداً كفاءته لمواجهة ترامب، وأشار إلى نتائج فحوصه العصبية الجيدة، مشدداً على أهمية تهدئة المخاوف المتعلقة بترشحه.
- ترامب سخر من هفوات بايدن، بينما دافع شولتز عنه، ومع ذلك تزايدت الانتقادات لعمر بايدن وقدرته على تولي الرئاسة لفترة ثانية، مما أدى إلى تكهنات بظهور مرشح ديمقراطي جديد.

ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة جديدة، الخميس، خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، بتقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يصحّح خطأه، في انتكاسة جديدة للمرشح الديمقراطي الذي يتعرض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية. وقال بايدن (81 عاماً)، مخاطباً الحاضرين في القمّة "والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الذي يتمتّع بقدر كبير من الشجاعة والتصميم. سيّداتي، سادتي، إليكم الرئيس بوتين". لكن بايدن سرعان ما صحّح هفوته، قائلاً "تركيزي منصبّ بشدّة على هزيمة الرئيس بوتين".

بايدن يدافع عن نفسه ويوضح

وأكد بايدن، الذي يتعرض لضغوط من أجل دفعه إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، الخميس، أنه يعتبر نفسه المرشح "الأكثر كفاءة" لمواجهة دونالد ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني، وقال في مؤتمر صحافي بعد قمة حلف شمال الأطلسي: "أعتقد أنني الشخص الأكثر كفاءة للترشح للرئاسة. لقد هزمته مرّةً، وسأهزمه مجدداً. أنا لا أفعل ذلك من أجل (الحفاظ) على إرثي. أنا أفعل ذلك لإنهاء العمل الذي بدأته".

وأضاف بايدن "خضعتُ لثلاثة فحوص عصبيّة مكثّفة ومتواصلة" أجراها طبيب أعصاب، كان آخرها في فبراير/ شباط، وتُظهر "أنني في حالة جيّدة"، وتابع "أنا بخير. قُدراتي العصبيّة يجري اختبارها يومياً" من خلال "القرارات التي أتّخذها كلّ يوم"، وشدد على "أهمية تهدئة المخاوف" المتعلّقة بترشحه للرئاسة، قائلاً "أنا مصمّم على أن أكون مرشحاً، لكنّني أعتقد أن من المهم تهدئة المخاوف"، في وقت يحتدم فيه الجدل بشأن حالته الصحّية.

وارتكب بايدن هفوة جديدة، الخميس، عندما قدّم نائبته كامالا هاريس باسم "ترامب". ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان هاريس التغلّب على ترامب إذا قرّر الرئيس الديمقراطي عدم الترشّح مجدداً، قال بايدن "لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس لو لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة (...) لهذا السبب اخترتها". وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة "لا يمكنها الانسحاب" من دورها الريادي في العالم، وقال "سَلَفي أوضح أنه ليس ملتزماً" تجاه حلف الناتو، وذلك في هجوم مباشر شنّه على ترامب الذي سيواجهه في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

إلى ذلك، أشار بايدن إلى أنّ حلفاء الولايات المتحدة أخبروه في قمّة حلف شمال الأطلسي بأن ولاية رئاسية جديدة لترامب ستكون "كارثة"، وقال "لم أسمع أياً من حلفائي الأوروبيين يأتون إلى هنا ويقولون جو لا تترشّح. ما أسمعهم يقولونه هو عليكَ أن تفوز. لا يمكنك السماح لهذا الرجل بالتقدّم. سيكون كارثة". وأكد بايدن أنه سيبقى مستعداً للتعامل مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ حتّى خلال فترة ولاية ثانية، قائلاً "أنا مستعدّ للتعامل معهما الآن وبعد ثلاث سنوات من الآن... لا يوجد أيّ زعيم عالمي لستُ مستعداً للتعامل معه".

ترامب يسخر من بايدن

وسخر المرشّح الجمهوري دونالد ترامب من المؤتمر الصحافي الذي عقده بايدن وارتكب خلاله زلّة لسان سبقتها أيضاً هفوة أخرى، وقال على شبكته "تروث سوشال": "عمل جيّد يا جو!".

المستشار الألماني يدافع عن بايدن

ودافع المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، عن بايدن بعدما أشار بطريق الخطأ إلى زيلينسكي على أنه "الرئيس بوتين" قبل أن يصحح نفسه في قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن. وقال شولتز رداً على سؤال من الصحافيين عن الواقعة: "زلات اللسان تحدث، وإذا راقبت الجميع دائما، فستجد ما يكفي منهم". وأضاف "لكن هذا لا يغير أي شيء مما قاله الرئيس الأميركي بوضوح شديد في خطابه".

وأثارت مجموعة هفوات وقع فيها الرئيس الأميركي انتقادات كبيرة لعمره ومخاوف من عدم قدرته على تولي الرئاسة لفترة ثانية. وخلال لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في فبراير/ شباط الماضي، أخطأ بايدن في نطق اسم الملكة رانيا وسمّاها "الملكة ريهانا". وبعدها بأيام ورداً على سؤال حول الوضع في قطاع غزة، أشار بايدن إلى "الرئيس المكسيكي السيسي"، وهو كان يريد الإشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. قبلها وبعد لقاء مع المستشار الألماني أولاف شولتز، قال بايدن إنه تحدث مع هيلموت كول (توفي عام 2017) بدلاً من شولتز. كما خلط بايدن بين الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون والرئيس الراحل فرانسوا ميتران، الذي توفي عام 1996.

ومن شأن الهفوة الجديدة أن تزيد متاعب بايدن في ما يتعلق بإمكانية توليه ولاية رئاسية ثانية مع تشكّل رأي عام ديمقراطي يميل إلى أنه لم يعد مؤهلاً للبقاء في البيت الأبيض، ويتجه أكثر للضغط عليه للتنحي، وسط ضخّ إعلامي غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، أصبح مهيناً ومحرجاً لبايدن، بعدما تخطى الكثير من الحدود، وقد يكون الهدف منه أيضاً تهيئة الرأي العام لبروز مرشح ديمقراطي آخر للرئاسة "يمكنه هزيمة دونالد ترامب". وبينما يعتزم بايدن، الاثنين المقبل، إجراء مقابلة تلفزيونية لتبث في اليوم الأول من مؤتمر الحزب الجمهوري في ويسكونسن لتسمية ترامب مرشحاً للحزب رسمياً، فإن كلّ ما يدور في واشنطن أصبح استثنائياً، ويأتي في وقت يفترض أن يكون ضمن "العدّ العكسي" ليوم الانتخاب المقرّر في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ومن المقرّر أن يعقد الحزب الديمقراطي، من جهته، مؤتمره العام لتسمية مرشحه رسمياً للرئاسة، في أغسطس/ آب المقبل. وخرجت أنباء، أمس الخميس، عن تجميد المانحين للحزب تمويلهم بانتظار مؤتمر الجمهوريين وانجلاء الصورة أكثر، فيما خرج كبار الديمقراطيين عن بعض تحفظاتهم ودخل نجوم في هوليوود، مؤثرون، على خطّ الأزمة. أما الإعلام الأميركي، المحسوب على الحزب الديمقراطي، فيواصل ضخّ مقالات الرأي والتقارير التي تشكّك بأهلية بايدن صحياً وذهنياً للرئاسة، ومنها ما يتضمن كلاماً قاسياً بحق الرئيس.

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وجنود أمام مستشفى كييف بعد تعرضه للقصف، 8 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بشأن أوكرانيا على خلفية حادثة تعرض مستشفى للأطفال في كييف لقصف صاروخي، وسط تضارب الروايتين الروسية والأوكرانية
الصورة
ترامب يقدم لميريام أديلسون وسام الحرية الرئاسي، واشنطن 16 نوفمبر 2018 (تشيريز ماي/Getty)

سياسة

تعهد دونالد ترامب لرجال أعمال مؤيدين لإسرائيل بـ"إرجاع الحركة المؤيدة للحقوق الفلسطينية" عشرات السنين إلى الوراء لإقناعهم بالتبرع لحملته الانتخابية.
الصورة
ليلي غرينبيرغ كول أول يهودية تستقيل من إدارة بايدن  (محمد البديوي / العربي الجديد)

سياسة

قالت ليلي غرينبيرغ كول التي قدّمت استقالتها من إدارة بايدن، لـ"العربي الجديد"، إن إدارتها لا ترغب بالاستماع لمن يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة.
الصورة

مجتمع

اتسعت حركة الاحتجاج بين طلاب جامعات أميركية ضد سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تنتهجها إدارة جو بايدن
المساهمون