قدمت الولايات المتحدة مسودة اتفاق سلام من ثماني صفحات إلى الأطراف المتحاربة في أفغانستان لمراجعتها، على أثر إحباطها من تعثر عملية السلام وتصاعد العنف في البلاد، فيما ما زالت الأطراف المتحاربة تبدي اعتراضات عميقة على الأفكار الرئيسية في المسودة، حسبما أوردته وكالة "رويترز".
وطلبت الولايات المتحدة من الأطراف الأفغانية التوجه إلى تركيا في الأسابيع المقبلة والاستعداد لإحراز تقدم، وفقاً لشخصيات أفغانية من الجانبين.
وتدعو خطة السلام الأميركية، التي اطلعت عليها "رويترز"، يوم الاثنين، إلى استبدال الحكومة الحالية بإدارة مؤقتة حتى يتم الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات، بينما تراقب لجنة مشتركة وقف إطلاق النار.
كما تنص المسودة على أنه في ظل الحكومة المؤقتة، يمكن توسيع البرلمان الأفغاني ليشمل أعضاء من حركة "طالبان" أو تعليقه إلى ما بعد الانتخابات،كما تنص على عدم استضافة أفغانستان لإرهابيين أو السماح بأنشطة إرهابية على أراضيها، أو تهديد دول أخرى، إضافة إلى تخلّي "طالبان" عن توفير أي ملاذات آمنة أو علاقات عسكرية للإرهابيين في أي بلدان مجاورة.
وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" أيضاً، فإنّ الوثيقة تحدد شروط وقف إطلاق النار وإنفاذها، وتدعو إلى حماية حقوق النساء والأطفال والأقليات، وتقديم تصور للجنة تهدف للمصالحة وتقصي الحقائق ومعالجة 42 عاماً من الصراع. ولم يصدر تعليق فوري من الرئيس الأفغاني أشرف غني على المسودة أو على رسالة حادة اللهجة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال بلينكن، في الرسالة، إنّ واشنطن تريد أن ترى تقدماً في محادثات السلام، وأشار إلى أن مسودة اتفاق السلام تدعو إلى تشكيل حكومة جديدة شاملة، وهو ما يعارضه غني، الذي قاله في خطاب، أخيراً، إنه لن يتم تشكيل حكومة مؤقتة "طالما أنا على قيد الحياة".
وكتب بلينكن في رسالته للرئيس الأفغاني: "أوضح لك هذا حتى تفهم مدى إلحاح نبرتي في ما يتعلق بالعمل الجماعي"، لافتاً، في الرسالة، إلى أن الموعد النهائي للانسحاب للقوات الأميركية من أفغانستان هو الأول من مايو/ أيار المنصوص عليه في اتفاق حركة "طالبان" والولايات المتحدة، الموقّع في الدوحة في فبراير/ شباط 2020.
وقال النائب الأول لرئيس الأفغاني أمر الله صالح، خلال إحياء ذكرى وفاة وزير دفاع سابق، إنّ الرئيس تلقى الرسالة ولم يتأثر بمحتواها، لافتاً إلى أن غني غير مستعد لتبني خطى وزير الخارجية المتسارعة نحو التسوية.
وأضاف صالح "لسنا قلقين بشأن الرسالة التي لن تغير من مواقفنا. وشكر، في الوقت ذاته، الولايات المتحدة على تضحياتها ومساعدتها المالية على مدار العشرين عامًا الماضية لأفغانستان، لكنه شدد على أنّ "الحكومة الأفغانية لن تخضع للإملاء". وأضاف "سوف نصنع السلام بكرامة، ولن يكون سلاماً مفروضاً".