- انتقادات من السكان لإمكانية إنشاء مجلس رئاسي انتقالي بدعم دولي، معبرين عن غضبهم تجاه التدخل الأجنبي. البلاد تواجه تحديات متزايدة بما في ذلك تمديد حظر التجوّل ليلاً للسيطرة على الوضع المتدهور.
- تشكيل مجلس رئاسي انتقالي أُعلن خلال اجتماع طارئ في جامايكا، بدعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وسط توقعات بأن يساهم في استعادة الاستقرار وتنظيم الانتخابات المقبلة، في حين يعاني 44% من سكان هايتي من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
يبقى الوضع "متفجّراً" في عاصمة هايتي بورتو برنس بحسب الأمم المتحدة، في وقت ينتظر فيه الهايتيون تعيين سلطات انتقالية بعد استقالة رئيس الوزراء، في ظلّ أمل حذر في أن تتمكّن البلاد التي دمّرتها العصابات من استعادة الاستقرار.
وبعد أيام قليلة من الهدوء النسبي، سُجّلت أعمال عنف في العاصمة التي يخضع 80 في المائة منها لسيطرة العصابات المسلحة. وأقام السكان حواجز على طريقين رئيسين في وسط المدينة، في محاولة لحماية أنفسهم من هجمات العصابات وأيضاً للاحتجاج، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّ الوضع في بورتو برنس "متفجّر ومتوتر".
من جهة أخرى، ينتقد بعض السكان إمكانية إنشاء مجلس رئاسي انتقالي بدعم من المجموعة الكاريبية (كاريكوم)، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة.
وقال فرانسوا نولن لوكالة فرانس برس: "أنا في الشارع الآن وغاضب للغاية"، مضيفاً أنّ "الأميركيين يفرضون علينا شروطاً معيّنة لإدارة البلاد. وهذا ليس طبيعياً، دستور بلادنا ينص على كيفية تنظيم أمورنا".
أمّا جيسولا التي تفضّل عدم الكشف عن اسمها الكامل، فأكّدت أنّ "ليس للبيض الحق في التدخّل في شؤوننا"، مضيفة أنّهم "بدلاً من أن يجعلوا الأمور أفضل، سيجعلونها أسوأ".
وكانت البلاد شهدت تدخّلاً عسكرياً أميركياً في العام 1915، كما عانت كثيراً من وباء الكوليرا بين العامين 2010 و2019، الذي دخل البلاد عبر عناصر من قوات حفظ السلام.
ومُدّد حظر التجوّل ليلاً حتى الأحد في المقاطعة الغربية، بما في ذلك بورتو برنس، وفقاً لمكتب رئيس الوزراء الذي يتوّلى تصريف الأعمال.
وقال إيدنر بيتي، وهو أحد سكان بورتو برنس: "هناك الكثير من الفارين من السجن في الشوارع. الوضع يزداد سوءاً"، معتبراً أنّ "قرار الحكومة إعلان حالة الطوارئ في هايتي مع حظر التجوّل... جدير بالثناء، ولكن يجب ألا تكون الحال كذلك".
بدورها، عبّرت الجمعية الطبية في هايتي عن "خوفها" من "الإغلاق القسري للمستشفيات"، ومن "أعمال العنف الجسدي ضدّ العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وكان رئيس الوزراء أرييل هنري، الذي اتسمت ولايته بتزايد سطوة العصابات المسلحة، أعلن، مساء الاثنين، استقالته، على أن يتولى تسيير الأعمال إلى حين تعيين مجلس رئاسي انتقالي.
واتُخذ قرار تشكيل المجلس الرئاسي خلال اجتماع طارئ في جامايكا بمشاركة ممثلين عن هايتي، والمجموعة الكاريبية (كاريكوم)، والأمم المتحدة، ودول عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا.
وأفادت مصادر عدة وكالة فرانس برس بأنّ عدداً من القوى السياسية قدّمت أسماء ممثلها إلى "كاريكوم" من أجل تشكيل المجلس العسكري. وفي البداية، لم يتمكّن أعضاء ائتلاف "21 ديسمبر" الذي ينتمي إليه أرييل هنري من الاتفاق على ممثّل واحد، بينما اقترحوا ثلاثة أسماء. غير أنّ مصادر أفادت بأنّهم يجرون محادثات من أجل التوصّل إلى مرشّح توافقي.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، عن ثقته بأنّ المجلس يمكن أن يرى النور "في الأيام المقبلة".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّه "يريد من جميع الجهات الفاعلة في هايتي أن تضع خلافاتها جانباً" للمضي قدماً في إنشاء سلطات مؤقتة، وفقاً للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وسيتكوّن المجلس الرئاسي من سبعة أعضاء يمثلون القوى السياسية الرئيسية في هايتي والقطاع الخاص. وسيختار رئيساً مؤقتاً للوزراء، كما سيعيّن حكومة "شاملة".
وسيُستبعد الأشخاص الذين وجهت إليهم المحاكم اتهامات أو أُدينوا بأحكام معيّنة، أو الذين يخضعون لعقوبات الأمم المتحدة، والأشخاص الذين يعتزمون خوض الانتخابات المقبلة في هايتي و/أو يعارضون قرار الأمم المتحدة بشأن نشر بعثة متعدّدة الجنسيات للدعم الأمني.
في غضون ذلك، أعلنت كينيا، التي من المقرّر أن تنشر ألف شرطي في إطار هذه المهمّة، أنّها ستعلّق إرسال هؤلاء العناصر، لكنّها أكدت أنّها ستتدخّل بمجرّد تشكيل مجلس رئاسي.
ووفق برنامج الأغذية العالمي، يعاني 44 في المائة من سكّان هايتي من حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وفي انتظار معرفة ما إذا كانت نهاية الأزمة تلوح في الأفق، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستقيم "جسراً جوياً" بين هايتي وجمهورية الدومينيكان المجاورة لنقل المساعدات، وتأمل الأمم المتحدة أن يُشغّل "في أقرب وقت ممكن".
كذلك، أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 25 مليون دولار.
(فرانس برس)