هؤلاء هم ناخبو ترامب وهذه قضايا تشغل الأميركي الجمهوري

15 أكتوبر 2024
ترامب خلال تجمّع انتخابي في كاليفورنيا، 12 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في انتخابات 2016، جذب دونالد ترامب فئات متنوعة، بما في ذلك المتدينين والمهمشين، عبر خطاب شعبوي أثار الجدل واستغل مشاعر الغضب، مما أكسبه قاعدة شعبية قوية.
- خلال رئاسته، حظي ترامب بدعم مجموعات متطرفة مثل "براود بويز" و"كيو أنون"، حيث أظهر ولاءه لهم، مما أثار مخاوف من تأثير سياساته على المجتمع.
- يعتمد دعم ترامب على قضايا مثل حق حمل السلاح، ومعارضة الإجهاض، والهجرة، مما يجذب سكان الريف والمزارعين والأثرياء الذين يرون في سياساته توافقاً مع مصالحهم.

في أحد تجمعاته الانتخابية المبكرة خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية 2016، رفع أحد الأشخاص الأميركيين من أصول أفريقية لافتة تنتقد دونالد ترامب الذي كان على المنصة. رفع ترامب صوته وهو يشير بيده: "أخرجوه، مثل الأيام الخوالي". تجمّع العشرات لإخراج الرجل، بينما كان الجمهور يهتف لترامب الذي استكمل عرضه "العنصري" مبتهجاً بتفاعل الجمهور قائلاً: "هل تتذكرون الأيام الخوالي؟"، (فهم الجميع أنه يقصد أنها أيام استعباد الأميركيين الأفارقة)، تعالت الهتافات: "نعم نعم".

لم يكن دخول دونالد ترامب إلى الحزب الجمهوري والانتخابات الرئاسية الأميركية عادياً. فهِم ترامب مبكراً من يريد أن يستقطب لانتزاع بطاقة الترشح من الحزب. لم يكن يتوقع أحد أنّ ترامب قادر على الفوز من الأساس، لكن رهانه قاده إلى أن يكون الرئيس والشخص الأكثر جدلاً في السياسة الأميركية في العقود الأخيرة، إلى الحد الذي يعشقه مؤيدوه لدرجة استعدادهم للموت من أجله، ويكرهه منتقدوه إلى درجة رغبتهم في اختفائه من الحياة السياسة الأميركية.

في الانتخابات الرئاسية 2016 جذبت شعبوية دونالد ترامب رجل الأعمال الشهير هذه الفئة التي كانت تشعر أنها مهمشة ولا يوجد ممثل لها في النظام السياسي. وشكلت هذه الفئة، إضافة إلى المتدينين الإنجيليين، عموداً استند إليه ترامب على مدار السنوات الماضية.

تقارير دولية
التحديثات الحية

المجموعات المتطرفة

في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، خطب المرشح ترامب في أنصاره القادمين من مختلف الولايات، مؤكداً عدم اعترافه بنتائج الانتخابات، ومطالباً أنصاره بأن "يقاتلوا مثل الجحيم". ساعات لاحقة اقتحمت هذه المجموعات الكونغرس الأميركي لمنع الاعتماد الرسمي لنتائج الانتخابات الأميركية التي كانت قد أظهرت فوز جو بايدن بالرئاسة.

كشفت التقارير أنّ عدداً كبيراً من هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى تنظيم "براود بويز" (الفتيان الفخورون) المتطرف، ومجموعة "كيو أنون" التي تروّج لنظرية المؤامرة التي تزعم أنّ ترامب مبعوث "العناية الإلهية" الذي ينقذ العالم من "عبدة الشيطان". وأظهر استطلاع رأي في الولايات المتحدة أنّ 7% على الأقل يؤمنون بآراء هذه المجموعة. دافع ترامب على مدار السنوات الماضية عن أنصاره، وأعلن أنه سيُعفى عن بعضهم بمجرد عودته إلى كرسي الرئاسة.

لا تعود علاقة ترامب بهذه المجموعات المتطرفة إلى 2021، بل هي علاقة ممتدة متسقة مع رجل الأعمال الأميركي الذي يبدو مزهواً بفكرة تقديسه وتبجيله في الأوساط الجمهورية، وتعود إلى بدايات ترشحه لانتخابات الرئاسة في 2016. شوهدت ما أطلق عليها مليشيات براود بويز تتظاهر بالأسلحة في أكثر من ولاية خاصة خلال فترة الرئيس ترامب حتى 2021.

كبار الأثرياء

يمثل كبار الأثرياء نسبة بين 1 و3% من المجتمع الأميركي، وهم المستثمرون ورجال الأعمال، وتخدمهم سياسات الحزب الجمهوري التي تقوم على تخفيف العوائق أمام الأعمال وخفض الضرائب على هذه الفئة بشكل كبير، وحتى إن لم يكن لهم وزن انتخابي كبير، إلا أنهم أصحاب الشركات والأعمال التي تعمل بها فئات أخرى، ويرون أنهم يستفيدون كثيراً من الحزب الجمهوري، كذلك فإنهم من كبار المانحين للحزب.

سكان الضواحي الأغنياء

غالباً هم من الطبقة المتوسطة، ويرون أنهم يستفيدون من نجاح رجال الأعمال والشركات الكبرى، وهم يرفضون بشكل حاد رغبة الحزب الديمقراطي برفع الضرائب على من يزيد دخله على 400 ألف دولار سنوياً. وهذه الفئة من خريجي الجامعات، مثل المحامين والمهندسين.

غير أن فئة المجموعات المتطرفة الأولى التي تؤيد دونالد ترامب، والسياسات التي تبناها خلال رئاسته وخلال برنامجه الانتخابي، تشعرهم بالتردد والخوف من ترشيحه، وتشير التقديرات إلى أنّ نسبة تأييدهم للجمهوريين تصل إلى نحو 50% مقارنة بـ47% لصالح الديمقراطيين.

سكان الريف والمزارعون

هذه الفئة هي الأقل تعليماً في الولايات المتحدة، وتنحاز كثيراً إلى الحزب الجمهوري، وترى أن سياساته تتوافق سياسياً واقتصادياً مع آرائهم، وتشير التقديرات إلى أن نسبة تأييدهم للجمهوريين ارتفعت إلى نحو 60% مقارنة بـ35% فقط لصالح الديمقراطيين.

*قضايا تشغل اهتمام ناخبي ترامب

تقيم هذه الفئة، كل مرشح بناءً على موقفه من قضية واحدة، وهم ينتخبون الحزب الجمهوري من أجل 3 قضايا رئيسية هي:

  • 1- حمل السلاح

هذه الفئة ترفض أي قيود على حمل السلاح، مستندة إلى التعديل الثاني من الدستور الأميركي الذي ينص على حق حمل السلاح، ورغم تصريح الديمقراطيين دائماً بأنهم ليسوا ضد حمل السلاح، بل يطالبون بتقييد حمل الأسلحة الهجومية، إلا أنّ هذه الفئة ترفض تماماً أي قيود، رغم حوادث القتل التي تحصل سنوياً في المدارس وغيرها.

  • 2- معارضو حق الإجهاض وحقوق المثليين

يدين من يؤمنون بالحق في الحياة، ويعارضون حقوق المثلية في الولايات المتحدة، بالفضل لدونالد ترامب في قرار المحكمة العليا إلغاء حكم "رو ضد ويد"، الذي كان يبيح حق الإجهاض في جميع الولايات، وترك الحكم الجديد لكل ولاية الحق في تقرير قواعدها، ما سمح لأكثر من 25 ولاية باتخاذ خطوات ما بين تقييد الإجهاض وحظره. كذلك ترغب هذه الفئة (مسيحيون متدينون وبعض العرب والمسلمين) في مزيد من القيود على المثلية الجنسية في الولايات المتحدة.

  • 3– الحريات الدينية

المسيحيون المتدينون يرون أنهم بحاجة إلى مزيد من الحريات الدينية للمسيحيين، وصوتوا لدونالد ترامب سابقاً، ويرى بعضهم أن هناك مساحة متزايدة لأديان أخرى، وأنهم يتعرضون للاضطهاد الديني في الولايات المتحدة، ونصت منصة الحزب الجمهوري التي اعتمدها في مؤتمره الوطني على ضرورة مواجهة الاضطهاد ضد المسيحيين.

  • 4- الهجرة والحدود

تشعر هذه الفئة (غالباً الرجل الأبيض) بأنّ المهاجرين يستولون على وظائفهم، رغم أن هناك أكثر من 11 مليون مقيم غير نظامي دون أوراق دخول يساهمون بمليارات الدولارات في الاقتصاد ولا يؤثرون سلباً في السوق. ويغذي ترامب دائماً هذا الشعور، واصفاً هؤلاء المهاجرين بأنهم يسممون البلاد، وأنهم قتلة ولصوص وتجار المخدرات وقاتلو النساء ومغتصبوهنّ، ووصفهم أخيراً بأنهم "يأكلون القطط والكلاب".