تخشى إسرائيل أن يفضي تسريب الوثائق التي حصل عليها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الكشف عن الكثير من أسرارها.
ولفت يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" أن كلاً من شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" و"الموساد" يخشيان من أن يفضي الكشف عن الوثائق السرية التي بحوزة ترامب إلى "المس بأمن إسرائيل".
في تقرير نشرته الصحيفة اليوم، وصف ميلمان الوثائق التي كانت بحوزة ترامب بـ"السرية جدا والحساسة".
وقال ميلمان إن إحدى الوثائق التي بحوزته كانت تتعلق بخطة لمهاجمة إيران أعدها رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مارك ميلي في آخر أيام ترامب في الحكم.
ونقل ميلمان عن اثنين من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية في إسرائيل قولهما: إن "هناك احتمالا معقولا أن يكون جزء من الوثائق يتعلق بإسرائيل وقدراتها العسكرية، ويمكن أن تتضمن معلومات حول برنامجها النووي".
وحسب ميلمان، فإن أحد المسؤولين هو قائد في جهاز "الموساد" والثاني قائد في شعبة "أمان".
وشدد ميلمان على أن الخوف في إسرائيل من تبعات الكشف عن الوثائق السرية التي بحوزة ترامب يعود إلى التعاون الأمني والاستخباري الطويل والعميق الذي يربط الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولفت في هذا السياق إلى وجود لقاءات في فترات متفاوتة تجمع ممثلين عن "الموساد"، و"أمان" وسلاح الجو الإسرائيلي وشعبتي العمليات والتخطيط في هيئة أركان جيش الاحتلال وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" ووزارة الأمن والوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي وغيرها، مع نظرائهم في الجانب الأميركي.
وأبرز ميلمان التدريبات المشتركة التي يجريها الجيشان الأميركي والإسرائيلي، فضلا عن تبادل الطرفين التقديرات والتقارير.
وذكر ميلمان أنه حسب ما كشفته وسائل الإعلام الأجنبية فإن رجال الاستخبارات والوحدات الخاصة من إسرائيل والولايات المتحدة ينفذون عمليات مشتركة.
وقال "نظرا لأن الحديث يدور عن شخص (ثرثار) لا يدرك خطورة كشف المعلومات الاستخبارية، فإن النتائج يمكن أن تكون (كارثية)".
وأعادت الصحيفة للأذهان تباهي ترامب حين كان في المنصب وخلال حضور ممثلين روس، بمعلومات حصلت عليها الولايات المتحدة من إسرائيل حول تنظيم "داعش"، مما فاقم الخطر على المصدر الذي زود "الموساد" بهذه المعلومات، بحسب قولها.
وقالت إن إسرائيل قررت في أعقاب ذلك إبداء الحذر في نقل المعلومات الاستخبارية إلى الولايات المتحدة. وحسب ميلمان فقد كشف ترامب أمام الرئيس الفيليبيني في 2017 أن غواصتين نوويتين أميركيتين ترابطان قبالة سواحل كوريا الشمالية.