قالت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الإثنين، إنّ كييف شنّت هجمات داخل الأراضي الروسية بواسطة طائرات مسيّرة، مستهدفة قاعدتين عسكريتين إحداهما مخصصة للطيران الاستراتيجي وتُستخدم لشنّ ضربات على أوكرانيا.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أوكراني كبير، فإنّ الطائرات المسيّرة انطلقت من الأراضي الأوكرانية، مستهدفة القاعدتين على بعد 300 ميل من الحدود، ما أسفر عن تدمير طائرتين على الأقل في إحدى القاعدتين وإلحاق أضرار بعدة طائرات أخرى.
وتضيف الصحيفة، أنّ الهجوم الجديد يشير إلى تطور كبير في طبيعة المواجهة، كما يظهر استعداد أوكرانيا لنقل قواعد القتال إلى قلب روسيا وتنفيذ هجمات على بعد مسافات طويلة.
من جهته، قال الكرملين إنّ الضربات شنتها طائرات بدون طيار تعود إلى الحقبة السوفييتية، واستهدفت فيها قاعدة عسكرية وسط مدينة ريازان على بعد مائة ميل من موسكو، وقاعدة في مطار إنغيلز جنوبي روسيا.
وترفض الحكومة الأوكرانية الاعتراف علناً بالمسؤولية عن الهجوم، إلا أنّ مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك قد أشار بشكل غير مباشر إلى مسؤولية كييف عن الضربات عندما كتب على "تويتر": "الأرض مستديرة - اكتشاف قدمه غاليليو.. إذا أُطلق شيء ما في المجال الجوي لدول أخرى، فحتماً ستعود الأجسام الطائرة عاجلاً أم آجلاً إلى نقطة انطلاقها".
The Earth is round – discovery made by Galileo. Astronomy was not studied in Kremlin, giving preference to court astrologers. If it was, they would know: if something is launched into other countries’ airspace, sooner or later unknown flying objects will return to departure point
— Михайло Подоляк (@Podolyak_M) December 5, 2022
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد قالت، في بيان، إنّ قاعدتَين جويتَين روسيتَين تقعان في وسط البلاد، تعرّضتا الإثنين لهجمات نفّذتها طائرات مسيّرة أوكرانية، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في صفوف الجيش الروسي.
وجاء في البيان أنّ صباح الإثنين "حاول نظام كييف (...) شنّ ضربات بمسيّرات ذات تصميم سوفييتي على قاعدة دياغيليفو الجوّية في منطقة ريازان وقاعدة إنغيلز في منطقة ساراتوف".
واتّهمت الوزارة القوات الأوكرانية بالسعي بذلك إلى "وضع خارج الخدمة الطائرات الروسية بعيدة المدى"، التي استُخدمت لشنّ الضربات التي استهدفت في الأسابيع الأخيرة البنى التحتية للطاقة على الأراضي الأوكرانية.
وأفاد البيان الذي نقلته وكالة فرانس برس، بأنّ هذه "المسيّرات النفاثة" اعترضتها منظومات الدفاع الجوّي الروسية إلا أنّ حطامها سقط على أراضي القاعدتين الجويتين المستهدفتين، ما تسبب بانفجارات وأضرار "طفيفة" بطائرتين.
وأوضح البيان أنه رغم هذه الهجمات "نُفّذت ضربة هائلة بأسلحة عالية الدقة" استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية وبنى تحتية للطاقة تابعة للقوات الأوكرانية، مضيفًا أنه تمّ استهداف 17 هدفاً في المجمل.
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن حاكم منطقة كييف قوله، إنّ نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية تقريباً سيظل بلا كهرباء في الأيام المقبلة، بعد الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة.
وأوضح أوليكسي كوليبا حاكم المنطقة على تطبيق المراسلة "تليغرام"، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين: "في الأيام المقبلة، سيكون نحو نصف المنطقة بلا كهرباء".
وقال رئيس شركة أوكنيرجو الوطنية لتشغيل شبكة الكهرباء فولوديمير كودريتسكي، إنّ روسيا شنت الهجمات عمداً مع انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر. وأضاف للتلفزيون الأوكراني: "استعادة قدرة الشبكة على توليد الكهرباء تتطلب يوماً أو يومين".