"نقطة تصادم" محتملة بين هدفي إسرائيل الرئيسيين من حربها على غزة

12 نوفمبر 2023
تحفّظ متزايد في الغرب إزاء عمليات القتل واسعة النطاق للمدنيين في غزة (Getty)
+ الخط -

يزداد "التوتر" بين الهدفين الرئيسين اللذين حددتهما إسرائيل في حربها الشعواء على قطاع غزة، وهما تجريد حركة حماس من قدراتها وتحرير الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لديها، بحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل.

وذكر هارئيل، في مقال تحليلي نشره مساء أمس السبت، أن "إسرائيل تسعى لتفكيك حماس وتجريدها من قدراتها العسكرية والتنظيمية، لكنها في الوقت نفسه تريد تهيئة ظروف إطلاق سراح المواطنين والجنود المحتجزين لديها.

ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يمكن تحقيق كلا الهدفين معاً، وأنه كلما مُنح المزيد من الوقت لزيادة الضغط العسكري على حماس، تزداد بذلك فرص اضطرار المنظمة إلى إظهار قدر أكبر من المرونة في المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين. 

مع هذا، يقول الكاتب: "تدرك هيئة الأركان العامة أن العامل الزمني أصبح الآن مصيرياً أكثر. وهناك تحفظ متزايد في الغرب إزاء عمليات القتل واسعة النطاق للمدنيين (في غزة) جراء العمليات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب ذلك تتزايد الضغوط الأميركية على إسرائيل لحملها على تقليص العملية البرية في شمال القطاع قريباً، في غضون أسابيع معدودة".

وبحسب المحلل العسكري، "تسير العملية البرية ببطء نسبي حتى الآن، مع محاولة الحفاظ على سلامة القوات (الإسرائيلية) بقدر الإمكان. والآن، عندما تعمل فرق الألوية القتالية في قلب مدينة غزة وحول مقارّ رئيسية لحركة حماس، تجري محاولة للوصول إلى أقصى قدر من الإنجازات العسكرية قبل أن يُطلب من الجيش الإسرائيلي التوقف. وتعتقد هيئة الأركان العامة أنه إذا توقف القتال خلال أسبوعين، فإنه لن يكون من الممكن تحقيق أهداف الحرب". 

ولا يقتصر الحديث في دولة الاحتلال الإسرائيلي على موعد تقليص العملية البرية في شمال قطاع غزة، بل يتناول أيضاً إمكانية الإعلان قريباً لوقف مؤقت لإطلاق النار لإطلاق سراح المحتجزين.

وعلى الطرف الآخر من مواقف الأجهزة الأمنية، هناك المسؤول عن ملف أسرى الحرب والمفقودين (..) الذي يركّز جهوده بالكامل على إعادتهم إلى بيوتهم.

ويرى هارئيل أن "الجهدين الرئيسيين قد يصلان قريباً إلى نقطة تصادم: على المستوى السياسي، سيكون هناك تخبّط في كيفية التصرّف، فيما يخشى الجيش من إيقاف عملياته من أجل إتمام صفقة، وسيكون من الصعب عليه بعد ذلك تجديد الهجمات بالحجم المطلوب، من أجل ضرب حماس بطريقة قوية بما فيه الكفاية".

وتابع المحلل العسكري الإسرائيلي في "هآرتس" بأنه "في خضم القتال والرغبة في جباية ثمن باهظ من حماس، لا يكاد يوجد أي نقاش على المستوى السياسي وفي الجيش الإسرائيلي، في ما هو متوقع في قطاع غزة بعد أن يتغيّر شكل القتال فيه، فضلاً عن اليوم التالي للحرب". وأردف: "يبدو أن الجيش يريد بالدرجة الأولى عدم إعاقته عن القتال، في محاولة لمحو جزء من الانطباع حول فشله الذريع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول".

أما على المستوى السياسي، فيقول الكاتب، إن رئيس الحكومة نتنياهو "منشغل بالتحضير لحملة تحميل المسؤولية (مسؤولية الإخفاق في السابع من أكتوبر في عملية طوفان الأقصى) للجيش الإسرائيلي والشاباك، ويقوم بجمع مواد استعداداً للجنة تحقيق (مستقبلية سيُعمَل على تشكيلها)".