تكشف مصادر خاصة لـ "العربي الجديد" أن التغييرات التي أجراها القائد العام للقوات العراقية المسلّحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي في قيادة الجيش العراقي، جاءت بعد نصيحة أميركية تفادياً لمحاولة انقلاب كان هؤلاء القادة يحضّرون لها، وهي مشابهة للانقلاب الذي قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر.
ووصف المستشارون الأميركيون التغييرات التي أجراها العبادي بالخطوة الجريئة لتنقية المؤسسة العسكرية من العناصر التي تسبّبت بتسليم عدد من مدن البلاد لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهي عناصر قد تشكّل خطراً على نظام الحكم الحالي في المرحلة المقبلة.
ويكشف مصدر مسؤول في وزارة الدفاع العراقية لـ "العربي الجديد"، أن الأميركيين أكدوا خلال لقائهم بكبار ضباط وزارتي الداخلية والدفاع أنهم أشاروا على القائد العام للقوات المسلّحة لاستبدال قادة الجيش، بعد ورود معلومات استخبارية عن نية بعضهم القيام بانقلاب على الشرعية مماثل لما حدث في مصر، قبل مرور عام على الحكومة العراقية التي يترأسها العبادي، موضحاً أن هؤلاء القادة العسكريين العراقيين حاولوا استنساخ التجربة المصرية في العراق، بالتعاون مع قيادات الحكومة العراقية السابقة.
وتُعدّ محاولة التخطيط للانقلاب هذه، الثانية في العراق منذ تولي العبادي رئاسة الحكومة، وكانت "العربي الجديد" كشفت في وقت سابق عن تفاصيل محاولة انقلاب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الفاشلة على الحكومة الجديدة، التي قضت بأن يتجمهر الملايين من المؤيدين للمالكي في شوارع بغداد والمحافظات الجنوبية، ويقطعون الطرق ليتحوّل الاحتجاج إلى عصيان مدني ضد حكومة العبادي، ومطالبته بالرحيل والعمل وفقاً للاستحقاقات الدستورية التي تمنح المالكي ولاية ثالثة، بحسب رأيهم.
وأشار المستشارون الأميركيون إلى وجود علاقة بين بعض قيادات تنظيم "داعش" والحكومة السابقة، سهّلت دخول عناصر التنظيم إلى مناطق واسعة من العراق من دون قتال، بعد انسحاب الجيش منها، موضحين أن الطائرة التي ضُبطت أخيراً في مطار بغداد وكانت تحمل 40 طناً من الأسلحة المرسلة إلى التنظيم، قادمة من روسيا عبر إيران بعلم مسؤولين عراقيين سابقين.
وتزامنت هذه الأنباء مع وصول المالكي إلى محافظة ذي قار الجنوبية، ولقائه بالقادة الأمنيين في المحافظة.
وقد تثير هذه الزيارة الخلافات السابقة بين المالكي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي بدا منزعجاً خلال الفترة الماضية من زيارات المالكي المتكررة إلى بعض المحافظات من دون استئذانه وتوجيه خطاباته للجماهير.
وطلب الرئيس العراقي في وقت سابق من رئيس ديوان الرئاسة إبلاغ المالكي بعدم زيارة أي محافظة من دون استئذان، وتحذيره بشكل صريح من مغبة تصرفاته، مذكراً "بأن للرئيس صلاحيات إقالة أو استبدال نوابه الذين لا يلتزمون بسياقات وظائفهم".