فوجئت الأوساط السياسية التركية، اليوم الجمعة، بإعلان التحالف الجمهوري الحاكم ضم حزب "الرفاه من جديد" إلى صفوفه، بعد 5 أيام من إعلان "الرفاه" أنه سيدخل الانتخابات منفرداً، وأن زعيمه مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وقدم التحالف الجمهوري الحاكم، بشكل رسمي، بروتوكول التحالف للهيئة العليا للانتخابات، وكان ينتظر أن يتم تقديمه دون حزب "الرفاه من جديد"، قبل تطورات "آخر ساعة".
ونقلت وسائل إعلام تركية أن البروتوكول المقدم من التحالف الجمهوري يحمل توقيع زعيم حزب "الرفاه من جديد" فاتح أربكان، فيما لم يحمل اسم حزب "هدى بارتي" الكردي الإسلامي، الذي أعلن سابقاً دعم التحالف.
وأعلن "الكردي الإسلامي" أنه سيدخل الانتخابات البرلمانية ضمن قوائم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وسيدعم التحالف الجمهوري.
وقال رئيس حزب "الرفاه من جديد" فاتح أربكان، في تصريح صحافي، في أنقرة: "التقيت الرئيس رجب طيب أردوغان واتفقنا، وسيتحرك التحالف الجمهوري كتلة واحدة من أجل تحقيق الأهداف والمشاريع التي تخدم مصلحة تركيا".
وأضاف أربكان: "ستكون هناك زيارة للرئيس أردوغان الأسبوع المقبل إلى مقر حزب (الرفاه من جديد)، ومن هنا أعلن انتهاء مرحلة ترشيحي للانتخابات الرئاسية، وأشكر كل من وقع من أجلي، وبذل جهدا في هذه المرحلة".
وكان أربكان قد قال في وقت سابق، خلال لقاء تلفزيوني، إن سبب عدم الدخول في التحالف هو اكتفاء حزب "العدالة والتنمية" بالتوافق الشفوي. في المقابل، تحدثت مصادر إعلامية عن أن السبب يعود إلى خلافات تتعلق بعدد النواب البرلمانيين.
ونقلت وسائل إعلام من جانب آخر أن سبب عدم دخول حزب "هدى بارتي" للتحالف الحاكم هو اعتراضات الجناح القومي الممثل بحزب الحركة القومية، قبل التوصل إلى صيغة الترشح ضمن قوائم حزب "العدالة والتنمية".
وكان زعيم حزب "هدى بارتي" الكردي الإسلامي زكريا يابجي أوغلو قد أعلن، في تصريح سابق، أن الحزب سيدخل الانتخابات المقبلة ضمن قوائم حزب "العدالة والتنمية"، وسيدعم الرئيس رحب طيب أردوغان مرشح التحالف الحاكم.
وبذلك، بات التحالف الجمهوري الحاكم مؤلفاً من 4 أحزاب، هي حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 21 عاماً، وحزب الحركة القومية اليميني المحافظ، وحزب الوحدة الكبرى، وحزب "الرفاه من جديد" الإسلامي، وهو "وريث" الزعيم الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، مؤسس حركة "النظرة الوطنية".
من جانب آخر، قال نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" علي إحسان ياووز، في تصريح، بعد تقديم الطلب للهيئة العليا للانتخابات: "تم تشكيل التحالف الجمهوري من جديد بتحالف يضم حزب العدالة والحركة القومية والوحدة الكبرى، والرفاه من جديد"، وأضاف أن "هذا الاتفاق هو اتحاد أخلاقي وسياسي وموقف وطني، وجهد كبير في هدف الجمهورية التركية الجديد".
وكان قرار انسحاب أربكان من التحالف، الاثنين الماضي، قد أربك حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، حيث يقسم هذا القرار أصوات الكتلة المحافظة الكبرى في البلاد، فيما يعول الرئيس أردوغان على اسم معلمه ورفيق دربه الراحل نجم الدين أربكان بضم ابنه، فضلاً عن استقطاب أنصار "الرؤية الوطنية"، المنزعجين من دعم حزب "السعادة" لمرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو.
وتوضحت الخريطة الانتخابية في تركيا بشكل كبير مع حسم أكبر الأحزاب الرئيسية مواقفها من التحالفات في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تجري في 14 مايو/ أيار المقبل، لتقترب الساحة التركية من استحقاق الانتخابات رويداً رويداً، في ظلّ ربيع ساخن ينتظر البلاد، على اعتبار أنها انتخابات مصيرية للرئيس رجب طيب أردوغان، وحاسمة بالنسبة للمعارضة التي شكّلت أكبر تحالف لها حتى الآن.