نتنياهو يثير غضب البيت الأبيض: تصريحاته مهينة

21 يونيو 2024
كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض 17 يونيو 2024 (إليزابيث فرانتز/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- البيت الأبيض وصف تصريحات نتنياهو حول تأخير شحنات الأسلحة بـ"المهينة"، مؤكدًا خيبة أمله ودعمه الكبير لإسرائيل، بينما شدد نتنياهو على أهمية الأسلحة الأميركية لوجود إسرائيل.
- الولايات المتحدة تراجع شحنة قنابل بسبب مخاوف استخدامها في مناطق مكتظة، مع تأكيدات على الالتزام بأمن إسرائيل، ومحاولات لتسوية الخلافات عبر لقاءات رفيعة المستوى.
- التوترات بين البيت الأبيض ونتنياهو تتصاعد في ظل الحرب على غزة، مع معارضة بايدن لهجوم بري واسع وتحديات سياسية تواجهه بسبب الوضع الإنساني في القطاع.

اعتبر البيت الأبيض، الخميس، أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع بشأن تأخير تسليم شحنات الأسلحة الأميركية لحكومته "مهينة"، في مؤشر على حلقة جديدة من التوتر في العلاقة المعقدة في كثير من الأحيان بين الجانبين. وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين، أنّ "تلك التصريحات كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظراً لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه".

وكان نتنياهو قد قال، في مقطع فيديو، الثلاثاء، إنه على الرغم من تقديره للدعم الأميركي خلال حرب غزة، "إلا أنّه من غير المعقول أنّ الإدارة الأميركية حجبت في الأشهر القليلة الماضية أسلحة وذخائر عن إسرائيل".

وقال كيربي: "لا توجد دولة أخرى تفعل المزيد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديد حماس والتهديدات الإقليمية الأخرى".

كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قد قالت، الثلاثاء: "نحن حقاً لا نعرف ما الذي يتحدث عنه". بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس الخميس، أنّ "التزامنا أمن إسرائيل مقدس. أثبتنا ذلك ليس بكلمات فحسب، لكن بأفعال". وأكد نتنياهو الخميس أن بلاده تحتاج الأسلحة الأميركية في "حرب من أجل وجودها"، ذلك في رد مباشر على انتقاد البيت الأبيض لشكواه من تأخر تسليم شحنات الأسلحة.

نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، 8 يونيو 2024 (Getty)
نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، 8 يونيو 2024 (Getty)

وقال نتنياهو في بيان: "أنا مستعد لتحمل هجمات شخصية، شرط أن تتلقى إسرائيل من الولايات المتحدة السلاح الذي تحتاجه في حرب (تخوضها) من أجل وجودها". ويُنتظر وصول نتنياهو إلى واشنطن في 24 يوليو/ تموز المقبل، في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية، لإلقاء خطاب أمام الكونغرس.

وأوضحت الولايات المتحدة أن ثمة شحنة واحدة فقط لإسرائيل من قنابل زنة 2000 رطل (أكثر من 900 كيلوغرام) هي قيد المراجعة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة. وفي تصريحات منفصلة، قال كيربي إنه من المقرر أن يلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الخميس نظيره الإسرائيلي تساحي هانغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. والتقى المبعوثان الإسرائيليان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وفق مسؤول أميركي كبير.

مسؤول أميركي: إسرائيل لم تقترب من تحقيق أهدافها

وفي السياق، قال مسؤول أميركي لشبكة سي بي أس نيوز الأميركية، إنه يبدو أن تصريحات نتنياهو في الفيديو تستند إلى اعتقاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أن الولايات المتحدة تبطئ حصول إسرائيل على سلع أصغر حجماً مثل قطع غيار الطائرات، لكن المسؤول أصرّ على أنه لا يوجد مثل هذا التأخير، باستثناء شحنة قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي كانت على وشك مغادرة مستودع أسلحة على الساحل الشرقي، عندما توقف التسليم في أوائل مايو/ أيار.

وتحدث المسؤول عن الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الإسرائيليين لم يقتربوا بعد من تحقيق هدفهم المتمثل في تدمير حركة حماس، قائلاً إن هناك مئات المقاتلين وأميالا من الأنفاق غير المستكشفة، كما لا يزال زعيم الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار طليقاً، وفق قوله. وأضاف أنه بما أن إسرائيل ليست لديها خطة "لليوم التالي" للحرب، فإن الاستراتيجية الحالية هي "وصفة لحرب مستمرة".

وردّ فعل البيت الأبيض، الخميس، ليس الحلقة الأولى من التوترات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولا يخفي الرئيس الأميركي جو بايدن علاقته المضطربة مع نتنياهو، فقد أعرب خصوصاً بشكل علني عن معارضته لهجوم بري واسع في رفح، حيث يُحاصَر أكثر من مليون مدني، وهدد بوقف شحنات معينة من الأسلحة إلى إسرائيل إذا لم يُستجَب تحذيره.

وتمثل الحرب في غزة موضوعاً شائكاً سياسياً بالنسبة للديمقراطي البالغ 81 عاماً، والساعي للفوز بولاية ثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب. وأثارت الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع الفلسطيني المحاصر والخسائر البشرية المتزايدة، انتقادات شديدة للرئيس الأميركي من جانب المعسكر التقدمي، ومن الناخبين من أصل عربي.

(فرانس برس، العربي الجديد)