نتنياهو يتوجّه إلى فرنسا للقاء ماكرون: ملفات إيران والتصعيد في فلسطين والتطبيع على الأجندة

02 فبراير 2023
تأتي زيارة نتنياهو في وقت ترى باريس أنه ينبغي اعتماد سياسة "حازمة جداً" حيال إيران (Getty)
+ الخط -

يُنتظر وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فرنسا للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون لبحث عدة ملفات، أبرزها التوترات المتنامية بشأن إيران، ودوامة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقالت السفارة الإسرائيلية في باريس: "سيجري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة دبلوماسية إلى باريس، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويبحث معه الجهود الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني وسبل تعزيز اتفاقات (أبراهام) وتوسيعها".

وأوضح قصر الإليزيه من جهته أن "رئيس الجمهورية سيعرب مرة أخرى عن تضامن فرنسا مع إسرائيل. وفي ظل التوترات المتنامية، سيذكّر رئيس الجمهورية بضرورة أن يتجنب الجميع اتخاذ تدابير تغذي دوامة العنف، وسيعرب عن استعداده للمساهمة في معاودة الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين". ويلتقي ماكرون ونتنياهو على مأدبة عشاء من دون أن يدليا بتصريحات علنية.

وفي الأيام الأخيرة، شهدت أعمال العنف بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تصعيدا كبيرا أوقع ضحايا عدة.

فقد أسفر عدوان إسرائيلي في شمال الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، عن استشهاد عشرة أشخاص على الأقل في 26 يناير/ كانون الثاني في مخيم جنين.

ومساء السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني، نفذ فلسطيني عملية قتل فيها سبعة إسرائيليين في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل وضمتها.

والسبت الماضي، أصاب فلسطيني إسرائيليين بجروح في القدس الشرقية قبل أن يصاب بدوره ويعتقل. في الضفة الغربية المحتلة، قتل مستوطنون الأحد فلسطينيا، فيما قتل الجيش فلسطينيا الاثنين.

ويسعى الطرف الإسرائيلي خصوصا إلى تركيز هذه الزيارة على موضوع إيران، آملا أن يدفع ضلوع طهران المتنامي في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من خلال تزويد روسيا بعتاد، الدول الغربية إلى تشديد الضغوط على إيران، عدو إسرائيل اللدود.

في المقابل، تتهم إيران إسرائيل بالوقوف وراء هجمات عدة على أراضيها استهدفت برنامجها النووي، أو في سورية حليفة طهران، حيث سبق لإسرائيل أن شنت غارات جوية على مصالح إيرانية.

أوكرانيا

ترى باريس أنه ينبغي اعتماد سياسة "حازمة جدا" حيال إيران، على ما أفاد مصدر دبلوماسي، لأن "البرنامج النووي الإيراني يتواصل وبات عند مرحلة خطرة"، فيما تنخرط إيران في الحرب في أوكرانيا.

منذ أشهر عدة، باتت إيران طرفا يزداد أهمية في النزاع الأوكراني، من خلال توفير مسيّرات كثيرة تستخدمها موسكو لضرب المنشآت الأوكرانية، في حين أن المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني متوقفة. يضاف إلى ذلك أن إيران تعتقل أجانب عدة تعتبرهم العواصم الغربية "رهائن".

ويأتي اللقاء بين ماكرون ونتنياهو بعد أيام قليلة على اللقاء بين مديري الشؤون الاستراتيجية في وزارتي خارجية البلدين جوشوا ل. زرقا وفيليب بيرتو في 19 يناير/ كانون الثاني، جرى خلاله التطرق إلى الملف الإيراني.

وفي إطار انخراط إيران المتزايد في إطار الحرب في اوكرانيا، أعلن نتنياهو، الأربعاء، أنه بات مستعدا للتفكير بتزويد أوكرانيا بأسلحة، في ما يبدو أنه تغيير كبير في موقف إسرائيل.

وحتى الآن، حرصت إسرائيل على البقاء على الحياد مع الطرفين المتحاربين، خصوصا بسبب وجود الجيش الروسي في سورية حيث ينشر دفاعات جوية. وقد تمكنت إسرائيل حتى الآن من شن عملياتها العسكرية الجوية فوق سورية من دون أن تواجه هذه الدفاعات الروسية.

إلى جانب هذا الشق الدبلوماسي، "يلتقي نتنياهو رجال أعمال بارزين في فرنسا في المجال المالي، ويعقد اجتماعا مع زعماء الجالية اليهودية"، على ما أوضحت سفارة بلاده في العاصمة الفرنسية. ويغادر فرنسا مساء السبت.

وعاد نتنياهو إلى السلطة في ديسمبر/ كانون الأول على رأس ائتلاف حكومي، يضم أحزابا يمينية ويمينية متطرفة ومتشددين يهود، يعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وتواجه حكومة نتنياهو احتجاجات من جانب بعض قطاعات المجتمع الإسرائيلي، لا سيما القطاع المالي.

وأعربت بعض الشركات عن استعدادها لمغادرة إسرائيل، معتبرة أن مشروع إصلاح النظام القضائي سيتسبب بعدم استقرار يؤثر على نشاطها. والتقى رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي، خصوصا مدراء المصارف الكبرى في محاولة لطمأنتهم.

(فرانس برس)