أعاد بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تمسكه بما يسميها "أهداف الحرب"، نافياً بذلك الأنباء التي تسربت عن بنود اتفاق بخصوص غزة تم التباحث بشأنه في العاصمة الفرنسية باريس يومي السبت والأحد الماضيين، وجاءت تصريحات نتنياهو بعد تهديد وزراء في حكومته بالانسحاب بحال إقرار الاتفاق.
وقال نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن "الحرب لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها"، مضيفاً أن "إسرائيل لن تسحب جيشها من غزة ولن تطلق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين".
وبحسب بيان صادر عن ديوانه، قال نتنياهو، خلال زيارته لإحدى المؤسسات: "هذه ليست جولة قتال أخرى، وهذا ليس تبادلاً للضربات، ولكن يدور الحديث عن تحقيق النصر المطلق. ليس أقل من ذلك"، وأضاف نتنياهو "إنني ملتزم بذلك ومقاتلونا ملتزمون بذلك والأغلبية الساحقة من الشعب (الإسرائيليين) ملتزمة بذلك. لن نساوم على أقل من تحقيق النصر المطلق".
وتهكم نتنياهو على الأنباء حول بنود الاتفاق حول غزة، قائلاً "أسمع أقاويل عن صفقات مختلفة، وأود أن أوضح أننا لن ننهي هذه الحرب إلا بعد تحقيقها جميع أهدافها، وهذا يعني القضاء على حماس وإعادة جميع المخطوفين وضمان أن غزة لن تشكل أبداً تهديداً على إسرائيل. لن نخرج الجيش من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. كل هذا لن يحدث.. ماذا سيحدث؟ تحقيق النصر المطلق!".
بن غفير يهدد
وكان إيتمار بن غفير، وزير الأمن الوطني في حكومة الاحتلال، هدد في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، بالانسحاب من الحكومة عند أي محاولة لإبرام اتفاق "غير محسوب" مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لاستعادة "رهائن تحتجزهم الحركة في غزة"، بحسب "رويترز".
وكتب بن غفير، الشريك اليميني المتطرف في الحكومة والذي ينتمي إلى حزب القوة اليهودية، على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "اتفاق غير محسوب = تفكيك الحكومة"، وسط تقارير إعلامية تفيد بأن إسرائيل تدرس، بوساطة قطرية ومصرية، وقفاً طويل الأمد لعملياتها العسكرية في قطاع غزة.
ويشغل حزب القوة اليهودية ستة مقاعد من بين 64 مقعداً تؤيد منذ ما قبل حرب غزة ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً. وبعد نشوب الحرب، أدخل نتنياهو حزب الوحدة الوطنية الوسطي الذي يشغل 12 مقعداً إلى حكومة الطوارئ.
وعبّر بن غفير وشريك آخر في الائتلاف القومي المتطرف، هو وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، من حزب الصهيونية الدينية، عن غضبهما من استبعادهما من مجلس نتنياهو المصغر المعنيّ باتخاذ القرارات بخصوص الحرب، وطالبا بعدم وقف العمليات العسكرية وإعادة الاستيطان في غزة، التي انسحبت منها إسرائيل عام 2005، وكان نتنياهو قد استبعد إعادة بناء مستوطنات يهودية هناك، لكنه يقول إن غزة ستكون تحت السيطرة الأمنية لإسرائيل بعد الحرب.
بحث اتفاق هدنة في غزة
واستضافت العاصمة الفرنسية باريس، الأحد الماضي، محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ومسؤولين كبار من مصر وقطر ودولة الاحتلال الإسرائيلي لبحث اتفاق هدنة في غزة.
وقالت شبكة "إن بي سي" الأميركية، أمس الاثنين، إنه جرى التوصل إلى اتفاق إطاري لصفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، خلال المحادثات التي جرت في باريس.
وبحسب الشبكة الأميركية، ينص الاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين والإسرائيليين الباقين على مراحل تبدأ بالنساء والأطفال، وذلك بالتزامن مع وقف تدريجي في القتال، وضمان إيصال المساعدات بشكل أكبر إلى قطاع غزة، إضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأكدت الشبكة أنه ستُقدّم مسودة الاتفاق إلى حركة "حماس"، مشيرة إلى وجود تخوفات من رفض الحركة الصفقة إن أصرّت على وقف فوري ودائم لإطلاق النار.