تعرضت دورية روسية أذربيجانية مشتركة، اليوم الاثنين، لإطلاق نار في إقليم ناغورنو كاراباخ، وفق ما أفادت به وزارة الدفاع الروسية.
وقالت الوزارة في بيان إن "دورية مشتركة روسية وأذربيجانية تعرضت لإطلاق نار من شخص مجهول استخدم بندقية قناص"، وأضافت: "لم يسقط ضحايا. تجري قيادة القوة الروسية لحفظ السلام مع ممثلي الطرف الأذربيجاني تحقيقا".
يأتي هذا بعد يومين من إعلان أذربيجان، السبت، مقتل أحد جنودها برصاص قناص من مواقع القوات المسلحة الأرمينية على الحدود بين البلدين.
وسيطرت أذربيجان على الإقليم الانفصالي في هجوم خاطف في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، أسفر عن مقتل 192 من جنودها ومدني واحد، فيما قتل 213 جنديا تابعين للانفصاليين الذين وافقوا على إلقاء السلاح في غضون 24 ساعة من بدء الهجوم.
ومنذ سيطرة باكو على الإقليم، نزح معظم سكانه، البالغ عددهم نحو 120 ألفا، إلى الأراضي الأرمينية.
وأفاد مسؤولون انفصاليون أرمن في الإقليم، الاثنين، بأنهم سيبقون في المنطقة بعد الهجوم الأذربيجاني لإنقاذ ضحايا المعارك وانفجار مستودع للوقود.
"حق الأرمن في العودة إلى ديارهم"
من جانب آخر، دعا مجلس أوروبا، الاثنين، أذربيجان إلى احترام حق الأشخاص الذين فروا من الإقليم الانفصالي في "العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة".
وقالت مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دنيا مياتوفيتش في بيان: "أحض الحكومة الأذربيجانية على ضمان سلامة الأرمن الذين بقوا في منطقة كاراباخ واحترام حقهم في معاملة متساوية وحمايتهم من العنف والترهيب والكراهية".
وأضافت المفوضة التي ستزور أرمينيا "قريباً": "يجب توفير الحماية خصوصاً للفئات الضعيفة، مثل المصابين أو المحتاجين إلى رعاية والمسنين والنساء والأطفال. وعلى السلطات أيضاً ضمان احترام حقوق الأشخاص الذين غادروا، بما في ذلك الحق في العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة".
كذلك، اعتبرت مياتوفيتش أن "من الضروري ضمان الوصول الحر" للطواقم الإنسانية والبعثات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان "إلى كل المناطق وإلى جميع الأفراد المتأثرين بالظروف الحالية".
الأمم المتحدة: البنية التحتية في كاراباخ لم تتضرر
وعلى الصعيد الإنساني، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الاثنين، إن فريقاً تابعا للأمم المتحدة يزور كاراباخ في أذربيجان لم يرصد أي أضرار في البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمساكن أو المواقع الثقافية والدينية.
وزار الفريق، أمس الأحد، عاصمة الإقليم المعروفة باسم ستيباناكيرت في أرمينيا، وخانكندي في أذربيجان. وجاءت الزيارة بعد أسابيع من سيطرة القوات الأذربيجانية على الجيب الموجود على أراضيها الذي يسكنه الأرمن، ما أدى إلى خروج جماعي لأكثر من 100 ألف أرمني.
وقال دوجاريك للصحافيين: "زملاؤنا هالتهم الطريقة المفاجئة التي فر بها السكان المحليون من منازلهم والمعاناة التي سببتها لهم هذه التجربة".
وأضاف أن فريق الأمم المتحدة لم يتلق "أي تقارير، سواء من السكان المحليين أو من آخرين، عن أعمال عنف ضد المدنيين بعد أحدث وقف لإطلاق النار".
ومضى يقول: "لم يشاهد أعضاء فريق الأمم المتحدة أي تدمير للبنية التحتية الزراعية أو حيوانات نافقة".
واتهمت أرمينيا أذربيجان بالتطهير العرقي، ونفت باكو ذلك وأكدت ترحيبها ببقاء الأرمن في المنطقة. وأصرت باكو على أنها لا تنوي مهاجمة أرمينيا نفسها.
وحثت أرمينيا الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على فرض عقوبات على أذربيجان بسبب عمليتها العسكرية في جيب ناغورنو كاراباخ، وحذرت من أن باكو قد تهاجم أرمينيا نفسها قريباً ما لم يتخذ الغرب إجراء حازماً.
وقال دوجاريك إن مهمة الأمم المتحدة تستهدف تقييم الوضع على الأرض وتحديد الاحتياجات الإنسانية لكل من الأشخاص المقيمين والراحلين، مضيفا أن ممثلين عن المنطقة أبلغوا مسؤولي الأمم المتحدة بأن "ما بين 50 إلى 1000 أرمني ما زالوا حاليا في كاراباخ".
وقال دوجاريك إنه لا متاجر مفتوحة في المدينة، وإن أذربيجان تستعد لاستئناف الخدمات الصحية وبعض المرافق الأساسية في المدينة. وقال دوجاريك: "يؤكد الفريق ضرورة إعادة بناء الثقة، وأضاف أن هذا يتطلب وقتاً وجهداً من جميع الأطراف.
وتابع: "الأمم المتحدة تعتزم زيارة المنطقة بانتظام".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)