استمع إلى الملخص
- وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعرب عن قلقه من إعادة عسكرة اليابان وزيادة استثماراتها في الصناعات الدفاعية، محذرًا من أن هذه التوجهات قد تؤدي إلى تفكيك النظام العالمي.
- لم تبرم روسيا واليابان اتفاقية سلام منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تربط طوكيو التوقيع باسترداد جزر الكوريل المتنازع عليها، بينما تعتبرها موسكو جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق.
أعربت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، عن احتجاجها للسفارة اليابانية في موسكو على خلفية عزم طوكيو إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري وبداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وشددت الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها، على أنه من المخطط أن تجري التدريبات في مناطق عدة، بما فيها هوكايدو الواقعة على مقربة من الحدود الروسية، وذلك على مسافة نحو 20 كيلومتراً فقط من جزيرة كوناشير، وهي واحدة من جزر الكوريل المتنازع عليها بين موسكو وطوكيو.
وأضاف البيان: "تمت الإشارة للجانب الياباني إلى الرفض القاطع لمثل هذه الممارسات التي تتوسع عاماً بعد عام، بما في ذلك عبر إشراك دول غير إقليمية من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في التدريبات. أعرب الجانب الروسي عن بالغ أسفه للتجاهل قصير النظر لمساعينا في هذه القضية".
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن قلق موسكو مما اعتبره عملية إعادة عسكرة اليابان، مشدداً على أن طوكيو تزيد استثماراتها في قطاع الصناعات الدفاعية وتحدث عقائدها، بما فيها رؤية شن ضربات استباقية. وحذر لافروف من أن مثل هذه التوجهات "قد تؤدي إلى تفكيك المنظومة العالمية بالكامل".
وكانت وزارة الدفاع اليابانية قد أعلنت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، عن إجراء تدريبات واسعة النطاق بمشاركة عسكريين أميركيين. وستستمر مناورات "كين سورد-25" لمدة عشرة أيام ابتداء من 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك بمشاركة 45 ألف عسكري من البلدين وباستخدام قواعد عسكرية لقوات الدفاع الذاتي الوريثة للقوات الإمبراطورية اليابانية والجيش الأميركي ومطارات وموانئ مدنية.
وعلى الرغم من مرور ما يقارب ثمانية عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، إلا أن روسيا واليابان لم تبرما اتفاقية سلام حتى اليوم، وسط ربط طوكيو التوقيع على مثل هذه الاتفاقية باسترداد جزر الكوريل التي تعتبرها اليابان جزءاً من أراضيها وتطلق عليها تسمية "الأراضي الشمالية"، بينما يتلخص موقف موسكو في أن الجزر الأربع باتت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق بموجب نتائج الحرب ذاتها.