موسكو تتهم واشنطن بقتل أطفال روس في الهجوم الصاروخي على القرم

24 يونيو 2024
جنود أوكرانيون يحددون مواقع في شبه جزيرة القرم/ 24 فبراير 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الكرملين يهدد بـ"عواقب" للولايات المتحدة بعد ضربة أوكرانية على القرم، متهمًا الغرب بدعم الهجوم ومشيرًا إلى استخدام صواريخ أمريكية. روسيا تستدعي سفيرة الولايات المتحدة، محملةً إياها جزءًا من المسؤولية.
- البنتاغون ينفي المسؤولية، مؤكدًا على استقلالية أوكرانيا في تحديد أهدافها. الهجوم يسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من مئة، بينهم أطفال، مع تأكيدات روسية على استخدام ذخائر عنقودية.
- أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد الهجمات الروسية، مستهدفةً مناطق روسية ومحتلة لتدمير القدرات العسكرية الروسية. زيلينسكي يطالب بأنظمة دفاع جوي متقدمة وأسلحة بعيدة المدى، وسط تحديات تشمل انقطاعات الكهرباء وضربات على البنية التحتية.

هدّد الكرملين، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة بـ"عواقب" غداة ضربة أوكرانية على القرم شنت، بحسب موسكو، بواسطة صاروخ أميركي، متهماً الغرب بـ"قتل أطفال روس"، فيما قالت واشنطن إن كييف تتخذ قراراتها في ما يخصّ هجماتها. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إنّه "من الواضح أن مشاركة الولايات المتحدة في القتال، مشاركتها المباشرة، تسبّب قتل مواطنين روس، ويجب أن تكون لها عواقب"، داعياً الصحافيين إلى الطلب من أوروبا والولايات المتحدة تفسيراً حول السبب الذي يدفع "حكوماتها إلى قتل أطفال روس".

ونُفّذت الضربات بواسطة صواريخ "أتاكمس" التي سلّمتها واشنطن إلى كييف. وقالت وزارة الدفاع الروسيّة، في بيان، إنّ "مسؤوليّة الضربة الصاروخيّة المتعمّدة على مدنيين في (مدينة) سيفاستوبول تقع في الدرجة الأولى على واشنطن التي زوّدت أوكرانيا بهذه الأسلحة"، وكذلك على سلطات كييف. وأكّدت الوزارة أنّ "أفعالاً كهذه لن تبقى بلا ردّ".

وبعد هذه التصريحات، استدعت روسيا سفيرة الولايات المتحدة في موسكو إلى وزارة الخارجية بشأن ما وصفته بأنه "مسؤولية" واشنطن في الضربة الأوكرانية على القرم التي قتل فيها أربعة أشخاص بينهم طفلان. وقالت وزارة الخارجية إنها أبلغت السفيرة لين ترايسي بأن واشنطن "تتحمل القدر نفسه من المسؤولية مثل نظام كييف في هذه الفظاعة" وأن هذه الضربة "لن تمر من دون عقاب".

وأعلن الجيش الروسي أنّ القوات الأوكرانيّة أطلقت خمسة صواريخ "أتاكمس"، تمّ "اعتراض" أربعة منها. وقالت الوزارة الروسيّة، مبرّرةً اتّهاماتها، إنّ مهام طيران هذه الصواريخ "ضَبطها متخصّصون أميركيّون على أساس بيانات أجهزة استخبارات عبر الأقمار الاصطناعيّة للولايات المتحدة". وأعلنت واشنطن في إبريل/ نيسان أنّها أرسلت إلى أوكرانيا صواريخ "أتاكمس"، بعدما طالبت بها كييف لوقت طويل للتمكّن من إصابة أهداف بعيدة عن خطّ الجبهة.

البنتاغون: أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة

وفي ردّها على ضربة القرم، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم، أن أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة في ما يتعلق بالأهداف التي تهاجمها. وقال المتحدث باسم البنتاغون تشارلي ديتز: "أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة بالاستهداف وتنفذ عملياتها العسكرية بنفسها".

ضربة على "منطقة ساحليّة" في القرم

وأسفر الهجوم الذي نُفّذ بصواريخ بالستيّة عن أربعة قتلى، بينهم طفلان، وأكثر من مئة جريح، الأحد، في مدينة سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم الأوكرانيّة التي ضمّتها روسيا عام 2014، بحسب ما أعلن الحاكم المُعيّن من موسكو ميخائيل رازفوجاييف في حصيلة مُحدَّثة، وأشار إلى أنّ ما مجموعه 151 شخصاً احتاجوا إلى رعاية طبّية، نُقِل 82 منهم إلى المستشفيات. وقال المسؤول إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتّصل بأسر الضحايا "ليقدّم تعازيه". وأكّد رازفوجاييف أنّ الجيش الأوكراني "ضرب سيفاستوبول في وضح النهار بصواريخ بالستيّة ذات ذخائر عنقوديّة"، لافتاً إلى أنّ "حطام الأهداف التي تمّ إسقاطها سقط على المناطق الساحليّة". وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية أشخاصاً يفرّون من شاطئ بعدما سمعوا دوي انفجارات. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقّق من صحّة هذه اللقطات. وغالباً ما تُستهدف مدينة سيفاستوبول الساحليّة الكبيرة لأنها تضمّ مقرّ الأسطول الروسي في البحر الأسود. وتشكّل شبه جزيرة القرم نقطة لوجستيّة مهمّة للجيش الروسي.

وتردّ أوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً منذ أكثر عامين، بمهاجمة مناطق روسيّة أو مناطق محتلّة. وتحاول القوّات الأوكرانيّة خصوصاً تدمير سفن حربيّة روسيّة، وغالباً ما تنجح في ذلك. ومن بين العمليّات العسكريّة للقوّات الأوكرانيّة منذ بداية النزاع، قصفها مقر أسطول البحر الأسود في سبتمبر/ أيلول 2023، بعد أكثر من عام على تمكنها من إغراق سفينة القيادة في أسطول البحر الأسود الروسي "موسكفا" في ربيع العام 2022.

توازياً مع ذلك، أسفرت ضربات روسية عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، بينهم فتيان، الأحد، في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وفقاً لحاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف. والسبت، أدت عمليات قصف أخرى بقنابل جوية موجهة إلى مقتل شخصين وإصابة حوالى خمسين آخرين بجروح، وفقاً للسلطات الأوكرانية. وتتعرض خاركيف القريبة جداً من الحدود الروسية للقصف باستمرار. وتنفي روسيا دائماً استهداف نقاط مدنية في أوكرانيا، وتؤكد أنها تهاجم فقط مرافق مرتبطة بالجيش. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مدينة خاركيف محرومة من الكهرباء جزئياً وأن خدمة المترو فيها "متوقفة"، داعياً من جديد إلى تسليم بلاده أنظمة للدفاع الجوي، وحذر من أن "الإرهاب الروسي لا يتباطأ، لذا علينا زيادة الضغط". وأضاف: "لدينا العزم اللازم لتدمير الإرهابيين على أراضيهم (وهذا أمر عادل) ونحتاج أن يشاركنا حلفاؤنا ذلك" العزم.

وفي كلمته المسائية، قال زيلينسكي: "إن الموافقة الأخيرة على شن ضربات داخل الأراضي الروسية  قرب الحدود أتاحت تدمير جزء من الإمكانات الإرهابية الروسية"، لكنه أضاف: "نحن بحاجة إلى مزيد من الأسلحة البعيدة المدى، وإلى أسلحة مناسبة للأوكرانيين".

في نهاية أيار/مايو، وافقت واشنطن على أن يستخدم الأوكرانيون في بعض الحالات الأسلحة الأميركية لضرب أهداف عسكرية في الأراضي الروسية قرب منطقة خاركيف. وجاء هذا القرار عقب إطلاق روسيا هجوماً برياً مفاجئاً في مطلع مايو/ أيار في منطقة خاركيف، حيث ما زال القتال عنيفاً. ومن جهة أخرى، أسفرت هجمات بمسيّرات أوكرانية عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة بجروح في بلدة غرايفورون الواقعة في منطقة بيلغورود الروسية القريبة جداً من الحدود الأوكرانية، بحسب ما أفاد الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف، الأحد. وتتعرض منطقة بيلغورود باستمرار لضربات أوكرانية، وتؤكد كييف أنها تدافع عن نفسها من الهجمات الروسية على أراضيها.

انقطاع جزئي للكهرباء في أوكرانيا

وتتوقع أوكرانيا حدوث انقطاع جزئي للتيار الكهربائي طوال اليوم الاثنين في كل أنحاء البلاد، حسبما أعلنت شركة "أوكرينيرغو" المشغلة للكهرباء، الأحد، موضحة أن شبكة الكهرباء تواجه صعوبات شديدة بعد هجمات روسية "ضخمة". وقالت الشركة على تليغرام: "في 24 يونيو/ حزيران ستنفذ كل شركات توزيع الكهرباء الإقليمية عمليات قطع للتيار الكهربائي مخططاً لها" طوال اليوم. وتضطر الدولة التي تضررت بنيتها التحتية بشدة بسبب هجمات موسكو، إلى فرض هذا النوع من القيود. لكن حتى وقت قريب كانت فترات الانقطاع أقصر زمنياً خلال ذروة الاستهلاك. وفي الأيام الأخيرة، استهدفت ضربات جديدة البنى التحتية الأوكرانية. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، استهدفت ثماني هجمات واسعة النطاق محطات توليد الطاقة، وفقاً لوزارة الطاقة الأوكرانية. ودمرت روسيا عبر هجماتها نصف قدرات مجال الطاقة في أوكرانيا، وفق زيلينسكي.

(فرانس برس)