مودي يدلي بصوته في انتخابات الهند بعد حملة مناهضة للأقلية المسلمة

مودي يدلي بصوته في انتخابات الهند بعد حملة مناهضة للأقلية المسلمة

07 مايو 2024
خرج مودي اليوم من مركز اقتراع في مدينة أحمد أباد رافعاً إصبعه (سجاد حسين/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، يستخدم خطابًا يستهدف الأقلية المسلمة خلال الحملة الانتخابية، مما أثار جدلًا ولكن دون تدخل من لجنة الانتخابات، محافظًا على شعبيته بين الهندوس بفضل سياساته القومية.
- انخفاض ملحوظ في نسبة المشاركة بالانتخابات الهندية، يُعزى جزئيًا إلى التوقعات بفوز مودي بولاية ثالثة وتأثير موجات الحر الشديدة، مع تشجيع مودي للناخبين على الإقبال والحفاظ على صحتهم.
- الانتخابات تواجه تحديات لوجستية بسبب الحجم الكبير للهند وتنوعها، وتجري على مدى ستة أسابيع في سبع مراحل، مع تأثيرات التغير المناخي الملموسة على العملية الانتخابية.

أدلى رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي بصوته في الانتخابات العامة في الهند بعدما صدرت عنه عدة تصريحات تحريضية خلال حملته اتُّهم باستهداف الأقلية المسلمة فيها.

تراجعت نسب المشاركة كثيراً مقارنة بآخر اقتراع وطني أجري في 2019، وهو أمر أرجعه المحللون إلى توقع فوز مودي بولاية ثالثة على نطاق واسع ودرجات الحرارة الأعلى من المعدلات مع اقتراب فصل الصيف.

خرج مودي من مركز اقتراع خلال الصباح في مدينة أحمد أباد رافعاً إصبعاً بدا جلياً أثر الحبر عليه، بينما كان محاطاً بعناصر أمن وسط هتافات أنصاره. وقال مودي للصحافيين "في إطار طقوس الديمقراطية الكبرى، يستحق كل الأشخاص الذين يساهمون التهنئة". وأضاف "مرة أخرى، أطلب من الهنود.. أن يأتوا بأعداد ضخمة للتصويت والاحتفال بمهرجان الديمقراطية".

يُتوقع أن يفوز حزب رئيس الوزراء الحاكم "بهاراتيا جاناتا" في الانتخابات بنتيجة حاسمة، لكن منذ بدأ التصويت في 19 إبريل/ نيسان، كثّف مودي خطابه بشأن الانقسام الديني الرئيسي في الهند سعياً لكسب تأييد الناخبين.

واستغل خطاباته للإشارة إلى المسلمين على أنهم "متسللون" و"أولئك الذين لديهم عدد أكبر من الأطفال"، ما استدعى تنديد سياسيين من المعارضة الذين رفعوا شكواهم إلى السلطات الانتخابية. كما اتّهم مودي حزب المؤتمر الرئيسي ضمن تحالف المعارضة المفكك الذي ينافسه بالتخطيط لنقل ثروة البلاد إلى العائلات المسلمة.

وقال رئيس التحرير التنفيذي لدى مجلة "ذا كارافان" الإخبارية هارتوش سينغ بال "هذه المرة الأولى منذ مدة طويلة التي يكون فيها مباشراً إلى هذا الحد". وأضاف "لم يسبق أن رأيته يعبر عن تعصبه تعبيراً مباشراً إلى هذا الحد. عادة يشي بالتعصب". وأضاف أن "تصريحاته بشأن إعادة توزيع الثروات تستهدف جزءاً من بيان حزب المؤتمر غير موجود أصلاً وهو أمر مؤسف بكل صراحة".

"أي شخص بلحية"

ما زال مودي يحظى بشعبية واسعة بعد عقد على وصوله إلى السلطة، لأسباب أبرزها منح حكومته عقيدة الأغلبية في البلاد أولوية في سياستها، رغم دستور الهند العلماني رسمياً.

وقال بائع السمك أنيل سونكار (55 عاماً) لوكالة فرانس برس في أغرة، حيث تاج محل، "لا توجد وظائف ولا فرص اقتصادية. لم يسبق أن تدهور عملي إلى هذا الحد". وأضاف "لكن في ظل هذه الحكومة، نشعر بالأمان والاعتزاز بوصفنا من الهندوس".

وفي يناير/ كانون الثاني، أشرف رئيس الوزراء على تدشين معبد كبير مكرّس للإله رام، شيّد في موقع مسجد أثري هدمه متشدّدون هندوس قبل عقود. ولبّى بناء المعبد أحد أبرز مطالب الناشطين الهندوس وتم الاحتفال به في أنحاء الهند عبر تغطية تلفزيونية مكثّفة وحفلات في الشوارع.

وفاقمت السياسات الهندوسية القومية التي تبناها مودي قلق سكان الهند المسلمين البالغ عددهم أكثر من 220 مليون نسمة حيال مستقبلهم في البلاد. وقال منّه عثمان (48 عاماً) الذي يملك وكالة للسفر في مدينة أغرة لـ"فرانس برس"، إنّ "الحكومة تمارس سياسات طائفية بصورة صارخة". وأضاف أن النتيجة كانت أن كل هندوسي في الهند بات "يشعر بالارتياب من أي شخص بلحية".

ولم تعاقب لجنة الانتخابات مودي بسبب تصريحاته رغم أن مدونة قواعد السلوك التابعة لها تحظر بناء الحملات الانتخابية على "المشاعر المجتمعية" مثل القضايا الدينية.

الطقس الحار

تجري الانتخابات الهندية على سبع مراحل على مدى ستة أسابيع لتخفيف العبء اللوجستي الهائل المتمثل بتنظيم العملية الديمقراطية في الدولة الأكثر سكاناً في العالم.

شهدت معظم بلدان جنوب آسيا موجة حر الأسبوع الماضي بينما جرى التصويت في عدة دوائر انتخابية في ظل درجات حرارة مرتفعة. وفي مدينة ماثورا الواقعة على بعد ثلاث ساعات بالسيارة عن نيودلهي، تجاوزت الحرار 41 درجة مئوية يوم الانتخابات، وأظهرت بيانات لجنة الانتخابات تراجع نسب المشاركة بنحو تسع نقاط إلى 52% مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات.

لكن مكتب الأرصاد الجوية الهندي توقّع موجات حر أخرى في مايو/ أيار وشكّلت لجنة الانتخابات فرقة عمل الشهر الماضي لمراجعة تأثير الحر والرطوبة قبل كل جولة تصويت.

وأفاد مودي الصحافيين بعد مغادرته مركز الاقتراع بأنه يشجّع الناخبين على "شرب المياه بأكبر قدر ممكن". وقال "كلما شربتم المياه أكثر، حافظتم على صحتكم وطاقتكم".

يتوقع أن تشهد عدة مناطق حيث يجري التصويت الثلاثاء بما في ذلك ولايتا ماديا براديش وبيهار حرّاً شديداً. وفي أغرة، حيث وصلت درجات الحرارة بعد الظهر إلى 42 درجة مئوية، قالت امرأة تدعى تسليم ورسي لـ"فرانس برس" إن والدتها لم تصوّت بسبب "الحر الشديد".

خلصت سنوات من الأبحاث العلمية إلى أن التغيّر المناخي يسبّب تكرار موجات الحر وتحولها إلى ظواهر أكثر حدّة وأطول. يحق لأكثر من 968 مليون شخص التصويت في الانتخابات الهندية، فيما يتوقع أن تجري آخر جولة تصويت في الأول من يونيو/ حزيران ويتوقع صدور النتائج بعد ذلك بثلاثة أيام.

(فرانس برس)