اندلعت مساء الأحد مواجهات عنيفة في مدينة يافا بين سكانها العرب والعشرات من المستوطنين الإسرائيليين الذين انتقلوا للسكن في المدينة في السنوات الأخيرة من مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وبدأت المواجهات على إثر محاولة المستوطنين اقتحام بيوت عربية بعد مشادة وقعت في وقت سابق بين شابين، ومدير المدرسة الدينية العسكرية "شيرات موشيه"، الحاخام الإسرائيلي، إلياهو مالي، التي تتبع للتيار الديني الصهيوني.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر محلية أن عشرات المستوطنين حاولوا اقتحام بيت الشابين اللذين قامت شرطة الاحتلال باعتقالهما في وقت سابق بزعم الاعتداء على مدير المدرسة الدينية، لكن شبانا من حي العجمي في يافا اعترضوا طريق المستوطنين وتصدوا لهم مما تسبب في اندلاع مواجهات بينهم.
وأكد الصحافي كايد حسنين، من مدينة يافا في حديث مع "العربي الجديد"، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية وصلت بقوات كبيرة وقامت بحماية المستوطنين، واستخدمت القنابل الصوتية والدخانية باتجاه الشبان العرب الذين تصدوا لمحاولة المستوطنين اقتحام حرمة البيوت في يافا.
وأضاف حسنين أن الشبان أغلقوا الشارع الرئيسي في يافا، كما اعتقلت شرطة الاحتلال ثلاثة من المتظاهرين العرب وأوقعت إصابات في صفوف الشبان. وأعلنت لاحقا أنه سيتم عرضهم على المحكمة صباح الاثنين.
وعلم "العربي الجديد" أن الشابين يسكنان في مبنى فلسطيني في حي العجمي كانت صادرته دولة الاحتلال بعد النكبة بعد تصنيفه كأملاك غائبين، وحاولت المدرسة الدينية العسكرية شراءه من شركة "عميدار" الإسرائيلية التي تدير لفائدة دولة الاحتلال، البيوت الفلسطينية التي تم تهجير سكانها العرب منها في حرب النكبة.
ويحاول مدير المدرسة الدينية الاستيلاء على البيت الذي يقطن فيه الشابان المذكوران في قلب حي العجمي في يافا. ووفقا للمعلومات التي توفرت لـ "العربي الجديد" فإن شركة "عميدار" تحاول تصفية البيوت الفلسطينية التي تسيطر عليها ولا تزال تسكن فيها عائلات فلسطينية كمستأجرين محميين، وعرضها للبيع في مزادات علنية بأسعار باهظة لا تستطيع العائلات العربية في يافا منافستها، مما يهدد بفقدانها لبيوتها لصالح المستوطنين اليهود.
وتشهد مدن فلسطين التاريخية التي تسمى إسرائيليا بالمدن المختلطة، وعلى رأسها اللد والرملة ويافا وعكا، موجة جديدة من الاستيطان اليهودي الديني، لمستوطنين انتقلوا إليها في السنوات الأخيرة في إطار مشاريع إسكان قامت بها حكومة الاحتلال للتضييق على السكان الفلسطينيين في هذه المدن.
ويحاول الاحتلال تعزيز كفة الميزان الديموغرافي بما يضمن أغلبية يهودية كبيرة فيها، دون إخفاء غايات هذه الموجة من الاستيطان، خاصة أن قسما من هؤلاء المستوطنين الجدد جاءوا من مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وقسما منهم من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة في خطة الانسحاب أحادي الجانب التي نفذها رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أريئيل شارون عام 2005، وتم على أثرها توزيع آلاف من مستوطني القطاع في عكا ويافا واللد والرملة وإقرار مخططات إسكان لهم في قلب الأحياء العربية.